النهار

أتالانتا وباير ليفركوزن... النيزك يضلّ الطريق
المصدر: النهار العربي
منح تشابي ألونسو، المدير الفني لنادي باير ليفركوزون الألماني، الإيحاء بأنّه يمكنك ضبط ساعتك على موعد وصول صديقه النيزك الفضائي الذي يقضي على كل شيء في لحظات.
أتالانتا وباير ليفركوزن... النيزك يضلّ الطريق
احتفال أتالانتا. (أ ف ب)
A+   A-
محمد يوسف

منح تشابي ألونسو، المدير الفني لنادي باير ليفركوزن الألماني، الإيحاء بأنّه يمكنك ضبط ساعتك على موعد وصول صديقه النيزك الفضائي الذي يقضي على كل شيء في لحظات.

مرّ ألونسو بـ51 مباراة من دون هزيمة، وفي وقت تعتقد فيه أنّ الخسائر تحاصره ولا مفرّ منها، يأتي صديقه النيزك، في اللحظات الأخيرة ويحقق التعادل أو الفوز، لكن في نهائي الدوري الأوروبي، لم يحضر رفيق الموسم في الموعد.

أشاع ألونسو عن نفسه قدرته في العودة من التأخّر إلى التعادل أو الفوز، وجرى مقارنته بريال مدريد الذي يملك قدرات كبيرة على صناعة "ريمونتادا" في لحظات، لكن احترق النيزك حين لامس الغلاف الجوي.

فرض جيان بييرو غاسبيريني غلافه الجوي الخاص على نهائي الدوري الأوروبي، انتشر اللون الأزرق والأسود في ملعب أفيفا في مدينة دبلن الإيرلندية، أصيب باير ليفركوزن بالاختناق منذ الشوط الأول.

احتاج غاسبيريني لفرض أسلوبه الممتع في الملعب، وكانت للنيجيري أديمولا لوكمان كلمته في تسجيل هاتريك، هو كل أهداف المباراة التي انتهت بثلاثية نظيفة، وحقّق أتالانتا أول بطولة قارية في تاريخه.

إنّ ما يميّز غاسبيريني أنّه فاز باللقب وهو ينظر دائماً في عين منافسيه، فإذا كان أتالانتا بيرغامو ينتمي إلى إيطاليا فليس من الضروري العودة إلى الدفاع وترك الكرة للمنافس في كل مرّة، لأنّ ليفربول بكل ما لديه من عنفوان هجومي خضع في النهاية لأسلوب الإيطاليين.

خسر يورغن كلوب في قلب أنفيلد بثلاثية نظيفة في دور الثمانية، وكان عليه الهجوم بعنف في الإياب، ولكن فاز بشق الأنفس بهدف، ليخرج من البطولة على يد أتالانتا، ومهما كان مارسيليا قوياً في فرنسا فإنه خسر بنفس النتيجة في بيرغامو بنصف النهائي، وفشل في الفوز على أرضه، حيث انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

تبدو الحياة أمام غاسبيريني صعبة على المنافسين، وربما كان يترقّب عشاق كرة القدم أداء تشابي ألونسو في نهائي الدوري الأوروبي، وهل سيخسر مثلما عانى كلوب أم ستكون للنيزك كلمة أخيرة.

عانى ألونسو كثيراً خصوصاً في الشوط الثاني، كلما مرّ الوقت، تعرّض ليفركوزن لحصار خانق، لا سيما أنّ أتالانتا كان يضغط بمجرد وصول الكرة إلى ماتاي كوفار حارس النادي الألماني، الذي كان يجد صعوبة في لعب الكرة، ولا يوجد مفرّ من استخدام الكرات الطويلة للتخلص من الضغط، ويبدأ غاسبيريني في الاستحواذ مثل الدائرة المفرغة.

اكتشف أتالانتا أنّ الجبهة اليمنى الدفاعية لدى ليفركوزن تعاني، لذا قرّر غاسبيريني منح جناحه الأيسر لوكمان حرّية كبيرة في الضغط والانطلاق، حتى جاءت جميع أهداف المباراة عن طريقه، فاستطاع حفر نفق باسمه من دون أن يوقفه ألونسو الذي شاهد انهيار ناديه في صمت.

كان من الصعب في مباراة نهائية أن يتأخّر فريق بهدفين نظيفين في أقل من نصف ساعة من انطلاق صافرة البداية، لأنّ ذلك سيكلّف فتح الخطوط بقية المباراة، ومع انطلاق الشوط الثاني استغل أتالانتا المساحات وسجّل الثالث قبل نهاية المواجهة بربع ساعة.

ضلّ النيزك الطريق، لكنّ بوصلة الانتصارات منحت أتالانتا حقّها في التمتع بلقب قاري، لتنتصر كرة القدم الهجومية، بكل ما فيها من شغف. لكن المؤلم أنّ البطولة جاءت على حساب فريق صنع بهجة كروية في ألمانيا لا تزال حديث الـ"بوندسليغا"... الدوري الأوروبي قال كلمته "فيفا غاسبيريني".

اقرأ في النهار Premium