سيد محمد
يحمل نجم ريال مدريد الشاب جود بيلينغهام، آمال الإنكليز في التتويج بأول لقب كأس أمم أوروبا، وثاني الألقاب في تاريخهم عامةً، فمنذ الفوز باللقب الوحيد في كأس العالم عام 1966، فشلت الدولة التي اخترعت كرة القدم الحديثة في التتويج بأي لقب قاري، وبرغم الترشيحات الدائمة التي تصّب في مصلحة منتخب الأسود الثلاثة قبل بداية أي بطولة كبرى، إلا أن جميعها تبوء بالفشل.
وتعد المسؤولية الملقاة على عاتق بيلينغهام من الآن وحتى منتصف شهر يوليو كبيرة للغاية، فهو موجود بين كتيبة مدججة بالنجوم لكنه أبرزهم، وتعول عليه الجماهير الإنكليزية بعد موسم استثنائي مع الفريق الأفضل في العالم خلال الوقت الحالي ريال مدريد، نجح من خلاله في قيادته للتتويج بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
موسم استثنائي
يستمر سهم بيلينغهام في الارتفاع بعد موسم أول استثنائي في ريال مدريد، والذي حقق من خلاله ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، إلى جانب كأس السوبر الإسباني.
وسجل اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً 23 هدفاً في 42 مباراة بجميع المسابقات، بما في ذلك خمسة أهداف في أول أربع مباريات له في الدوري الإسباني.
وكان الانتصاران اللذان حققهما ريال مدريد بفضل لاعبه الإنكليزي في الوقت بدل الضائع خلال مواجهات الكلاسيكو ضد برشلونة؛ من بين أبرز الأحداث في موسم ممتاز، ويأمل الوصول إلى المجد الأوروبي مع منتخب إنكلترا وتحقيق اللقب لأول مرة.
بيلينغهام، لاعب خط الوسط المولود في ستوربريدج، أصبح في سن العشرين فقط، بطلاً لأوروبا وإسبانيا، واختير أفضل لاعب في الدوري الإسباني هذا الموسم، وأصبح منافساً بارزاً على جائزة الكرة الذهبية، ولا يزال بإمكانه إنهاء الموسم بمساعدة إنكلترا من خلال لقب يورو 2024 هذا الصيف.
الجميع ينتظره
لم يكن هناك الكثير من الضجيج والتوقعات الكبيرة حول مشاركة لاعب إنكليزي تحت 21 عاماً في بطولة كبرى منذ واين روني الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً في بطولة أمم أوروبا 2004، وينتظر الجميع ماذا سيفعل أفضل لاعب في ريال مدريد والدوري الإسباني في يورو 2024.
وأحد أكبر الأسئلة التي تُطرح على غاريث ساوثغيت، مدرب منتخب إنكلترا، هي الطريقة الأفضل لاستخدام بيلينغهام في البطولة التي تقام بألمانيا، وبلا شك سيلجأ المدرب في اللعب في المركز 10 والقيام بدور صانع الألعاب، والذي توهج من خلاله تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي في موسمه الأول رفقة ريال مدريد.
وفي ضوء مستويات التوقعات غير العادية التي يحملها على كتفيه قبل بطولة أوروبا، يجدر بنا أن نتذكر أن بيلينغهام لن يبلغ من العمر 21 عاماً حتى منتصف البطولة، وهو بالفعل أحد أفضل اللاعبين في العالم، ولكن على الرغم من جودته ونضجه، فإن المجد الذي ينتظره الإنكليز لن يعتمد عليه وحده، ولكن أيضاً ينبغي أن يتألق هاري كين وفيل فودين وبوكايو ساكا ولاعبي الدفاع.
الكرة الذهبية في انتظاره
يتنافس جود بيلينغهام وزميله في ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور بقوة على الفوز بلقب الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في العالم كل عام، وفي حال فوزه بلقب "يورو 2024" سيكون الإنكليزي مرشحاً بقوة للفوز بجائزة "البالون دور" لأفضل لاعب في العالم، لكن فينيسيوس أيضاً لديه فرصة في حال التتويج بلقب كوبا أميركا مع منتخب البرازيل.
ويعتقد مواطنه النجم السابق مايكل أوين أن جود بيلينغهام لديه "فرصة هائلة" للفوز بجائزة الكرة الذهبية بعد موسمه الاستثنائي مع ريال مدريد.
ويقول أوين: "جائزة الكرة الذهبية تأتي للاعبين الذين يقدمون موسماً استثنائياً، ليس فقط على المستوى الشخصي، ولكن الذين قضوا موسماً فازوا فيه بشيء ما أو بألقاب عدة".
أضاف: "فاز بيلينغهام بالدوري الإسباني ،بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا، وكان أحد نجوم الموسم في هذا الفريق، فيجب أن يكون من أبرز المرشحين، وسيعتمد ذلك كثيراً على بطولة أمم أوروبا 2024 مع إنكلترا، إذا قدم بطولة جيدة وذهبت إنكلترا بعيداً، فيمكنك القول بحق إن لديه فرصة هائلة".
وخلال مسيرته فاز بيلينغهام بجائزة الفتى الذهبي تحت 21 عاماً العام الماضي، وجائزة كوبا لأفضل لاعب في العالم بالعام الماضي أيضاً، فيما نال جائزة أفضل لاعب بالدوري الإسباني للموسم المنصرم، ليصبح أصغر لاعب يتوج بها.
وكان الظهور الأول لجود بيلينغهام مع منتخب بلاده الأول في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2020، وشارك معه في منافسات النسخة السابقة من اليورو، التي حل فيها المنتخب الإنكليزي وصيفاً، بعد الخسارة أمام إيطاليا في المباراة النهائية، بالإضافة إلى مونديال 2022.