مابيل حبيب
عانى نادي بايرن ميونيخ الألماني في البحث عن مدرّب جديد خلفاً للألماني توماس توخيل. فبعد أخذ وردّ مع عدد كبير من المدرّبين، توصّل العملاق البافاري أخيراً إلى اتفاق مع المدرّب البلجيكي فينسنت كومباني لتولّي تدريب الفريق بدءاً من الموسم المقبل.
كان يريد النادي الألماني خطف خدمات المدرّب تشابي ألونسو من باير ليفركوزن بطل الثنائية المحلية هذا الموسم، إلّا أنّ الإسباني قرّر الاستمرار مع فريقه موسماً إضافياً أقله. ثم وقع الخيار على يوليان ناغلسمان، مدرّب المنتخب الألماني الحالي، والذي غادر القلعة البافارية بخلاف مع الإدارة، لكنه فضّل تجديد عقده أيضاً مع المانشافت. بعدها، لجأ بايرن إلى الألماني رالف رانغنيك، مدرّب منتخب النمسا حالياً، لكن بدوره اختار البقاء في منصبه بدل الانتقال إلى الزعيم الألماني.
كل هؤلاء رفضوا تدريب بايرن ميونيخ الذي يمرّ بفترة صعبة، بعدما خرج بموسم صفري، إذ خسر لقب الـ"بوندسليغا" لصالح ليفركوزن بعد هيمنة دامت 11 موسماً متتالياً، كما خرج من كأس ألمانيا ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وجدت إدارة بايرن نفسها في مأزق، محاولةً تدارك الموقف بتجديد عقد توخيل، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق لتتفاقم الأمور أكثر قبل الاستعداد للموسم الجديد.
هذا التخبّط لم نشاهده في بايرن منذ فترة طويلة، حتى في أسوأ الظروف سابقاً، لكنه يحدث الآن بقيادة إدارة تائهة بين صدمة التخلّي عن كل الألقاب والتفكير بمرحلة إعادة البناء والعودة إلى السكة الصحيحة لتحقيق الأمجاد.
قبل أيام، تفاجأ الجميع بطرح إسم مدرّب نادي بيرنلي الإنكليزي، الهابط من الدوري الممتاز هذا الموسم، البلجيكي فينسنت كومباني ليُصبح مدرّباً للعملاق البافاري. ظنّ البعض أنّ هذه الشائعات مجرّد شائعات متداولة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، وأنّ إسماً آخر سيظهر لاحقاً بكل تأكيد، لكنّ الواقع هو أنّ خبر كومباني لم يكن مجرّد تكهنات، بل صحيح وجدّي بنسبة 100%.
نادٍ بحجم بايرن ميونيخ، يمرّ بفترة صعبة حالياً، ويتطلّع لترميم الفريق والخروج من الأزمة، يجب أن ينظر إلى مدرّب يمتلك الخبرة الكافية لمعالجة ذلك، وليس إلى مدرّب جديد لم يسبق له أن حقّق أي إنجاز كبير على الصعيد التدريبي.
والأكيد أنّ كومباني نفسه لم يصدّق الخبر، وحسب التقارير الإعلامية، فإنه وافق على عرض البافاري بسرعة كبيرة من دون التفكير حتى بالأمر. من لا يحلم بتدريب عملاق كبايرن ميونيخ؟ لكن هل أي مدرّب قادر على ذلك؟
صحيح أنّ كومباني (38 عاماً) سبق له أن أحرز لقب "تشامبيونشيب" مع بيرنلي الموسم الماضي، وصحيح أيضاً أنّ إدارة بيرنلي لم تُسعفه باستقدام لاعبين قادرين على إبقاء الفريق في مصاف أندية الدوري الممتاز هذا الموسم، السبب الذي أعاد الفريق إلى الدرجة الأدنى، إلّا أنّه بكل تأكيد ليس المدرّب المناسب لبايرن ميونيخ في الوقت الحالي.
سيقول البعض إنّه لا يمكننا الحكم على مدرّب لم يُختبر بعد، وإنّه من الممكن أن ينجح كومباني مع البافاري، وهذا أمر صحيح، لكن أي قرار إداري يجب أن يكون مبنياً على أسباب من أجل استقدام لاعب أو مدرّب، ولا يوجد أي سبب مقنع دفع إدارة بايرن ميونيخ على اتخاذ هذه الخطوة "الجريئة" سوى وصولها إلى "حائط مسدود" في التعامل مع الأمر.
يُعتبر كومباني من المدرّبين الواعدين في كرة القدم، كما أنّ الإسباني بيب غوارديولا معجب بأسلوب لعبه ورشحه لتولّي تدريب مانشستر سيتي الإنكليزي في المستقبل، بيد أنّ البلجيكي الآن أمام اختبار صعب جداً لأنّه لا يقود فريقاً عادياً، بل عملاقاً أوروبياً يمرّ بفترة معقّدة. كومباني سيجد نفسه أمام جبل مرتفع صعب التسلّق، وعليه أن يكون مُحنكاً بما فيه الكفاية للتعامل مع مرحلة إعادة البناء وفرض نفسه وشخصيته لنيل ثقة الإدارة واللاعبين، ومن ثم تحقيق نتائج تليق باسم بايرن ميونيخ.