يسعى المدرب الإيطالي فرانتشيسكو كالتسونا إلى تعويض مروره المخيّب هذا العام مع فريق نابولي، وذلك من خلال قيادة سلوفاكيا الى تجاوز دور المجموعات للمرة الثانية في ثالث مشاركة لها في كأس أوروبا منذ الاستقلال عن تشيكيا.
واستعان نابولي في شباط/فبراير الماضي بكالتسونا من أجل الاشراف عليه حتى نهاية الموسم خلفاً للمقال والتر ماتزاري، ليصبح بذلك أول مدرب في دوري "سيري أ" يتولى في الوقت ذاته تدريب منتخب وطني أجنبي.
وبقي ابن الـ55 عاماً في هذه المهمة المزدوجة حتى الخامس من حزيران/يونيو حين أعلن نابولي التعاقد مع أنتونيو كونتي حتى حزيران/يونيو 2027، متخلياً عنه قبل الأوان بعدما شاهد الفريق الذي كان يدافع عن اللقب الدوري، ينهي الموسم في المركز العاشر بعيداً عن المراكز الأوروبية.
لكن مشوار كالتسونا مع سلوفاكيا مختلف عن تجربته مع نابولي، الفريق الذي عمل فيه أيضاً مساعداً للمدرب بين 2015 و2018 والمدير الفني موسم 2021-2022، إذ حقق مع المنتخب مشواراً رائعاً في تصفيات كأس أوروبا 2024 من خلال الفوز بسبع مباريات من أصل عشر، لينال بأريحية المركز الثاني في المجموعة خلف البرتغال الذي حققت العلامة الكاملة.
ووصل كالتسونا الى منصبه الحالي عام 2022 بتوصية من نجم نابولي والمنتخب السلوفاكي السابق ماريك هامشيك.
ووجدت سلوفاكيا المتعثرة حافزاً جديداً تحت قيادة المدرب الذي شكك فيه العديد من الخبراء.
وظيفة الأحلام تتحول إلى كابوس
وقال كالتسونا "عندما جئت وجدت فريقاً مكتئباً وسلبياً لا يثق في قدراته. الآن، أستطيع أن أرى فريقاً واثقاً ويريد أن يترك بصمة".
وأضاف "لا أعرف الى أي مدى سنصل، لكني متأكد من أننا سنبذل قصارى جهدنا للاستفادة من إمكاناتنا الى أقصى حد".
بعد فترة وجيزة من حجز سلوفاكيا بطاقتها الى نهائيات ألمانيا 2024، حصل كالتسونا على وظيفة أحلامه بتوقيعه في شباط/فبراير مع نابولي الباحث عن الخروج من كبوته بعد إقالته أولاً الفرنسي رودي غارسيا الذي بدأ الموسم معه، ثم ماتزاري.
لكن سرعان ما اكتشف أنها خطوة خاطئة، وهو تحدث في في أيار/مايو عن تجربته بعد فشل نابولي في الارتقاء بترتيب الدوري "اعتقدت أنه يمكننا تحقيق نتيجة أفضل، لكن هذا الأمر لم يحصل. كانت لدينا القدرات اللازمة للقيام بعمل أفضل، لكن هذا العام كان مخيباً للآمال ولعنة".
وكان لمهمته المزدوجة تأثيرها السلبي على المنتخب السلوفاكي أيضاً، إذ خسر أمام النمسا 0-2 وتعادل مع النروج 1-1 في لقاءين وديين.
وأفاد هامشيك الذي يتولى مهمة مساعد مدرب المنتخب الوطني، أن "كالتسونا يتعرّض لضغوط هائلة. قال إنه يتطلّع بفارغ الصبر للقدوم إلى معسكر تمارين المنتخب السلوفاكي".
"استثنائي"
بعد مواجهة ويلز السبت ودياً، تتواجه سلوفاكيا مع بلجيكا في 17 حزيران/يونيو في أولى مبارياتها في النهائيات، ثم أوكرانيا بعدها بأربعة أيام، قبل أن تلتقي رومانيا في 26 منه ضمن منافسات المجموعة الخامسة للنهائيات القارية.
ويأمل رئيس الاتحاد السلوفاكي لكرة القدم يان كوفاتشيك أن يقدم المنتخب الوطني بقيادة أداءً أفضل في ألمانيا من مشاركته الماضية عام 2021 حين حل ثالثاً في مجموعته خلف السويد وإسبانيا بفوز وحيد مقابل هزيمتين.
وقال في مقابلة أجريت معه مؤخراً "الطريقة التي يعمل بها والطريقة التي تقبل بها اللاعبون فلسفته، هذا أمر استثنائي جداً. اللاعبون يعتقدون ببساطة أنهم إذا اتبعوا تعليماته، فيمكننا النجاح".
ويشدد كالتسونا نفسه على عامل الانضباط قائلاً إن "سلوك اللاعبين داخل وخارج الملعب يهم أكثر من مهاراتهم"، مضيفاً "أحاول أن أفرض على الفريق عقلية خوض جميع المباريات بشكل مفتوح، بغض النظر عن صفات المنافس".
ورأى أن "الطريقة الوحيدة للتحسّن ليست أن تكون راضياً عما حققته، بل أن تكون راغباً وحريصاً على مواصلة التطور. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها المنافسة".