محمد يوسف
لا يوجد جبن مجاني إلّا في مصيدة الفئران... لذلك الفرصة لن تأتي بسهولة، لكن مع فيرمين لوبيز لاعب وسط برشلونة الإسباني، فقد خطف الأنظار منذ الوهلة الأولى، أشاع عن نفسه قوته الفطرية في تسجيل الأهداف، حتى تشبث بالخيط الرفيع الذي منحه له المدرب تشافي هيرنانديز، ثم أصبح كل شيء بعد ذلك من الماضي.
توالت الأخبار على تشافي، هناك شاب من "لا مسيا" معار إلى ديبورتيفو ليناريس، استطاع تسجيل 12 هدفاً وصنع 4 أهداف وخاض 40 مباراة خلال موسم 2022/2023، يمكنه أن يؤدي بقوة في الوسط، لذا قرّر المدرب اصطحابه إلى الفترة التحضيرية.
أمام ريال مدريد في الكلاسيكو الودي في الولايات المتحدة الأميركية خلال فترة التحضير لموسم 2023-2024 خطف لوبيز الأنظار، فسجّل هدفاً رائعاً في مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، وصنع آخر لمواطنه فيران توريس.
قرّر تشافي بعد ذلك الإبقاء على لوبيز، بعدما كان مهدّداً بالانتقال إلى أحد الفرق البولندية مقابل 600 ألف يورو، ليبدأ الحصول على الفرص تدريجياً مع مرور الوقت، حتى سجّل 10 أهداف هذا الموسم، آخرها ثنائية أمام ألميريا.
خلال الموسم الحالي ارتفعت القيمة السوقية للاعب الشاب المتحدر من الأندلس لـ15 مليون يورو، بعدما كانت 300 ألف يورو في بادئ الأمر، فقد استطاع اللاعب اقتناص الفرص القليلة التي حصل عليها.
وما منح لوبيز مزيداً من القوة هو اعتماد تشافي عليه في أوقات عصيبة شهدت غياب الهولندي فرينكي دي يونغ والثنائي الإسباني غافي وبيدري، بسبب الإصابات المتلاحقة، ولولا تألّق اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً لتعرّض برشلونة لمزيد من الأزمات.
في وقت افتقد فيه برشلونة نجمه الواعد غافي بسبب الحماس المفرط الذي يبثه في الفريق، كان لوبيز حاضراً في تقديم خدماته لزملائه، فيما جرى ضمّه إلى قائمة منتخب إسبانيا تحت 21 عاماً.
ولكن رغم ذلك، هناك تهديدات قد تعوق تطور لوبيز في المستقبل، مثل تعاقد برشلونة مع لاعب وسط في نفس مركزه، بالإضافة إلى عودة المصاب غافي، وكذلك إمكانية رحيل المدرب تشافي الذي يدرك موهبته جيداً.
ويلوح في الأفق بعض الأسماء التي قد تحلّ محل لوبيز، مثل برناردو سيلفا نجم مانشستر سيتي الإنكليزي، بالإضافة إلى أليكس باينا لاعب فياريال، ولكن الأزمة المالية التي يعانيها برشلونة قد تعوق انضمام مثل هذه الصفقات.
وما يميّز لوبيز هو قدرته البدنية على الركض واستخلاص الكرة والتمرير الدقيق والتسديد القوي على مرمى المنافس، حيث يعتبره تشافي بمثابة اللاعب الحرّ الذي يمكنه التحرك في كل بقعة من بقاع الملعب، لذلك هو من العناصر التي لا يستغني عنها، فإذا لم يكن في التشكيلة الأساسية ففي الغالب يجري الدفع به من مقاعد البدلاء.
تبدو التحدّيات واضحة أمام لوبيز، لكن رصيده من الأداء المميز في موسمه الأول مع "البلوغرانا" تحت قيادة تشافي قد يحميه من عمليات التغيير التي قد تطرأ على برشلونة، الذي يعيش مجلس إدارته تحت ضغط الأداء السلبي والخروج بموسم صفري.