يدخل المنتخب الصربي إلى كأس أوروبا 2024 لكرة القدم بظروف متفاوتة، فرغم امتلاكه إمكانات جيّدة من بينها المهاجم النجم دوشان فلاهوفيتش، إلا أنّ ظروف الفريق قبل انطلاق البطولة القارية غير مستقرّة تحت قيادة المدرّب دراغان ستويكوفيتش.
وفي حين كان ستويكوفيتش لاعبًا كبيرًا، إلا انّ محطّته على دكة بدلاء المنتخب الصربي لم تكن مشجّعة، إذ خرج الفريق من الدور الأوّل لكأس العالم 2022، وحلّ ثانياً في مجموعة سهلة جداً ضمن التصفيات المؤهلة الى كأس أوروبا خلف المجر المتواضعة.
كذلك، واجهت صربيا هشاشة دفاعية جلية خلال مونديال قطر، إذ استقبلت شباكها ثمانية أهداف في ثلاث مباريات، ولم تتمكن المجموعة الحالية من التخلّص من هذا العبء، حيث استقبلت شباكها أهدافا حتى بمواجهة منتخبات مثل ليتوانيا وبلغاريا ومونتينيغرو.
لا يتمتع نيكولا ميلنكوفيتش وستراهينيا بافلوفيتش وستراهينيا إيراكوفيتش بالمستوى الدفاعي المطلوب ما بإمكانه أن يكون ورقة سلبية للفريق قد تعرّضه لاهتزاز شباكه بعدّة اهداف أمام منتخب انكلترا وصيف النسخة الماضية واحد المرشحين للقب.
تستهل صربيا مغامرتها الأوروبية أمام "الأسود الثلاثة" في 16 حزيران (يونيو) في غيلزنكيرشن، قبل أن تلعب ورقة التأهل أمام سلوفينيا وثم الدنمارك في ميونيخ ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
لكنّ المنتخب الصربي وعلى غرار منتخب يوغوسلافيا في التسعينات بوجود لاعبين أمثال ستويكوفيتش نفسه إضافة إلى الراحل سينيشا ميهايلوفيتش، سافو ميلوشيفيتش وبردراغ مياتوفيتش وغيرهم، يتمتع بإمكانات لا يُستهان بها في الهجوم في تشكيلته الحالية.
وتشارك صربيا في البطولة القارية المرموقة بقيادة مهاجم يوفنتوس الإيطالي دوشان فلاهوفيتش (18 هدفاً، 4 تمريرات حاسمة هذا الموسم) الذي يعتبر عن عمر 24 عاماً من ابرز رؤوس الحربة على الساحة الأوروبية.
ركيزتان في السعودية
وستعوّل صربيا أيضًا على ألكسندر ميتروفيتش، هدافها التاريخي (57 هدفاً في 90 مباراة دولية) والذي سجّل 39 هدفاً في السعودية هذا الموسم، مساهماً باحراز الهلال لقبي الدوري والكأس.
كذلك، تضع صربيا آمالاً كبيرة على لاعب آخر هو سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش الذي يلعب أيضا مع الهلال، على الرغم من أنّ القوة التنافسية للدوري السعودي تبقى غير مؤكّدة مقارنة بالدوريات الأوروبية الكبرى، وما يترك من تأثير على مستوى اللاعبين.
لكن ما يريح المنتخب الصربي هو وجود لاعب الوسط دوشان تاديتش، ابن الـ35 عاماً الذي يحمل الرقم القياسي بعدد المباريات الدولية مع منتخب بلاده، لاسيما أنه ظهر بمستوى جيد هذا الموسم مع فريقه فنربهتشه التركي (12 هدفاً مع 15 تمريرة حاسمة).
كذلك، ستكون الأنظار شاخصة نحو العديد من اللاعبين الشبان الذين قد يعوّل عليهم المدرب أمثال لاعب خط وسط أودينيزي الإيطالي لازار ساماردجيتش (22 عامًا)، وبالتالي يملك ستويكوفيتش بعض الإمكانات التي سيعوّل عليها في الاستحقاق الكبير المرتقب.
وقرّر الاتحاد الصربي تمديد عقد المدرب في أيار (مايو) حتى عام 2026، مستنداً إلى قيادته منتخب البلاد إلى بطولتين توالياً، وهي المرّة الأولى في تاريخ هذا البلد الحديث المنشأ بعد تفكّك يوغوسلافيا.
إلا انّ عدم ظهور المنتخب الصربي بصورة مختلفة عن المونديال الأخير، قد يعرّض صورة ستويكوفيتش للاهتزاز وسيضعه تحت ضغط شديد.