هاني سكر
تنطلق فجر الجمعة المباراة الأولى في آخر سلاسل الدوري الأميركي للمحترفين هذا الموسم، حين يلتقي بطل الغرب دالاس مافريكس ببطل الشرق بوسطن سلتيكس، وتاريخياً يبدو الفارق كبيراً بين صاحب الرقم القياسي بالتتويجات وصاحب اللقب الوحيد. لكن لكلا الطرفين قصة جميلة جاء للنهائي كي يحاول كتابة الفصل الأخير منها.
يتطلّع بوسطن لحصد لقبه الأول منذ 2008 والثاني منذ 1986، بعدما كان قد حصل على 16 لقباً بين 1957 و1986، والملفت أنه رغم هذا الغياب الطويل يبقى سلتيكس الفريق الأكثر تتويجاً بلقب الدوري بالتساوي مع لوس أنجليس ليكرز "17 لقباً"، ويكفي أن نتذكر أن هناك 23 رقماً محجوباً للقميص لا يمكن استخدامها في سلتيكس، تخليداً لنجوم سابقين ارتدوها، لندرك مدى ارتباط هذا النادي بماضيه العريق الذي لم يتمكن بعد من إحياء إنجازاته.
في المقابل يدرك جيسون كيد أن تركيبة اللقب اليتيم بتاريخ مافريكس في 2011 هي الطريقة الأمثل لإعادة البحث عن لقب جديد، فاللقب الذي تحقق قبل 13 عاماً بفضل أوروبي هو الألماني ديريك نوفيتسكي قد يتحقق هذا العام بفضل سلوفيني هو لوكا دونشيتش الذي يقدّم موسماً استثنائياً، ويكفي أن نقول إنه اللاعب الوحيد الذي حقّق 3 "تريبل دابل" على الأقل بالأدوار الإقصائية هذا الموسم، حيث تمكن من تحقيقها في 6 مباريات مختلفة إضافة إلى تصدّره قائمة المسجّلين في الدوري المنتظم.
يعرف كيد أن فرصة الوصول للنهائي لا تأتي بسهولة، فمنذ لقب 2011 لم يتمكن دالاس من تجاوز أول دور إقصائي إلّا مرّة وحيدة في 2022، وهذه هي المرّة الأولى التي يعود فيها لنهائي الدوري من جديد، عكس بوسطن الذي نجح 4 مرّات في آخر 5 مواسم ببلوغ نهائي منطقته، على الأقل، وخسر نهائي البطولة قبل سنتين من غولدن ستيت.
الملفت أن الفريقين لم يصلا للنهائي كنتيجة إلى أنهما كانا الأكثر إنفاقاً للأموال مثلاً هذا الموسم، حيث يحتل بوسطن المركز الخامس بين قائمة أعلى الرواتب في الدوري، 186 مليون دولار في الموسم، في حين يتواجد دالاس بالمركز التاسع، 167 مليون دولار، وعلى صعيد اللاعبين يحتل نجم دالاس دونشيتش المركز الـ16 براتب سنوي يبلغ 40 مليون دولار، في الوقت الذي يتواجد فيه صاحب أعلى راتب ببوسطن هوليداي في المركز 23 براتب لا يزيد عن 37 مليون دولار، علماً أن هناك 4 لاعبين في بوسطن يتقاربون من حيث الرواتب، بين 31 و37 مليون دولار بصورة تعكس تماماً مدى جماعية هذا الفريق بالصالة وتوزع أرقامه ونقاطه على اللاعبين، بالوقت الذي يضع فيه دالاس الثقل الأكبر على راتبي دونشيتش "40 مليون" وإيرفينغ "38 مليون دولار" دون أن يتجاوز أي لاعب آخر من الفريق حدّ 18 مليون دولار.
أثبت دونشيتش أن استثمار فريقه به لم يخيب، فبعد خروجه من ريال مدريد في 2018 حصل مع دالاس على لقب أفضل لاعب جديد "روكي" ليبدأ حكاية نجاحه في الدوري.
في المقابل يظهر المدرب جو مازولا الذي لم يلعب في الدوري أبداً، حيث لم يختاره أي فريق في 2011، حين كان بعمر 23 عاماً، لكنه قرّر منذ ذلك العام أن يبدأ رحلته التدريبية، وبعدما قضى معظم مسيرته في الظل أصبح مازولا مدرباً لبوسطن في أيلول (سبتمبر) 2022، واليوم بعمر 35 عاماً بات أصغر مدرب يصل النهائي منذ 1969 مع فارق أن راسل حينها كان يلعب ويدرب سلتيكس بذات الوقت، فهل يواصل مازولا تميّزه ويكسر المدرب سلسلة تفوق الغرب (في 3 من آخر نهائيات للبطولة)؟ أم ينجح دونشيتش بكتابة مجد جديد لدالاس؟