النهار

ألمانيا لفك عقدة الافتتاح أمام اسكتلندا في أمم أوروبا
المصدر: النهار العربي
يتطلّع منتخب ألمانيا لمسح خيبات الماضي وكتابة الصفحة الأولى من فصل جديد، حين يواجه منتخب اسكتلندا في المباراة الافتتاحية لبطولة أمم أوروبا 2024، والتي يتطلّع الألمان من خلالها لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنهم منذ 28 عاماً، وهي أطول فترة تمرّ بتاريخ المنتخب منذ انطلاق البطولة عام 1960، حيث حقق الألمان اللقب أعوام 1972 و1980 و1996.
ألمانيا لفك عقدة الافتتاح أمام اسكتلندا في أمم أوروبا
يوليان ناغيلسمان مدرب منتخب ألمانيا حالياً. (أ ف ب)
A+   A-
هاني سكر

يتطلّع منتخب ألمانيا لمسح خيبات الماضي وكتابة الصفحة الأولى من فصل جديد، حين يواجه منتخب اسكتلندا في المباراة الافتتاحية لبطولة أمم أوروبا 2024، والتي يتطلّع الألمان من خلالها لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنهم منذ 28 عاماً، وهي أطول فترة تمرّ بتاريخ المنتخب منذ انطلاق البطولة عام 1960، حيث حقق الألمان اللقب أعوام 1972 و1980 و1996.

يدخل الألمان البطولة بقائمة هي الأكبر من حيث معدل الأعمار بين كل منتخبات البطولة "28.5 عاماً"، ويواجه صاحب ثاني أعلى معدل أعمار "28.3 عاماً". ويعلم الألمان خطورة المباراة الأولى في البطولة، فسواءً في كأس العالم 2018 وأمم أوروبا 2020 وكأس العالم 2022، خسر الألمان المباراة الافتتاحية في آخر 3 بطولات كبرى خاضوها، لذا فإن مفتاح العودة يرتبط بأن تمرّ المباراة الأولى بسلام لتمنح المنتخب دفعة معنوية كبيرة للاستمرار بالبطولة.

طوال الفترة الماضية، بدا أن ناغيلسمان لديه قائمة تتضمن الأشياء التي قام بها فليك ليقوم بعكسها، فأراد إيقاف عملية التغيير المستمر بالتشكيلة التي قام بها المدرب السابق وحدّد سلفاً خياراته لتشكيلة ألمانيا مع الإعلان عن أن نوير سيكون حارساً للمرمى وهافيرتز رأساً للحربة وسيلعب بجانبه فيرتز وموسيالا مع إشراك كيميش كظهير أيمن، بالوقت الذي تبدو فيه ثلاثية الوسط واضحة بين أندريش لاعب وسط ليفركوزن وتوني كروس العائد من الاعتزال الدولي، وقائد الفريق إلكاي غندوغان، أما المراكز الباقية في الخط الخلفي، فمن المفترض أن تتكون من ثنائية تاه وروديغير في قلب الدفاع وظهير شتوتغارت ميتلشتيدت.

غيّر ناغيلسمان الكثير من جلد المنتخب، وحتى طريقة استدعاء اللاعبين تغيّرت، فلم يعد الاعتماد على الأسماء التقليدية هو العنوان الأساسي، فتخلّى عن غوريتسكا وغنابري، ورفض استدعاء أديمي بسبب تكابره على منتخب الشباب، إضافة لاستبعاد هوميلس وبراندت رغم تألّقهما مع دورتموند وقيادة الفريق لنهائي الأبطال، ففكرة المدرب واضحة في خلق دماء متجددة داخل المنتخب، ولهذا نرى 4 لاعبين من شتوتغارت في القائمة النهائية إضافة لمهاجم هوفنهايم الشاب باير، الذي أثبت ذاته هذا الموسم في الدوري.

على الطرف الآخر، لا يدخل منتخب اسكتلندا البطولة بظروف مثالية، حيث فاز في مباراة واحدة فقط في آخر 9 لقاءات رسمية خاضها، وكان فوزه اليتيم على جبل طارق بهدفين للا شيء، قبل لقاء ألمانيا بحوالى 11 يوماً، قبل أن يتعادل مع فنلندا بهدفين لمثلهما في مباراة اختار فيها المدرب ستيف كلارك البدء بثلاثي دفاعي مع منح قائد الفريق ونجم ليفربول روبيرتسون المزيد من الحرّية الهجومية كجناح متأخّر ليصنع 3 فرص خلال 63 دقيقة لعبها، علماً أن قائمة اسكتلندا تضمّ 14 لاعباً يشاركون بالبطولات الإنكليزية، ولو أن بعضهم لا يخوض ناديه منافسات البريميرليغ ويتواجدون بدرجات أدنى.

وبجانب روبيرتسون يتميز منتخب اسكتلندا من حيث اللاعبين بامتلاك ظهير سوسيداد تيرني، ولاعب وسط مانشستر يونايتد مكتوميناي، غيلمور الذي انتقل من تشيلسي لساوثمبتون، أما المدرب ستيف كلارك فيتواجد مع المنتخب منذ 5 سنوات، وجاء تأهل منتخب اسكتلندا للبطولة بعد حلوله ثانياً بالمجموعة الأولى بالتصفيات خلف إسبانيا وأمام النرويج وجورجيا وقبرص، ولم يخسر الاسكتلنديون إلّا مباراة واحدة من 8 لقاءات، وكان ذلك بالجولة السابعة أمام الإسبان بعدما كانوا قد فاجأوا منتخب لاروخا بالفوز ذهاباً بفضل ثنائية مكتوميناي.

ولم يسبق لستيف كلارك أن واجه منتخب ألمانيا طوال السنوات الخمس التي تواجد فيها مدرباً للمنتخب، فآخر لقاء بين اسكتلندا وألمانيا يعود لعام 2015 بتصفيات أمم أوروبا، ويومها فاز مانشافت بثلاثة أهداف لهدفين بعدما فازوا ذهاباً بهدفين لهدف، لتكون حصيلة انتصارات المانشافت في المواجهات المباشرة هي 8 مقابل 5 تعادلات و4 هزائم، ولو أن جميع انتصارات اسكتلندا السابقة كانت في مباريات ودية، وفي منافسات اليورو، تواجه المنتخبان بنسخة 1992 وفاز المانشافت بهدفين للا شيء.

على صعيد المباريات الافتتاحية في النسخ الـ13 السابقة التي شارك فيها الألمان، فازوا في مباراتهم الأولى بالبطولة 7 مرات مقابل 5 تعادلات، أما الهزيمة الوحيدة في أول مباراة فكانت في النسخة الماضية من اليورو، حين خسر الألمان من الفرنسيين بهدف وحيد، قبل أن يصححوا المسار أمام البرتغال ويتأهلوا للدور الثاني الذي شهد خروجهم على يد الإنكليز.

على الطرف الآخر، شارك الاسكتلنديون بالنسخة الماضية من أمم أوروبا للمرّة الثالثة في تاريخهم والأولى منذ 24 عاماً، ولم يسبق للمنتخب أن تجاوز الدور الأول ولا مرّة في تاريخه، وفي يورو 2020 حققوا نقطة وحيدة بعد التعادل مع إنكلترا والخسارة من التشيك وكرواتيا، وفي مجمل 9 مباريات خاضوها بتاريخ مشاركاتهم فاز الاسكتلنديون بمباراتين مقابل تعادلين و5 هزائم.

ستُقام المباراة في ميونيخ وفي معقل بايرن، وهو الملعب نفسه الذي شهد افتتاح كأس العالم 2006 حين فاز الألمان على كوستاريكا بـ4 أهداف لهدفين، والآن بعد 18 عاماً يعود الألمان لقص شريط مباراة افتتاحية أخرى بمجموعة تضمّ لجانبهم كلاً من اسكتلندا وسويسرا والمجر، ويتطلعون للذهاب أبعد ما يمكن في البطولة التي ما زالوا يملكون الرقم القياسي بعدد ألقابها بالتساوي مع إسبانيا.

قيمة المواجهة الافتتاحية تبدو أكثر من أن تكون مواجهة ضدّ اسكتلندا. فبالنسبة للألمان تبدو بمثابة الفرصة لإنهاء حقبة من الإخفاقات وبدء حقبة جديدة مع مدرب شاب أرادت الظروف أن يتحول خلال عام من مدرب لبايرن إلى مدرب لمنتخب ألمانيا، بعدما كانت "بيلد" تعنون بعهد فليك وتقول "الاتحاد الأوروبي، مرحباً، هل بإمكاننا تأجيل استضافة ألمانيا لليورو؟"، بدليل على اليأس من وضعية المانشافت وعدم الرغبة بأن تتمّ استضافة البطولة بهذه الحال السيئة للمنتخب، ورغم الفوز على فرنسا وهولندا في آذار (مارس) إلّا أن التعادل المخيب مع أوكرانيا والفوز الصعب على اليونان بفضل هدف البديل غروس أعادا بعض القلق لعشاق المانشافت من جديد.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium