محمد يوسف
تعيش المجموعة الثانية في بطولة يورو 2024، تحت وطأة صراع القوّة الدائر بين إيطاليا حاملة اللقب، وإسبانيا، وكرواتيا وصيف مونديال 2018، وألبانيا التي تمتلك شراسة لا يُستهان بها.
وسيساعد نظام البطولة في إنقاذ بعض المنتخبات التي قد لا تجد فرصة في تصدّر مجموعتها أو الوصول إلى الوصافة، حيث سيتأهل الأوّل والثاني، بالإضافة إلى 4 منتخبات ممكن أن تحتل أفضل موقع في المركز الثالث ليصل العدد إلى 16 منتخباً.
إيطاليا
تدخل إيطاليا بطولة يورو 2024، وهي تحمل اللقب، في حين يشعر لوتشيانو سباليتي، المدير الفني للأتزوري، بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في ظهور بلاده بشكل قوي في ظل إصابة أحد أهم لاعبيه نيكولا باريلا، لكنّ التفاؤل يزداد بلحاق اللاعب بموقعة ألبانيا.
وتملك إيطاليا بعض المفاجآت في تشكيلتها، بداية من ضمّ نيكولو فاجيولي لاعب جوفنتوس، والذي قد يمثل نقطة تحوّل في خط وسط الأتزوري، في حين لم تتضح الصورة بشأن التكتيك المتبع في البطولة في ظل قوّة المنافسين.
وتميل إيطاليا عادة إلى التأمين الدفاعي ومن ثم الانطلاق للبحث عن هدف خاطف يمنحها نقاط المباراة، لكن مع التطوّر الملحوظ في مستوى التكتيكات المتبعة أخيراً في كرة القدم قد تكون المفاجآت واردة في البطولة بداية من دور المجموعات.
إسبانيا
يعتمد لويس دي لا فوينتي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، على جيل واعد من الشباب، يتقدّمهم لامين يامال جناح برشلونة ونيكو ويليامز نجم أتلتيك بلباو وبيدري لاعب وسط الـ"بلوغرانا"، وهو يدرك أنّ تجديد الدماء حدث جوهري يجب أن يمرّ فيه "الماتادور".
وتملك إسبانيا أسلحة قوية في الوسط والهجوم، حيث يلعب فيران توريس وألفارو موراتا دوراً محورياً في خطط دي لا فوينتي، كما أنّ لاعب الوسط رودري نجم مانشستر سيتي لا يزال صمام الأمان ومحور الأداء في قائمة الماتادور.
واضطر دي لا فوينتي لاستبعاد ثلاثة لاعبين قبل الإعلان عن القائمة النهائية، في مقدّمتهم أليكس غارسيا "جيرونا" وماركوس يورينتي "أتلتيكو مدريد" وباو كوبارسي، والأخير خرج من حسابات المدرّب بسبب رغبة بلاده في استدعائه لمنافسات أولمبياد باريس، فيما يخشى ناديه برشلونة من أنّ الإرهاق قد يعرف للاعب الشاب، ولا يزال ناديه يدخل حقبة جديدة مع المدرّب الألماني هانسي فليك.
وتميل إسبانيا إلى الاعتماد على الكرة الهجومية، فيما تفقد قدرات النجم غافي الذي لا يزال متأثراً بالإصابة التي تعرّض لها قبل أشهر عدة في الرباط الصليبي للركبة، وقد يعود إلى البساط الأخضر مع عودة المنافسات الرسمية للموسم الجديد.
وفي المقابل، استعادت إسبانيا خدمات النجم بيدري الذي تخلّص من سلسلة الإصابات العضلية التي طاردته الموسم الماضي، وقد تكون منافسات يورو 2024 تميمة حظه في العودة إلى اللعب المنتظم، لا سيما أنه تألق أخيراً وسجل هدفين في فوز الماتادرو على أيرلندا الشمالية (5-1)، ودياً.
كرواتيا
قد تكون بطولة يورو 2024 الأخيرة للنجم لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد، والذي سيبلغ 39 عاماً بعد نحو ثلاثة أشهر، لذا يرغب في ترك ذكرى جيّدة لبلاده قبل الاعتزال، لا سيما أنّ ناديه بدأ يقلّل من الاعتماد عليه لصالح سلسلة من اللاعبين الشباب في وسط الملعب.
وينوي زلاتكو داليتش، المدير الفني لمنتخب كرواتيا، استعادة الثقة المفقودة، حيث تفوّقت بلاده ودياً على البرتغال (2-1)، في غياب كريستيانو رونالدو، لكنه شدّد على ضرورة العمل الجاد كي يتحسن المستوى.
ويعدّ أنتي بوديمير مهاجم أوساسونا مفتاح كرواتيا للتألق، خصوصاً أنه أحرز هدف الفوز لبلاده على البرتغال، وقد يلعب دوراً في الهجوم في ظل تواجد إيطاليا وإسبانيا ضمن المجموعة الثانية، وهو ما يزيد من حدّة التنافس.
ورغم نظام التأهل الذي يسمح لأفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث في التأهل إلى الدور الـ16، فإنّ الذهاب إلى هذا الاتجاه يعني الاصطدام بمنتخبات قوية ممن تحتل المركز الأوّل، وهو ما قد يهدّد كرواتيا في الخروج المبكر من البطولة.
ألبانيا
للوهلة الأولى، يعني تواجد ألبانيا في مجموعة كهذه أنها ستقبع في الذيل، وتترك المنافسة بين الثلاثي إسبانيا وإيطاليا وكرواتيا، لكن مع توفر عنصر المفاجأة قد يكون لها دور آخر تحت قيادة المدرّب سيلفينيو.
وقد تكون ألبانيا الوعاء لاستقبال سلسلة كبيرة من الأهداف عبر المنتخبات القوية التي تصاحبها في المجموعة، لكنها في الوقت ذاته تملك بين صفوفها الكثير من الأسماء المميّزة، في مقدّمتها كريستيان أصلاني نجم إنتر ميلان الإيطالي والذي يعدّ من أهم اللاعبين لدى الـ"نيراتزوري".
كما يملك في صفوفه المدافع المخضرم إيفان باليو لاعب رايو فايكانو الإسباني، وأيضاً نديم بايرامي لاعب وسط ساسولو الإيطالي، وقد تكون مفاجآت البطولة لو امتلك الإصرار اللازم خلال منافسة الكبار.