منتخب البرتغال يبحث عن اللقب الأوروبي. (أ ف ب)
منح الإسباني روبرتو مارتينيز، مدرّب البرتغال، ثقته ودعمه الكاملين للنجم المخضرم كريستيانو رونالدو، حيث يأمل أن يكون رهانه ناجحاً لقيادة "سيليساو" أوروبا إلى لقب أوروبي ثانٍ، في حين تشارك جورجيا في النهائيات للمرّة الأولى في تاريخها حيث أوقعتها القرعة ضمن منافسات المجموعة السادسة.
رفع رونالدو رصيده التهديفي التاريخي إلى 128 هدفاً في 206 مباريات دولية مذ أن تسلّم مارتينيز المهام الفنية.
ويتحضر "سي آر 7" البالغ 39 عاماً إلى تحطيم المزيد من الأرقام القياسية عندما تنطلق منافسات كأس أوروبا على الأراضي الألمانية في البطولة الـ11 الكبرى التي يخوض غمارها، بما فيها الرقم القياسي لعدد المشاركات في البطولة القارية (6)، في حين يسعى لزيادة رقمه القياسي لناحية أكثر عدد من الأهداف في النهائيات (14).
وكان رونالدو حلّ ثانياً في ترتيب أفضل الهدافين في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى النسخة الحالية من كأس أوروبا، ما بدّد المخاوف بشأن الشكوك حيال تراجع نجاعته التهديفية بعد انتقاله إلى الدوري السعودي للدفاع عن ألوان النصر.
شهدت علاقة مهاجم ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد السابق مع مدرّب المنتخب السابق فرناندو سانتوش توتراً خلال مونديال قطر 2022، بعدما قرّر الأخير تركه على مقاعد البدلاء لتخرج البرتغال من الدور ربع النهائي أمام المغرب (0-1).
لكنّ رونالدو أعاد ترسيخ نفسه باعتباره تعويذة منتخب بلاده، على الرغم من أنّ البرتغال تتباهى أيضاً بالمواهب الهجومية في صفوفها على غرار برونو فرنانديش وبرناردو سيلفا وديوغو جوتا، وغونسالو راموش.
وقال مارتينيز في بداية عهده عقب تعيينه مدرّباً بعد كأس العالم في قطر، حيث أشرف على خروج بلجيكا المخيّب للآمال من دور المجموعات: "كريستيانو لاعب فريد من نوعه في العالم، ويملك أكثر عدد من المباريات الدولية".
وتابع: "الخبرة التي يتمتع بها في غرفة تبديل الملابس مهمة للغاية".
وأضاف: "جميع اللاعبين لديهم دور مهم. الشباب بسبب رغبتهم في اللعب، وأمثال كريستيانو رونالدو وروي باتريسيو وبرناردو سيلفا يجلبون الخبرة. من المهم أن يكون لديك غرفة تبديل ملابس كاملة".
وأكد مارتينيز أنّ زميله السابق في ريال مدريد المدافع المخضرم بيبي (41 عاماً) والذي يدافع حالياً عن قميص بورتو، تم استدعاؤه أيضاً بسبب "دوره المهم في غرفة تبديل الملابس".
في المقابل، يغيب أوتافيو زميل رونالدو في النصر بسبب الإصابة، ليتم استبداله بلاعب خط وسط مانشستر سيتي ماتيوس نونيس.
وتُعتبر البرتغال المرشّحة الأوفر حظاً للتأهل من المجموعة السادسة، لكنّ رونالدو سيكون من بين أولئك الذين يعرفون مدى صعوبة هذه المهمة التي تبدو سهلة، بعد أن تأهل البرتغاليون إلى مراحل خروج المغلوب بالتعادل مع النمسا والمجر وأيسلندا، في طريقهم للفوز بلقب 2016.
وتستهلّ البرتغال مشوارها بمواجهة تشيكيا في لايبزيغ في 18 الشهر الحالي، قبل أن تواجه تركيا بعد 4 أيام في دورتموند، وتكمل دور المجموعات أمام جورجيا في غيلسنكيرشن في 26 منه.
ويسعى المنتخب البرتغالي لأن يصبح الدولة الثالثة فقط التي تفوز بالكأس مرّتين في 3 نسخ أو أقل، بعد إسبانيا (2008 و2012) وألمانيا الغربية (1972 و1980). علماً أنّ رحلتها الأخيرة في النسخة الماضية (2020) انتهت في ثمن النهائي بخسارة أمام بلجيكا 0-1.
جورجيا تعتمد على خفيتشا
تعتمد جورجيا في أوّل ظهور لها ببطولة كبرى على نجمها خفيتشا كفاراتسخيليا، في حين تحتدم الاضطرابات والعنف السياسي في البلاد.
حجز المنتخب الوحيد في هذه النهائيات الذي يشارك للمرّة الأولى، مقعده إلى البطولة القارية بفوزه بركلات الترجيح على اليونان بطلة أوروبا السابقة في الملحق.
ويمنح نظام البطولة الجديد بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 الدول الصغيرة مثل جورجيا الأمل في الوصول إلى الأدوار الإقصائية، في حين من الممكن أن يكون الفوز بمباراة واحدة كافياً لتأمين أحد أفضل المراتب في المركز الثالث.
وكان كفاراتسخيليا جزءاً من حملة الدفاع البائسة لنادي نابولي عن لقبه في الدوري الإيطالي هذا الموسم، لكنه يظل اللاعب الأساس في منتخب جورجيا بعد تسجيله 4 أهداف في التصفيات.
وقال نجم نابولي الذي قاده الموسم الماضي للفوز بالـ"سيري أ" للمرّة الثالثة في تاريخه "كرة القدم بالنسبة إليّ مثل حياتي. من السهل قول ذلك، لكن كرة القدم هي حياتي".
ويتأهب المنتخب لباكورة مشاركاته على وقع اندلاع احتجاجات حاشدة من جانب المعارضة المؤيدة لأوروبا في جورجيا في نيسان (أبريل) بعد أن قدّمت الحكومة، بقيادة حزب الحلم الجورجي، مشروع قانون مثير للجدل حول "النفوذ الأجنبي".
وستكون تشيكيا على الورق هي المرشحة الأبرز للتأهل إلى جانب البرتغال، بعدما قّدمت أداء مبهراً في النهائيات السابقة وتحديداً قبل 3 سنوات عندما تأهلت إلى دور ثمن النهائي قبل أن تنتهي مغامرتها أمام الدنمارك.
ومن المتوقع مرّة أخرى أن يهزّ المهاجم باتريك شيك الشباك بعدما تقاسم لقب أفضل هداف في نسخة كأس أوروبا 2020 مع رونالدو، علماً أنه استمتع بموسم لا يُنسى في باير ليفركوزن حيث فاز بثنائية الدوري الألماني (من دون أي هزيمة) والكأس، كما بلغ نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (خسر أمام أتالانتا الإيطالي 0-3).
دخلت تركيا نادي الترشيحات على نطاق واسع لتكون "الحصان الأسود" المحتمل للفوز بلقب النسخة الأخيرة، لكنها جرّت أذيال الخيبة بخروج مدوٍ من دور المجموعات.
سيسعى منتخب المدرّب الإيطالي فينتشنسو مونتيلا، بقيادة صانع ألعاب إنتر بطل الدوري الإيطالي هاكان تشالهان أوغلو وأردا غولر النجم الصاعد في ريال مدريد، لإثبات أنّ ما مرّ به سابقاً بات خلفه وأنه يتطلع إلى المستقبل.