ينتظر الجميع انطلاق بطولة أمم أوروبا في الـ14 من الشهر الجاري، بنسخة نترقب فيها الكثير من التميّز، فهي تمثل الفرصة الأخيرة للعديد من النجوم لكسب بطولة إضافية قبل انتهاء مسيرتهم، في الوقت الذي تبدو فيه منتخبات إنكلترا وفرنسا بأقصى جاهزيتها لمنافسة حامل اللقب إيطاليا وصاحب الأرض ألمانيا وبطل دوري الأمم إسبانيا، ما يعني احتمالية مشاهدة منافسة مفتوحة ومثيرة حتى النهاية.
وكي تصبح المنافسة أجمل، فإن الاتحاد الأوروبي أدرك ضرورة تقليل هامش الخطأ لأدنى حدّ ممكن، وضمان المزيد من المتعة للجمهور وتقليل المشاكل التي ترتبط بالجانب التحكيمي. وكرة أمم أوروبا المليئة بالتقنيات جاءت لتحمل معها حلولاً مهمّة جداً في هذا السياق.
تحمل الكرة الجديدة التي أنتجتها أديداس اسم "FUSSBALLLIEBE" بالألمانية، والتي تعني "حب كرة القدم"، وضمّ تصميمها أجنحة سوداء إضافة للألوان الأحمر والأزرق والأخضر والبرتقالي، تعبيراً من الشركة المصنّعة عن حيوية اللعبة وبساطتها التي تجذب حب المشجعين من مختلف أنحاء العالم.
يساعد التصميم الجديد في ضمان المزيد من الدقة والسرعة، بعد ترك بعض فجوات الهواء على سطح الأجزاء الـ20 المكونة للكرة، بعد دراسة تقنية للشكل الذي يتناسب لأقصى حدّ مع تدفق الهواء حول الكرة للحفاظ على أكبر قدر من الدقة، مع الاستعانة بتقنية تصنيع شبيهة بالتي استُخدمت عند تحضير كرة "الرحلة" التي تمّ استخدامها في كأس العالم 2022 في قطر.
الأهم من كل ذلك، هو أنّ الكرة ستمنح الحكّام ميزتين بغاية الأهمية، لتقليل زمن العودة لتقنية الفيديو وحسم القرارات، فالكرة مزودة بحساسات تساعد في تطبيق تقنية التسلل نصف الآلي، حيث تمنح هذه الحساسات إشارة دقيقة لغرفة الفيديو عن اللحظة التي لمس فيها اللاعب الكرة لتمريرها، وبفضل الربط بينها وبين تقنيات التصوير سيحصل حكام الفيديو على مشهد ثلاثي الأبعاد في اللحظة التي تحدّدها الكرة، ما يجعل اتخاذ قرارات التسلّل أكثر سهولة ويقلّل من وقت الانتظار.
قضية قرارات التسلّل كانت السبب في خلق الجدل في العديد من البطولات الكبرى هذا الموسم، بما فيها دوري أبطال أوروبا، حين اعترف الحكم المساعد بعد مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ بأنه تسرّع حين رفع رايته، ولم ينتظر إكمال هجمة الفريق البافاري في الوقت القاتل، وتكرّرت العديد من الحالات في الدوري الإنكليزي، أهمها احتساب تسلّل غير موجود على لويس دياز في لقاء ليفربول وتوتنهام، بسبب سوء تفاهم بين الحكّام، إضافة لما حدث في أمم أوروبا للسيدات العام الماضي، حين أُلغي هدف للسويد بداعي وجود تسلل، قبل أن يتمّ الاكتشاف لاحقاً أن الخط الذي تمّ رسمه لرصد الحالة لم يكن مستقيماً، بالتالي تمّ حرمان السويديات من هدف صحيح.
الحالة الأخرى التي ستلعب الكرة دوراً بحسمها هي لمسات اليد، حيث ستملك حساسية خاصة لهذا النوع من اللمسات، وتعطي من خلالها صوتاً لغرفة الحكام، مما يقلّل أيضاً من جدلية هذه القرارات ويقلل من الوقت الذي يحتاجه الحكام للتحقق مما إذا كانت الكرة قد لمست يد اللاعب أم لا.
لطالما كان إطلاق الكرات الجديدة في البطولات الكبرى أمراً جذاباً للجمهور، لكن الأمر لم يعد شبيهاً بالاستمتاع بتصميم محدّد، مثلما فعلت جابولاني في كأس العالم 2010، بل بات للتعرّف على التقنيات الجديدة للكرات التي أصبح اعتيادياً أن نراها موصولة بشاحن كهربائي، يضمن الحفاظ على جاهزية بطارياتها قبل أن تنزل الملعب.