واصلت البولندية إيغا شفيونتيك، المصنفة أولى عالمياً، مواصلة هيمنتها على بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بفوزها باللقب للمرة الثالثة توالياً والرابعة في آخر خمسة أعوام، وذلك بتغلبها السبت في النهائي على الإيطالية جاسمين باوليني بسهولة تامة 6-2 و6-1 في ساعة و8 دقائق.
وباتت ابنة الـ23 عاماً أول لاعبة تُحرز لقب رولان غاروس أربع مرات أو أكثر خلال حقبة الاحتراف بعد البلجيكية جوستين هينان (4 مرات آخرها عام 2007) والأميركية كريس إيفرت (9 مرات آخرها عام 1986) والألمانية شتيفي غراف (6 مرات آخرها عام 1999).
كما أصبحت ثالث لاعبة فقط تتوّج بطلة ثلاث مرات متتالية بعد هينان (من 2005 حتى 2007) والأميركية-اليوغوسلافية سابقاً مونيكا سيليتش (من 1990 حتى 1992).
وقالت البولندية "من الرائع التواجد هنا. أعشق هذا المكان. أتطلع بفارغ الصبر كل عام للعودة"، متطرقة إلى إنقاذها نقطة حسم المباراة أمام اليابانية ناومي أوساكا في الدور الثاني بالقول "كنت قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة".
وتابعت "كنت بحاجة إلى الإيمان بأن هذا (اللقب) سيكون ممكناً. كانت حقاً بطولة عاطفية".
وبعدما بدأت المباراة بخسارة إرسالها في الشوط الثالث وتخلّفها 1-2، كشّرت شفيونتيك عن أنيابها وردّت في الشوط التالي ثم حققت الفارق في الشوط السادس الذي انتزعته على إرسال الإيطالية لتتقدم 4-2 وكررت الأمر في الشوط الثامن، لتحسم المجموعة 6-2 في 37 دقيقة.
وواصلت البولندية سيطرتها المطلقة في المجموعة الخامسة وكسرت إرسال الإيطالية مرتين في الشوطين الثاني والرابع، حاسمة عشرة أشواط متتالية امتداداً من المجموعة الأولى، قبل أن تفوز باوليني بشوط شرفي على إرسالها، مقلصة الفارق 1-5، لكن حاملة اللقب كانت على الموعد في شوط إرسالها وأنهت المجموعة 6-1، منهية إياها في 31 دقيقة.
وبذلك، انضمت شفيونتيك إلى الأميركية سيرينا وليامس باعتبارها اللاعبة الوحيدة التي توّجت ببطولة فرنسا المفتوحة بالإضافة إلى دورتي مدريد وروما في عامٍ واحد.
قوة شفيونتيك على الملاعب الترابية لرولان غاروس جعلت البعض يذهب بعيداً إلى حد مقارنتها بالإسباني الأسطوري رافايل نادال الذي توّج باللقب 14 مرة قياسية في مسيرة حقق خلالها 112 انتصاراً في ثانية البطولة الأربع الكبرى مقابل 4 هزائم فقط.
- 100 بالمئة -
وأبقت البولندية على نسبة نجاح 100 بالمئة في نهائي البطولات الكبرى التي أحرزت فيها لقباً واحداً خارج رولان غاروس وكان عام 2022 في فلاشينغ ميدوز الأميركية.
وباتت بذلك ثالث لاعبة فقط تفوز بخمسة ألقاب من أصل أول خمس مباريات نهائية في البطولات الكبرى خلال حقبة الاحتراف بعد الأسترالية مارغاريت كورت (8 ألقاب من أول ثماني مباريات نهائية-أولها أستراليا عام 1969 وآخرها أستراليا عام 1971) وسيليتش (6 ألقاب من أول ست مباريات نهائية-أولها رولان غاروس 1990 وآخرها رولان غاروس 1992).
وكان الأمر صعباً للغاية على باوليني في مواجهة لاعبة من طراز شفيونتيك، لاسيما أن الإيطالية كانت تخوض النهائي الكبير الأول في مسيرتها عن 28 عاماً بعدما أنهت مشوار الروسية البالغة 17 عاماً ميرا أندرييفا في دور الأربعة.
ونظراً إلى خبرة اللاعبتين في البطولات الكبرى والمواجهتين السابقتين بينهما اللتين حسمتهما شفيونتيك من دون عناء أيضاً عام 2018 في الدور الثاني لدورة براغ (6-2 و6-1) وعام 2022 في الدور الأول لبطولة فلاشينغ ميدوز (6-3 و6-0)، كانت البولندية مرشحة فوق العادة للقبها الكبير الخامس وفوزها الحادي والعشرين توالياً في البطولة الفرنسية والخامس والثلاثين في 37 مباراة.
وارتقت البولندية تماماً السبت إلى مستوى هذه التوقعات ولم تمنح باوليني أي أمل بأن تصبح ثاني إيطالية تحرز لقب البطولة الفرنسية بعد فرانتشيسكا سكيافوني التي أحرزته عام 2010 على حساب الأسترالية سامانتا ستوسور.
وفوزها الـ21 توالياً، جعلها في المركز الرابع من حيث عدد الانتصارات المتتالية في البطولة الفرنسية في حقبة الاحتراف بعد إيفرت (29) وسيليتش (25) وهينان (24).
كان وصول باوليني إلى النهائي إنجازاً كبيراً، على غرار منافستها في نصف النهائي الروسية اليافعة ميرا أندرييفا (17 عاماً) وخلافاً لشفيونتيك ومنافستها في دور الأربعة الأميركية كوكو غوف.
فبعد خمس مشاركات في رولان غاروس فشلت خلالها في الوصول إلى أبعد من الدور الثاني، حجزت الإيطالية مقعدها في نصف النهائي بعدما أطاحت الكازخستانية إيلينا ريباكينا الرابعة عالمياً من ربع النهائي.
- باوليني في نادي العشر الأوليات -
وبتأهلها إلى النهائي بعدما عجزت قبل أستراليا المفتوحة بداية هذا العام (وصلت الى الدور الرابع) من الذهاب أبعد من الدور الثاني في البطولات الكبرى، ضمنت باوليني التواجد في نادي اللاعبات العشر الأوليات حيث ستصبح سابعة في التصنيف الجديد لرابطة المحترفات، بعدما خاضت البطولة وهي في المركز العاشر عشر.
وتوجّهت الإيطالية بعد المباراة إلى منافستها بالقول "أودّ أن أهنّئك إيغا. أعتقد أن مواجهتك هنا (في رولان غاروس) يشكّل أصعب تحدٍ في هذه الرياضة".
وتودّع باوليني التي باتت أول إيطالية تخوض نهائي بطولة كبرى منذ أن توّجت فلافيا بينيتا بطلة لفلاشينغ ميدوز عام 2015 على حساب مواطنتها روبرترا فينتشي، رولان غاروس برقم سلبي متمثل بأنها أول لاعبة تفوز بثلاثة أشواط فقط في النهائي منذ خسارة الصربية آنا إيفانوفيتش أمام هينان 1-6 و2-6 عام 2007 حين أحرزت البلجيكية لقبها الرابع والأخير.
وفي المقابل، حافظت شفيونتيك على سجلها الخالي من الهزائم في رولان غاروس منذ ربع نهائي 2021 حين سقطت على يد اليونانية ماريا ساكّاري، فيما كانت خسارتها الأخرى على هذه الملاعب خلال مشاركتها الأولى عام 2019 في الدور الرابع ضد الرومانية سيمونا هاليب.