النهار

نهائي الأبطال لحظة حقيقة لمن أمضوا عمرهم وهم يحلمون
المصدر: النهار العربي
لا يبدو النهائي المنتظر بين ريال مدريد وبورسيا دورتموند عادياً في أي من جوانبه، فرغم تحقيق ريال مدريد 14 لقباً، لكن بالنسبة للعديد من لاعبي الملكي سيحمل هذا التتويج، إن حدث، طعماً خاصاً.
نهائي الأبطال لحظة حقيقة لمن أمضوا عمرهم وهم يحلمون
احتفال فولكروغ بتسجيل هدف الفوز في مرمى باريس سان جيرمان ذهاباً. (أ ف ب)
A+   A-
هاني سكر

لا يبدو النهائي المنتظر بين ريال مدريد وبورسيا دورتموند عادياً في أي من جوانبه، فرغم تحقيق ريال مدريد 14 لقباً، لكن بالنسبة للعديد من لاعبي الملكي سيحمل هذا التتويج، إن حدث، طعماً خاصاً ومن بينهم توني كروس، الذي سيودع فريقه في نهاية هذه المباراة، حاله حال ماركو رويس، ولو أن الفارق كبير بين من يبحث عن رقم قياسي بعدد التتويجات، 6 ألقاب، وبين من يريد لقبه الكبير الأول وربما الأخير، بعدما فشل بالتتويج في أي من لقبي الأبطال والدوري خلال مسيرته.

لكن بعيداً من هذه الثنائية، هناك لاعبان يتطلّعان لهذه المباراة بطريقة خاصة، واحد منهما كان على المدرج قبل سنتين، والثاني قضى 3 سنوات يتنقل فيها بين العيادات والمشافي، في الوقت الذي كان فيه من المفترض أن يكون في ذروة عطائه قياساً لعمره "بين 25 و28 عاماً". لكن، لأن كرة القدم هي لعبة الأحلام، فإن خوسيلو (34 عاماً)، الذي كان سبباً بتأهل الفريق للنهائي بتسجيله هدفين في الوقت القاتل ضدّ بايرن، سيواجه نيكلاس فولكروغ الذي غاب تقريباً لثلاثة مواسم متتالية عن الملاعب، بعدما تعرّض لمشاكل في الركبة تحولت لتلف في الغضروف ثم تمزق في الرباط الصليبي، قبل أن تنتقل المشاكل إلى ساقه وكاحله. ومن المنطقي أن تقرّر بعد 3 سنوات من المعاناة والعمليات الجراحية أن تعتزل وتتوقف عن كرة القدم، لكن بدا كأن هناك شيئاً ما يخبر فولكروغ بالاستمرار.

في 2021 بدأ فولكروغ باكتشاف أبعاد الملعب من جديد، بعد أن توقفت الغيابات الطويلة والمستمرة. لكن لم يجد مكاناً أساسياً في فريقه بريمن، رغم نزوله للدرجة الثانية، لكن تغيير المدرب واستقدام أولي فيرنير الذي قرّر اللعب بمهاجمَين سوياً منحا فولكروغ فرصة ليسجّل 19 هدفاً، ساعد فيها الفريق على العودة للبوندسليغا، وفي الموسم التالي فقط تُوّج اللاعب هدّافاً للبوندسليغا وذهب لكأس العالم رفقة هانزي فليك وسجّل في مرمى إسبانيا وكوستاريكا رغم مشاركته بديلاً، ليقرّر دورتموند ضمّه بعمر 30 عاماً. وفي أول موسم ردّ فولكروغ الجميل بالتسجيل في مرمى أتلتيكو وسان جيرمان، ليصنّفه كثيرون بأنه ينتمي للمدرسة الكلاسيكية للمهاجمين التي تعتمد على القوة البدنية، في وقت يبدو فيه مستغرباً. فكيف ممكن لجسد عاش كل تلك العمليات الجراحية أن يصبح مصدر قوة لصاحبه بهذا الشكل.

على الطرف الآخر، انتقل خوسيلو بعمر صغير من مدرسة سيلتا فيغو إلى أكاديمية ريال مدريد، لكن مسيرته لم تحمل أي أحداث مهمّة. ورغم تنقله بين 11 فريقاً إلّا أن أعلى قيمة لانتقاله كانت حين ذهب من هانوفر لستوك سيتي مقابل 8 ملايين يورو، وفي ستوك سيتي تحول اللاعب إلى "ترند" بعدما سجّل 4 أهداف في 22 مباراة في الدوري، قبل أن تسوء الحصيلة ويسجّل 6 أهداف خلال 46 مباراة خلال موسمين مع نيوكاسل. لكن منذ انتقاله لألافيش وعودته للأجواء الإسبانية في 2019 بدا أن هناك شيئاً يتحسن، فسجّل 11 هدفاً في أول موسم في الدوري، وكرّر ذات الرقم في الثاني قبل أن يسجّل 14 هدفاً في ثالث موسم، لينتقل بعدها إلى إسبانيول ويكوّن العلامة المضيئة الوحيدة في موسم مخيّب انتهى بهبوط الفريق، لكن أهداف خوسيلو الـ16 نجّته من شبح اللعب بالدرجة الثانية، التي كانت لتصبح بمثابة نهاية لمسيرة بعمر 34 عاماً، حيث ناداه ريال مدريد وضمّه على سبيل الإعارة، ليسجّل 5 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم و10 في الدوري.

سواءً بالنسبة لخوسيلو أو فولكروغ، فإن قصتهما كان من الممكن أن تصبح طي النسيان باللحظة التي تنتهي بها، لكنهما قرّرا أن تكون الأيام الأخيرة هي الأجمل، والفرصة وصلت الآن لكتابة الفصل الأهم في هذه القصة.

اقرأ في النهار Premium