محمد عرفة
يخوض منتخب إسبانيا تحدياً جديداً في النسخة المقبلة من بطولة كأس أمم أوروبا 2024 المقررة إقامتها في ألمانيا، من أجل التربع على عرش القارة العجوز من جديد بعد غياب 12 عاماً.
وتمثل نهائيات البطولة الأوروبية التي تقام خلال الفترة من 14 حزيران (يونيو) إلى 14 تموز (يوليو) 2024، فرصة جديدة للماتادور الإسباني لتحقيق حلم التتويج باللقب الرابع في تاريخه.
ومنذ تتويجه الأخير في أمم أوروبا 2012، فشل منتخب إسبانيا في العودة لمنصة التتويج من جديد بعدما ودع من دور الستة عشر في نسخة 2016 أمام إيطاليا 0-2، كما تعرض للإقصاء في البطولة الأخيرة 2020 من الدور نصف النهائي أمام الآزوري أيضاً بركلات الترجيح 2-4 بعد انتهاء المباراة بالتعادل (1-1).
مجموعة الموت تنتظر إسبانيا
تصطدم أحلام "لاروخا" في تحقيق المجد الأوروبي مرة أخرى بمجموعة صعبة في "يورو 2024"، حيث يقع في المجموعة الثانية التي تضم بجانبه منتخب إيطاليا حامل اللقب في النسخة الأخيرة، والمنتخب الكرواتي وصيف مونديال 2018 والذي بلغ نصف نهائي كأس العالم في قطر قبل عامين، بالإضافة إلى منتخب ألبانيا.
وتستهل إسبانيا بقيادة مدربها لويس دي لا فوينتي مشوارها في أمم أوروبا 2024 أمام كرواتيا على الملعب الأولمبي ببرلين، ثم تصطدم بمواجهة إيطاليا على ملعب فيلتينس أرينا، قبل أن تختتم مرحلة المجموعات بلقاء ألبانيا على ملعب مركور شبيل أرينا.
مشوار قوي في تصفيات أوروبا
خاض الماتادور الإسباني مشواراً قوياً في تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024، حيث تربع على صدارة ترتيب المجموعة الأولى التي ضمت بجانبه منتخبات اسكتلندا، النروج، جورجيا، وقبرص.
وحصد بطل أوروبا ثلاث مرات 21 نقطة من إجمالي 8 مباريات خاضها في التصفيات الأوروبية محققاً 7 انتصارات وتلقى هزيمة واحدة، وسجل لاعبوه 25 هدفاً واستقبلت شباكه 5 أهداف.
إنجاز تاريخي في الانتظار
توج المنتخب الإسباني بلقب كأس أمم أوروبا ثلاث مرات في تاريخه نسخ 1964، 2008 2012 حيث يعتبر الوحيد الذي حقق اللقب مرتين متتاليتين.
وفاز الماتادور ببطولة أمم أوروبا للمرة الأولى في نسخة 1964 عندما استضاف النهائيات على أرضه ووسط جماهيره، ثم أظهر أنه القوة المهيمنة في عالم كرة القدم الأوروبية بفوزه بلقب عام 2008 في النمسا وسويسرا، ثم احتفظ باللقب في نسخة بولندا وأوكرانيا عام 2012.
ويأمل فريق دي لا فوينتي الانفراد بالرقم القياسي لأكثر المنتخبات تتويجاً بالبطولة الأوروبية عبر التاريخ، والذي يتقاسمه حالياً مع منتخب ألمانيا الفائز باللقب أعوام 1972، 1980، و1996.
بداية الهيمنة الأوروبية
خاض منتخب إسبانيا بطولة 2008 التي أقيمت بتنظيم مشترك بين النمسا وسويسرا، وفي رصيده لقب أوروبي وحيد في نسخة 1964 والمركز الثاني في نسخة 1984.
وتعتبر هذه النسخة بداية حقبة ذهبية للماتادور الإسباني بقيادة مدربه الراحل لويس أراغونيس، حيث نجح في الفوز باللقب الثاني في تاريخه على حساب نظيره الألماني في النهائي بهدف فرناندو توريس.
وحافظ "لاروخا" على سجله خالياً من الهزائم في "يورو 2008"، محققاً ثلاثة انتصارات في مرحلة المجموعات: 4-1 روسيا، السويد 2-1، واليونان 2-1، ثم أطاح منتخب إيطاليا من ربع النهائي بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، قبل أن يتخطى المنتخب الروسي في نصف النهائي بثلاثية دون مقابل.
وتعتبر هذه البطولة هي بداية هيمنة المنتخب الإسباني على البطولات الكبرى، حيث تلاها الفوز بلقب بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه.
نسخة استثنائية في 2012
نجح المنتخب الإسباني بقيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي، في الدفاع عن اللقب الأوروبي في نسخة 2012 التي استضافتها بولندا وأوكرانيا، وهو إنجاز لم ينجح أي منتخب في تحقيقه بالقارة العجوز.
وخاض الماتادور مشواراً قوياً للغاية أمام عمالقة أوروبا في "يورو 2012"، حيث تصدر المجموعة الثالثة التي ضمت بجانبه إيطاليا وكرواتيا وأيرلندا برصيد 7 نقاط محققاً انتصارين وتعادلاً وحيداً مع "الآزوري".
وفي الدور ربع النهائي، أطاحت إسبانيا منافسها العنيد منتخب فرنسا بثنائية حملت توقيع تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن الألماني الحالي، ثم نجح "لاروخا" في تخطي عقبة البرتغال بالدور نصف النهائي بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.
وفي النهائي الذي أقيم مجمع أولمبيسكي الرياضي بالعاصمة الأوكرانية كييف، لقن الماتادور منافسه الإيطالي درساً كروياً لا ينسي، بعدما حقق الفوز برباعية دون مقابل ليحقق إنجازاً تاريخياً ويحصد اللقب الأوروبي للمرة الثانية على التوالي.