النهار

المجموعة الرابعة: بين حلم فرنسا وأمل هولندا وخطورة النمسا وبولندا
المصدر: النهار العربي
ستشهد المجموعة الرابعة من منافسات أمم أوروبا على صراع قوي بين اثنين من الأبطال السابقين، فرنسا وهولندا، إضافة لمنتخبين يثقان بقدرتهما على عرقلة الكبار، النمسا وبولندا
المجموعة الرابعة: بين حلم فرنسا وأمل هولندا وخطورة النمسا وبولندا
لافتة رفعها جمهور فرنسا بودية "لن نذهب لليورو بـ25 بل بـ68 مليون" (أ ف ب)
A+   A-
هاني سكر
 
ستشهد المجموعة الرابعة من منافسات أمم أوروبا على صراع قوي بين اثنين من الأبطال السابقين، فرنسا وهولندا، إضافة لمنتخبين يثقان بقدرتهما على عرقلة الكبار، النمسا وبولندا، ما سيجعل الصراع ساخناً على بطاقات التأهل في المجموعة التي تنطلق منافساتها الأحد المقبل بلقاء هولندا وبولندا، قبل أن يواجه الفرنسيون النمسا مساء الاثنين.
 
في الوقت الذي تبدو فيه مفاتيح النجاح بالنسبة لفرنسا معروفة، وذات الأمر ولو بنسبة أقل لدى الهولنديين، فإن النمسا لديها الكثير من المفاتيح التي تجعلها تتأمل بتأهل تاريخي، فمشاركات النمسا السابقة في البطولة كانت خجولة والحضور الأول كان من باب الاستضافة المشتركة مع سويسرا في 2008، وفي الحضور الثالث في 2020 تخطّى المنتخب دور المجموعات للمرّة الأولى، ولو أنه ودّع بالدور التالي مباشرة بخسارته في الأشواط الإضافية من إيطاليا، التي تُوّجت لاحقاً باللقب.
 
وأكثر ما يدفع النمساويين للتفاؤل هو وجود المدرب الألماني الخبير رالف رانجنيك، الذي فضّل الاستمرار مع المنتخب بدلاً من الذهاب إلى بايرن وتدريب الفريق، وسيقود رانجنيك مجموعة من اللاعبين الذين ينشط 12 منهم في الدوري الألماني، وفي مقدمتهم نجم وسط دورتموند سابيتزير الذي سيشارك في الوسط إلى جانب نجم بايرن لايمر، وفي الوقت الذي سيفتقد فيه المنتخب لخدمات نجمه الأول ألابا الذي يغيب منذ فترة طويلة بسبب إصابة بالركبة، فإن هناك اسماً خبيراً آخر سيلمع في القائمة، وهو مهاجم إنتر آرناوتوفيتش /35 عاماً/، والذي من المفترض أن تكون هذه هي بطولته الأخيرة مع المنتخب الذي فاز ودياً على صربيا 2-1، وتعادل مع سويسرا 1-1.
 
يمكن لأي أحد توقّع أن تكون النمسا متأخّرة تاريخياً بشكل كبير عن فرنسا، لكن الواقع هو أن النمساويين فازوا بـ9 مواجهات مقابل 13 لفرنسا، ولو أن 6 من انتصارات النمساويين جاءت قبل 1946 أي في أول 6 مواجهات بينهما وفي العصر الذهبي للكرة النمساوية، وذات الأمر يتعلق بلقاءات النمسا وهولندا، والتي انتهت آخر 7 مباريات منها على فوز هولندي، لتكون الحصيلة هي 6 انتصارات للنمسا و9 لهولندا.
 
على غرار النمسا، فإن مشاركات بولندا في أمم أوروبا لم تكن كثيرة، واقتصرت على الخروج من دور المجموعات مرتين والتأهل مرّة لربع نهائي 2016، وهذه البطولة قد تكون الأخيرة لعديد من النجوم مثل ليفاندوفسكي \35 عاماً\ ونجم نابولي زيلنسكي \30 عاماً\ وحارس جوفنتوس شيزني \34 عاماً\، ورغم فوز بولندا في 3 مباريات رسمية سابقاً على هولندا، 2 بتصفيات أمم أوروبا وواحدة بتصفيات كأس العالم، إلّا أنها خسرت بالمقابل 9 مباريات وتعادلت في 7، وحصيلتها ضدّ فرنسا لا تبدو بعيدة مع 3 انتصارات، 2 منها ودية، و9 هزائم آخرها كانت في الدور الثاني من كأس العالم 2022، في حين تتفوق على النمسا بـ6 انتصارات مقابل 3 هزائم.
 
طموحات البولنديين اصطدمت بحاجز خطر بعد تعرّض ثنائي الهجوم ليفاندوفسكي وسفيديرسكي للإصابة في آخر ودية للفريق قبل تركيا مساء الاثنين، ليغادرا الملعب بأول 33 دقيقة من اللقاء وبعد دقائق فقط من صناعة ليفا لهدف التقدّم الذي سجّله سفيديرسكي، وبعدما اختار المدرب البدء بهما سوياً في الهجوم، بالتالي سيعيش البولنديون القلق من فقدان الثنائي في أمم أوروبا، علماً أن المنتخب كان قد فاز ودياً على أوكرانيا 3-1 وتركيا 2-1.
 
وفي الحديث عن فقدان اللاعبين، خسر منتخب هولندا خدمات نجم وسطه فرينكي دي يونغ، لكن رغم ذلك بدا أداء الفريق مطمئناً ودياً مع الفوز برباعية نظيفة على كندا وتكرار النتيجة نفسها ضدّ أيسلندا، حيث بدا أن كومان قد اكتشف لمباراتين مدى كثرة النجوم المميزين الذين يملكهم، بخاصة حين ساهم مالين بتسجيل هدف وصناعة آخر بعد دخوله بديلاً بآخر مباراة، حيث اختار المدرب الاعتماد على دي فري بدلاً من دي ليخت في آخر ودية، وإبقاء نجم ليفركوزن فريمبونغ ومالين على الدكة.
 
يدرك الهولنديون صعوبة التفوق على فرنسا، ففي المواجهات الأخيرة بينهما فاز الفرنسيون في 7 من آخر 8 لقاءات مقابل فوز وحيد للهولنديين بدوري أمم أوروبا 2018، علماً أن الديوك انتصروا بلقاءي التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا الحالية، 4-0 ذهاباً و2-1 إياباً، وبمجمل المواجهات فاز الهولنديون 11 مرّة مقابل 16 هزيمة و3 تعادلات.
 
يعرف ديشامب أن أسهم منتخبه للفوز بأمم أوروبا مرتفعة، فمن حيث القيمة السوقية هو يملك ثاني أغلى قائمة بعد إنكلترا، ولديه فريق مشبع بالخبرات من اللاعبين الذين فازوا بكأس العالم 2018 وحققوا وصافة 2022 في مقدّمتهم غريزمان وجيرو ومبابي، وإن كان ديشامب قد حقق أمم أوروبا كلاعب في ثالث مشاركة له في البطولة عام 2000 فإنه يتطلع لتكرار الإنجاز نفسه في ثالث مشاركة له كمدرب، ليصبح أول من يفوز بلقب البطولة لاعباً ومدرباً، ولو أن رونالدو كومان مدرب هولندا يتطلّع لذات الإنجاز.
 
بعد مواجهة النمسا في الجولة الافتتاحية يواجه الفرنسيون الهولنديين في الجولة الثانية، قبل أن ينهوا الدور الأول بمواجهة بولندا، ومن المتوقع أن يظهر الفريق بهذه المباريات بشكل أفضل مما ظهر عليه ودياً، حين فاز على لوكسمبورغ 3-0 قبل أن يتعادل بشكل مفاجئ مع كندا من دون أهداف بمباراة اختار فيها ديشامب توسيع المداورة، ولو أنه يبدو عدم استقرار المدرب بعد على التشكيلة النهائية وسط ازدحام النجوم الموجودين.
 
حتى الآن، يبدو أن اللاعبين الذين حسموا مكانهم في التشكيلة هم الحارس ماينان وأوباميكانو وتيو هيرنانديز وكانتي وغريزمان ومبابي، ويبقى الاختلاف على مراكز الأجنحة وشريك أوباميكانو بالدفاع، ولو أن صليبا يبدو الخيار الأقرب.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium