هاني سكر
نجح العجوز غاسبيريني باحتواء الشاب تشابي ألونسو وكتب التاريخ بمنح أتالانتا أول لقب أوروبي بتاريخه بالوقت الذي توقفت فيه سلسلة ليفركوزن الخرافية وتعرض للهزيمة الأولى هذا الموسم ليفقد بذلك حلم الثلاثية مع خسارته بثلاثة أهداف للا شيء.
المشاكل بتشكيلة ليفركوزن بدت واضحة منذ بداية اللقاء، فكرة اللعب بعدلي كرأس حربة وهمي نجحت ضد بايرن ميونيخ وروما لكن لكل مباراة حساباتها وأتالانتا كان من نوعية الخصوم التي ضغطت بشكل كبير جداً بالتالي لم يكن إخراج الكرة من نصف الملعب بالتمريرات الأرضية ممكناً واحتاج ليفركوزن للاعب يرسل له تمريرات طويلة ولم يجده.
بالمقابل واجه غاسبريريني أسلوب لعب ليفركوزن بطريقة 3-4-2-1 بأسلوب يماثله على الورق ويختلف معه على أرض الملعب لأن القوة البدنية والانتشار الممتاز ساعدا الفريق على الصعود أكثر للأمام مع الاطمئنان أن المدافعين سيوقفون كل الكرات الطويلة.
الهدف الأول جاء من عمل جماعي جميل داخل المنطقة لاعبو أتالانتا سحبوا مدافعي ليفركوزن نحو العمق وفرغوا المساحة على القائم البعيد وبالاسيوس كان بإمكانه أن يوقف الكرة قبل أن يصل لها لوكمان لكن لم يكُن بالتركيز المطلوب.
ثم نجح لوكمان ذاته برسم لوحة رائعة بالهدف الثاني الذي بدأ بكرة ترجمت ما ذكرناه، تمريرة طويلة من الحارس كوفار لرأس الحربة عدلي الذي لم يتمكن من إنزالها بشكل جيد ليمنح أتالانتا كرة مجانية بنصف ملعب الفريق جاء منها الهدف الثاني.
أتالانتا قام بعمل كبير من الجهة اليمين مع زاباكوستا ومساعدة دي كاتلاري الممتازة وكان هذا المفتاح لخلق عدة فرص خطرة، بالمقابل سنحت الفرصة لليفركوزن مرتين لضرب فرق السرعات بين المدافعين والمهاجمين الأقصر والأسرع لكن غريمالدو لعب كرة بشكل سيىء بأول مرة وأخطأ فيرتز بالسيطرة على الثانية.
ببداية الشوط الثاني بدأ ألونسو بتصحيح أخطائه فأشرك بونيفيس مكان ستانيسيتش ليأخذ فريمبونغ مكانه كجناح متأخر ويتحول عدلي للعب خلف رأس الحربة، تغيير أندريش مكان بالاسيوس أيضاً كان بمكانه لأن الأرجنتيني كان المفتاح الرئيسي لخسارة الكرات بالوسط لكن هذا التغيير تأخر كثيراً.
بالمجمل بقي أتالانتا الفريق الذي يلعب بمساحات ضيقة جداً ويمنع حلول التمرير على ليفركوزن وأصبح لوكمان مصدر خوف لتابسوبا الذي حصل على إنذار خلال مواجهته قبل أن يبدو متردداً وهو يدافع أمامه بكرة هدف الهاتريك.
عرف غاسبيريني كيف يوقف ليفركوزن بالشكل الذي لم يفعله أحد، فريق يضيق المساحات بين لاعبيه بشكل رهيب ويجد حلوله بسرعة وبلعب مباشر رهيب عكس ليفركوزن الذي لم تسعفه خيارات ألونسو بالتشكيلة أبداً وكأن العبقري الشاب اختار الليلة الأسوأ لارتكاب أول أخطائه هذا الموسم.