النهار

مجموعة أولى متوازنة... ألمانيا تنظر إلى الماضي للخروج من الحاضر المؤلم
المصدر: النهار العربي
تدخل ألمانيا إلى كأس الأمم الأوروبية 2024 وعينها هذه المرّة ليس على اللقب، بل على الخروج بنجاح مزدوج بين الناحية التنظيمية، كونها الدولة المستضيفة للبطولة، والناحية الفنية بعد حضور باهت في النسخات الماضية أوروبياً وعالمياً.
مجموعة أولى متوازنة... ألمانيا تنظر إلى الماضي للخروج من الحاضر المؤلم
منتخب ألمانيا غير مستقرّ في السنوات الأخيرة. (أ ف ب)
A+   A-
مابيل حبيب

تدخل ألمانيا إلى كأس الأمم الأوروبية 2024 وعينها هذه المرّة ليس على اللقب، بل على الخروج بنجاح مزدوج بين الناحية التنظيمية، كونها الدولة المستضيفة للبطولة، والناحية الفنية بعد حضور باهت في النسخات الماضية أوروبياً وعالمياً.

لا خوف على الألمان في الشق التنظيمي، حيث سبق لهم أن استضافوا بطولات عدة ونجحوا نجاحاً باهراً. ويمكن اعتبار ألمانيا من أفضل الدول من هذه الناحية، بالإضافة إلى امتلاكها أجمل الملاعب العالمية.

ستُنظّم كأس أوروبا في 10 مدن و10 ملاعب مختلفة، كل مدينة لها طابعها الخاص وتاريخها العريق، وكل ملعب له مميّزاته وجماليته.

لكن ألمانيا التي عُرفت بتاريخها الكبير في مختلف البطولات الأوروبية والعالمية، تعيش اليوم فترة صعبة بعد خروجها الباكر من آخر نسختين لكأس العالم، بالإضافة إلى آخر نسخة من أمم أوروبا.

تمكنت ألمانيا من الفوز بهذه البطولة 3 مرّات، وحلّت وصيفة 3 مرّات أيضاً، كما وصلت إلى نصف النهائي في 3 مناسبات، لكنها خرجت من المجموعات 3 مرّات ومن الدور الـ16 مرّة واحدة كانت عام 2021.

لم تعوّدنا "الماكينات" على التراجع كل هذه السنوات، حيث أنّ أسوأ فترة لها على المستوى الدولي كانت بين 2000 و2004، عندما خرجت من دور المجموعات لكأس أوروبا في هاتين النسختين، لكنها عام 2002 بلغت نهائي كأس العالم وحلّت وصيفة.

أما في السنوات الأخيرة، فقد خرجت من دور المجموعات لكأس العالم 2018 و2022 ومن الدور الـ16 لأمم أوروبا 2020 (أقيمت عام 2021 بسبب جائحة كوفيد-19). وهي لم تتراجع بالنتائج فحسب، بل بالأداء، إذ تقدّم مستوى لا يليق باسمها ولا بتاريخها.

مجموعة متوازنة للدخول في الأجواء
وقعت ألمانيا في المجموعة الأولى لكأس أوروبا هذا العام، كونها الدولة المستضيفة للحدث المنتظر، إلى جانب منتخبات سويسرا واسكتلندا والمجر.

تُعتبر هذه المجموعة متوازنة بالنسبة إلى منتخب "المانشافت"، وهو ليس مطالباً بالتأهل منها، بل بانتزاع الصدارة فيها إذا ما أراد إثبات نفسه منذ البداية وتأكيد قوّته بين المنتخبات المرشّحة للفوز باللقب.

استعدادات ألمانيا لهذا الحدث الكبير لم تكن مستقرّة، إذ شهدت إقالة المدرّب هانسي فليك من منصبه وتعيين يوليان ناغلسمان بدلاً منه، بالإضافة إلى نتائج متضاربة، ومستوى غير ثابت إطلاقاً، وتغييرات بالجملة في التشكيلة.

آخر تحضيرات ألمانيا للبطولة كانت إيجابية إلى حدّ ما، إذ فازت على فرنسا وهولندا واليونان وتعادلت مع أوكرانيا. صحيح أنّ مشكلة بطلة أوروبا 3 مرّات تكمن بالجيل الجديد الذي لا يقارن بسابقه الفائز بكأس العالم عام 2014، لكن لديها مواهب قوية وقادرة على المنافسة والذهاب بعيداً في البطولات.

التعويل على ثنائية موسيالا-فيرتز
يعوّل المدرّب ناغلسمان في قائمة ألمانيا الحالية على الثنائي المتألق لاعب بايرن ميونيخ جمال موسيالا (21 عاماً) وباير ليفركوزن فلوريان فيرتز (21 عاماً). جوهرتان ينتظرهما الجميع في النسخة الحالية من أمم أوروبا، إذ إنهما لاعبان ماهران ومندفعان لتحقيق نتائج مشرّفة مع منتخب بلادهما.

حقق الثنائي موسماً ناجحاً على صعيد الأندية، إذ سجّل موسيالا 12 هدفاً و8 تمريرات حاسمة، مقابل 18 هدفاً و20 تمريرة حاسمة لفيرتز الذي قاد فريقه لأوّل لقب "بوندسليغا" في تاريخه ولقب كأس ألمانيا ووصافة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".

كذلك، سيعتمد ناغلسمان على لاعبي الخبرة مثل توني كروس وتوماس مولر وجوشوا كيميش وإيلكاي غوندوغان والحارس مانويل نوير.

إلّا أنّ النقطة الأهم تكمن بضرورة الاعتماد على رأس حربة في التشكيلة الأساسية، لأنّ ألمانيا لا يمكنها اللعب بمهاجم وهمي كما فعل المدرّب في المباراتين الوديتين الأخيرتين، وظهر ذلك جيّداً في معاناة الفريق للوصول إلى مرمى الخصم.

سويسرا لتكرار إنجاز الماضي
أفضل نتيجة حققتها سويسرا في كأس أوروبا كانت في النسخة الماضية، عندما بلغت الدور ربع النهائي. وتطمح في سادس مشاركة لها في البطولة لأن تتخطّى حاجز دور المجموعات في مجموعة قد تساعدها في تحقيق ذلك، نظراً لتاريخ المجر واسكتلندا الضعيف وحاضرهما المرير.

تعوّل سويسرا على خطّها الخلفي مع حارسي مرمى من الطراز الرفيع يان سومر (إنتر ميلان) وغريغور كوبل (بوروسيا دورتموند)، بالإضافة إلى مدافع مانشستر سيتي مانويل أكانجي ومدافع تورينو ريكاردو رودريغيز، وخط الوسط المتمثل بالمخضرم المتألق مع ليفركوزن غرانيت تشاكا.

تمكنت سويسرا من الفوز في مباراتين والتعادل في مباراتين في المباريات الأربع الأخيرة استعداداً للمسابقة الأوروبية.

اسكتلندا والمجر لتحقيق المفاجأة
أما المجر واسكتلندا، فتسعيان لتحقيق مفاجأة ما على الأراضي الألمانية، خصوصاً إذا تمكنتا من التفوّق على سويسرا أو ألمانيا وخطف التأهل إلى الدور الـ16.

حققت المجر نتائج جيّدة خلال المباريات الودية استعداداً للبطولة، حيث فازت في 3 مباريات وخسرت واحدة فقط، وهي تطمح لأن تواصل على الوتيرة نفسها في المجموعة الأولى.

شاركت المجر 4 مرات فقط في أمم أوروبا، وحققت المركز الثالث مرّة والمركز الرابع مرّة، وخرجت مرّة من دور المجموعات وأخرى من الدور الـ16.

تمتلك المجر عناصر مميّزة تلعب في الدوريات الأوروبية، وخصوصاً في الدوري الألماني، مثل الحارس بيتر غولاتشي (لايبزيغ)، والمدافع ويلي أوربان (لايبزيغ)، ولاعب الوسط دومينيك شوبوسلاي (ليفربول)، ولاعب الوسط أندرياس شافر (يونيون برلين).

في المقابل، لم تكن نتائج اسكتلندا الأخيرة مبشرّة، حيث خسرت في مباراتين وتعادلت في واحدة وفازت في أخرى.

وشاركت اسكتلندا في أمم أوروبا 3 مرّات فقط، حيث لم تتخطّ في أي نسخة حاجز دور المجموعات.

معظم لاعبي اسكتلندا يلعبون في الدوري الإنكليزي الممتاز، أبرزهم المدافع آندي روبرتسون (ليفربول)، ولاعب خط الوسط سكوت ماك توميناي (مانشستر يونايتد)، والمهاجم شي أدامز (ساوثمبتون).

إذاً، يمكن القول إنّ المجموعة الأولى متوازنة، ولا يجب أن تكون معقّدة على "الماكينات الألمانية"، لكنّ الضغط كبير جداً على رجال المدرّب ناغلسمان، الذين يريدون إعادة منتخب بلادهم إلى السكة الصحيحة وإلى حيث يجب أن يكون... في الأدوار النهائية وعلى منصات التتويج.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium