اليونان مفاجأة كأس أوروبا 2004. (إكس)
استُبعدت يوغوسلافيا من المشاركة قبل انطلاق نسخة السويد 1992، بسبب الحرب الأهلية. حلّت مكانها الدنمارك التي جاءت وراءها في التصفيات، فتخلّى المدرّب ريتشارد مولر نيلسن عن تجهيز مطبخه وشرع في إعداد المنتخب الأحمر والأبيض قبل أسبوعين من انطلاق النهائيات.
سُجِّلت مفاجأتان في الدور الأوّل ضمن المجموعة الأولى، حيث تأهل منتخبا السويد والدنمارك على حساب فرنسا وإنكلترا العريقتين، في حين كان تأهل ألمانيا وهولندا من المجموعة الثانية منطقياً.
وفي نصف النهائي، تخطّت ألمانيا السويد بصعوبة 3-2، في حين احتاجت الدنمارك إلى ركلات الترجيح لتخطي عقبة هولندا حاملة اللقب 5-4 بعد التعادل 2-2.
ورشّح الجميع المنتخب الألماني ليحقّق فوزاً سهلاً في المباراة النهائية نظراً لخبرة لاعبيه، لكنّ الدنمارك بقيادة حارسها العملاق بيتر شمايكل ومهاجمها براين لاودورب (غاب شقيقه ميكايل) قلبا التوقعات رأساً على عقب وحققا انتصاراً مدوياً بهدفين نظيفين سجلهما جون ينسن (18) وكيم فيلفورت العائد من زيارة ابنته المريضة (78) على ملعب أوليفي في غوتبورغ أمام 37 ألف متفرّج.
روى براين لاودروب القصة العجيبة: "كنت عائداً من إصابة خطِرة في أربطة ركبتي... بعد مباراة ودية، أغلقت زوجتي الباب وقالت: تلقيت اتصالاً من الاتحاد الدنماركي. ستذهب إلى كأس أوروبا 1992. أجبتها: لست قادراً على خوض تسعين دقيقة الآن. سيكون الأمر كارثياً... سنتعرّض للذبح هناك... اتصلت ببعض زملائي فوراً.. كانوا على الشاطئ في اليونان، تركيا وإسبانيا".
وتابع: "قبل المباراة الأولى وكنا في حالة استرخاء كاملة، قال لنا مولر نيلسن: سنفوز بكأس أوروبا. نظرنا إلى بعضنا وضحكنا. قلنا لأنفسنا: ماذا يتعاطى؟ أريد البعض من ذلك".
16 منتخباً في 1996
ارتفع عدد المشاركين في نسخة إنكلترا 1996 إلى 16 منتخباً، وُزِّعت على 4 مجموعات.
حقّقت تشيكيا المفاجأة بإخراجها إيطاليا من الدور الأوّل ورافقت ألمانيا عن المجموعة الثالثة. تابعت مفاجآتها، فأخرجت البرتغال ثم فرنسا في نصف النهائي بركلات الترجيح، وكذلك فعلت ألمانيا أمام إنكلترا.
وفي المباراة النهائية على ملعب ويمبلي في لندن وأمام 73 ألف متفرّج، تقدّمت تشيكيا بركلة جزاء انبرى لها بنجاح باتريك بيرغر (59)، وأدرك الاحتياطي أوليفر بيرهوف التعادل لألمانيا (73)، قبل أن يسجّل هو نفسه الهدف الذهبي (94) الذي كان يعمل به للمرّة الأولى في بطولة كبرى، ليقود فريقه إلى إحراز اللقب للمرّة الثالثة في تاريخه (رقم قياسي).
كانت زوجته قد نصحت المدرّب بيرتي فوغتس بضمّ بيرهوف إلى التشكيلة: "خذ أوليفر بيرهوف معك. لن يخذلك".
قال زميله ماتياس زامر: "كان رأس حربة مثالياً: ليس الأفضل تقنياً لكنه استحق ذلك. استفدنا جميعاً منه لكنه يستحق ذلك".
أوّل استضافة مشتركة
أقيمت كأس أوروبا 2000 للمرّة الأولى في دولتين: هولندا وجارتها بلجيكا، وودّعت فيها ألمانيا حاملة اللقب من دور المجموعات.
نجحت فرنسا بقيادة صانع ألعابها الفذّ زين الدين زيدان في الجمع بين كأس أوروبا وبطولة العالم التي كانت أحرزتها للمرّة الأولى قبل سنتين على أرضها.
تألّق زيدان بشكل لافت وقاد "الزرق" إلى لقب ثانٍ بعد عام 1984.
كان "زيزو" نجم فريقه في ربع النهائي ضد إسبانيا عندما سجّل من ركلة حرّة مباشرة، قبل أن يكرّر فعلته في نصف النهائي عندما انبرى بهدوء أعصاب لركلة جزاء في نهاية الوقت الإضافي ضد البرتغال.
وفي النهائي، كانت إيطاليا التي بلغت النهائي القاري للمرّة الأولى منذ عام 1968، على بعد ثوانٍ من إحراز اللقب عندما تقدّمت بهدف ماركو ديلفيكيو (55) حتى الوقت البدل عن ضائع، وقد وقف جميع أفراد الفريق والجهاز الفني على حافة الملعب استعداداً للدخول والاحتفال باللقب، لكنّ سيلفان ويلتورد أدرك التعادل لفرنسا في الرمق الأخير (90+3)، قبل أن يسجّل دافيد تريزيغيه الهدف الذهبي في الوقت الإضافي (103) ليقضي على آمال الإيطاليين.
تحدّث "تريزيغول" عن هدفه: "وضعت كل قوتي في تلك التسديدة، كانت بطولة صعبة. أصبحت فرنسا أوّل دولة تحرز لقب كأس أوروبا بعد التتويج بكأس العالم. كان أمراً رائعاً لبلدنا".
اليونان تفجّر المفاجأة
حقّقت اليونان بقيادة المدرّب المخضرم الألماني أوتو ريهاغل أكبر مفاجأة في تاريخ النهائيات، عندما قادها إلى لقب 2004 وسط صدمة الجميع. تفوّقت على البرتغال المضيفة في المباراتين الافتتاحية والنهائية.
وكانت اليونان خسرت أوّل مباراتين لها في التصفيات قبل أن تفوز في 6 متتالية من دون أن يدخل مرماها أي هدف. نجح ريهاغل في بناء فريق متماسك وصلب من الناحية الدفاعية بقيادة ترايانوس ديلاس، وفعال في خط الهجوم.
بعد نجاحه في تخطّي الدور الأوّل، أزاح من طريقه عقبة فرنسا حاملة اللقب في ربع النهائي، قبل أن يتفوّق على تشيكيا القوية ونجمها المتألق بافل ندفيد في نصف النهائي بعد التمديد.
وفي نهائي لشبونة، التقى المنتخب اليوناني مجدّداً بنظيره البرتغالي صاحب الأرض والجمهور. كانت فرصة أخيرة أمام الجيل الذهبي البرتغالي المؤلف من لويس فيغو وروي كوشتا لإحراز لقب كبير، لكنّ اليونان واصلت مفاجآتها وخرجت فائزة بالمباراة بهدف وحيد سجله أنغيلوس خاريستياس (57).
شرح خاريستياس خطة "الهجوم الاقتصادي" للمدرّب: "أرادنا التركيز على الدفاع، وعندما تسنح لنا الفرص نباغت خصومنا".
كانت اليونان مرشّحة ضعيفة قبل البطولة، بنسبة 1/80 لإحراز اللقب، بحسب مكاتب المراهنات.
قال لاعب وسطها وأفضل لاعب في البطولة ثيودورس زاغوراكيس: "عندما أطلق الحكم صافرة النهاية، بدا كما لو أنّ الأضواء انطفأت، فراغ في ذاكرتي. ابتسامة أحمق على وجهي لعدة دقائق".