علاء علي
لا صوت في البرازيل يعلو على صوت تحقيق لقب "كوبا أميركا" في صيف 2024، واستعادة عرش زعامة قارة أميركا اللاتينية، لا سيما أن منتخب السيليساو لم يتمكن من الظفر باللقب منذ عام 2019 أي منذ قرابة 5 سنوات.
ويُعدّ منتخب أوروغواي الأكثر فوزاً باللقب برصيد 15 مرّة بالتساوي مع منتخب الأرجنتين، بينما اكتفت البرازيل بحصد اللقب 9 مرّات، حيث عاند الحظ منتخب السامبا في 12 نهائياً شهدت خسارته للقب ليحقق الوصافة 12 مرّة.
ويُنتظر أن تُقام النسخة الجديدة من "كوبا أميركا" في صيف 2024 بالتحديد في الولايات المتحدة وسيشترك في تنظيمها الكونكاكاف بتواجد 16 منتخباً، 10 منتخبات من أميركا الجنوبية، و6 من أميركا الشمالية، ضمن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2026. ووقع منتخب البرازيل في المجموعة الرابعة التي تضمّ كولومبيا وباراغواي وكوستاريكا.
ويدخل منتخب البرازيل النسخة الجديدة بمرارة فقدان اللقب في دياره على يد منتخب الأرجنتين في النسخة الماضية في 2021، وهو ما منح منتخب التانغو الرقم القياسي بالتساوي مع أوروغواي.
البرازيل تبحث عن بطل
اعتاد منتخب البرازيل قبل أي مسابقة كبرى في البحث عن الرجل الخارق الذي يمكنه قلب الطاولة على الجميع ومنح الشعب السعادة، على غرار روماريو في 1994، عندما تُوّجت البرازيل بلقب كأس العالم وحمل دور سوبر مان الظاهرة رونالدو في مونديال 2002 التي تُوّجت به البرازيل على حساب ألمانيا.
وكان الخبر الصادم لمنتخب البرازيل إصابة النجم المخضرم نيمار بقطع في الرباط الصليبي للركبة، ما يعني غيابه عن "كوبا أميركا" ليخسر منتخب السامبا أشهر لاعبيه في الوقت الحالي، ما سيدفع عشاق السيليساو للبحث عن بطل آخر.
وقت فينيسيوس جونيور
يقضي البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور موسماً رائعاً مع ريال مدريد حيث تُوّج بلقب الدوري الإسباني بجانب التأهل إلى ويمبلي لمواجهة بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ووضع الإعلام في البرازيل اللاعب الشاب فينيسيوس جونيور تحت الضغط قبل بدء مغامرة "كوبا أميركا" في صيف 2024، حيث أكّد أن النسخة المقبلة ستُظهر مدى جودة اللاعب وقدرته على حمل عبء منتخب بلاده في مسابقة كبيرة.
صيف 2024 سيظهر لعشاق البرازيل مدى قدرات فينيسيوس جونيور في خلافة لقب الرجل الخارق من سابقيه أمثال بيليه ورونالدو ورومارينيو وريفالدو ورونالدينيو والكثير من الأساطير السابقة في المنتخب البرازيلي.
اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً تلقّى رعاية رائعة في بيرنابيو من قبل جماهير ريال مدريد، ليصبح في الوقت الحالي أحد أبرز الجواهر في الملاعب الأوروبية، ويقود الفريق للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا منذ موسمين على حساب ليفربول في 2022، حيث نجح في تسجيل هدف الفوز باللقب على "ستاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية.
وفي 2024، قاد فينيسيوس جونيور ريال مدريد للفوز بلقب الدوري الإسباني، مسجّلاً 15 هدفاً و6 تمريرات حاسمة، كما تأهل الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بالمساهمة في 10 أهداف من خلال تسجيل 5 أهداف وصناعة 5 في 9 مباريات لعبها.
ما يقدّمه فينيسيوس جونيور مع البرازيل أثبت للعالم أجمع مدى جودته، لا سيما أنه تلاعب بظهير أيمن بايرن ميونيخ جوشوا كيميتش أكثر من مرّة في بيرنابيو في مواجهة نصف النهائي، وهو ما دفع أندية كبيرة للتحوّل من إعجابها الكبير بقدرات اللاعب الألماني الدفاعية إلى التراجع عن ضمّه، بعدما عانى مرارة مهارات البرازيلي فينيسيوس.
البرازيل ليست ريال مدريد
من دون شك ما يقدّمه فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد في السنوات الماضية أمر يستحق عليه الكثير من الشكر والثناء من قبل كل ما ينتمي للنادي الملكي، لكن عشاق السامبا يؤكّدون أن اللاعب عليه أن يُدخل قلوبهم من بوابة منتخب البرازيل وليس من خلال ما يقدّمه مع ناديه.
في غياب نيمار، فقدت البرازيل الرجل الذي يمكنه إطلاق عليه لقب "سوبر مان" قبل النسخة القادمة من "كوبا أميركا"، لذلك فإنّ فينيسيوس بات مطالباً بضرورة التأكيد على أن ما يقدّمه مع ريال مدريد نتيجة تواجد الكثير من سحرة كرة القدم بجواره في النادي الأبيض، وأن ما فعله الظاهرة رونالدو في ريال مدريد والبرازيل معاً، قادر فينيسيوس على فعله.
المؤكّد أن منتخب البرازيل يمتلك الكثير من الأسماء الرنانة مثل رافينيا لاعب برشلونة الحالي وكذلك رودريغو لاعب ريال مدريد وغابريال مارتينيلي لاعب أرسنال، بالإضافة إلى الجوهرة الشابة إندريك المنتظر انضمامه إلى صفوف ريال مدريد قادماً من بالميراس في صيف 2024. لكن الحقيقة فإن كل الأنظار ستتجّه نحو فينيسيوس، اللاعب المُطالب بحمل راية منتخب بلاده وقيادته للفوز باللقب.
يدرك فينيسيوس جيّداً أنه سيكون قادراً على ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد في حال قاد منتخب بلاده للفوز باللقب القاري مع قيادة ريال مدريد للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لأن ذلك سيعني اقترابه من تحقيق إنجاز كبير بالفوز بجائزة الكرة الذهبية بعد موسم رائع وخيالي، كما سيحقق الأهم وهو الفوز بقلوب البرازيليين والتحوّل إلى أسطورة بل والتحوّل إلى بطل قومي والردّ بقسوة على كل منتقديه.
أخيراً، المؤكّد أن صيف 2024 سيكون حاسماً وهاماً في مصير فينيسيوس الكروي، لأن اللاعب الملقّب باللؤلؤة السمراء في العاصمة مدريد، ما زالوا في البرازيل ينتظرون ما سيقدّمه في "كوبا أميركا" لكي يختاروا بين لقب "البطل القومي" وبين لقب "فقاعة جديدة في بلاد السامبا".