وضع لاعب وسط اسكتلندا جون ماكغين بصمته في نهائيات كأس أوروبا قبل انطلاقتها عندما لفت الانظار برقصة مع فرقة فولكلورية بافارية لدى الوصول الى الأراضي الألمانية، وسيعوّل عليه منتخب بلاده لتعكير حفل الدولة المضيفة في المباراة الافتتاحية لكأس أوروبا الجمعة على ملعب "أليانتس أرينا" في ميونيخ.
تتطابق شخصية اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا مع أهميته في الملعب بالنسبة لرجال ستيف كلارك، كأحد القوّى الدافعة التي أعادت بلاده إلى الأضواء الدولية.
هذه هي البطولة الكبرى الثانية لاسكتلندا منذ عام 1998، حيث يلعب ماكغين دورًا حاسمًا أيضًا في الوصول إلى كأس أوروبا الأخيرة صيف 2021.
ومع ذلك، بعد الخروج على أرضها دون تحقيق أي فوز منذ ثلاث سنوات، فإن اسكتلندا عازمة على القيام بما هو أكثر من مجرد تعويض الأرقام هذه المرّة.
يبدو أن المواجهتين ضد سويسرا والمجر بعد مواجهة ألمانيا ستوفر طريقًا أسهل للحصول على النقاط الأربع التي يستهدفها كلارك للتأهل للدور الثاني في بطولة كبرى للمرة الأولى.
لكن ما يُقدّر بنحو 150 ألف أسكتلندي سيسافرون إلى ميونيخ لحضور المباراة الافتتاحية يحلمون بمفاجأة أبطال أوروبا ثلاث مرات في عقر دارهم.
إذا أرادت اسكتلندا تحقيق أفضل نتيجة لها على الإطلاق في ملعب أليانتس أرينا، فمن المرجح أن يساهم في ذلك ماكغين بشكل كبير.
جميع أهدافه الدولية الـ18 جاءت منذ أن تولى كلارك المسؤولية في عام 2019، مما جعله يتصدر قائمة هدافي المنتخب بفارق كبير.
- "ليس على مقاعد البدلاء" -
كما ساعد مستواه التهديفي على المستوى الدولي في تغيير مسيرته الكروية مع نادي أستون فيلا الانكليزي.
واعترف ماكغين بأنه اعتقد أن وقته مع ناديه في الدوري الممتاز ربما يكون قد انتهى، لأنه وجد نفسه خارج الفريق حتى نهاية فترة ستيفن جيرارد.
لكنه كان محوريًا في التغيير الكبير الذي أحدثه المدرب الإسباني أوناي إيمري في أستون فيلا خلال الموسمين الماضيين وسيلعب الموسم المقبل في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لأوّل مرة منذ 1983.
يتذكّر ماكغين إحدى محادثاته الأولى مع إيمري "لقد سألني ما هو مركزك المفضل، فقلت ليس على مقاعد البدلاء مثل المباريات القليلة الماضية".
واضاف "لقد تحدّث عن أهداف اسكتلندا وقال لماذا تسجّل بهذه الطريقة لاسكتلندا وليس لأستون فيلا؟ شكراً لستيف كلارك لأنه وضعني في الجزء الأمامي من الملعب".
كان قرار كلارك بإشراك ماكغين أقرب إلى مرمى الفرق المنافسة بسبب الضرورة بقدر ما كان بسبب البراعة التكتيكية.
عانت اسكتلندا كثيرا لإيجاد قلب الهجوم الذي يسجّل الأهداف لأجيال، وكان على كلارك بدلاً من ذلك الاعتماد على تهديد المرمى من خط الوسط.
كما أنهى سكوت ماكتوميناي لاعب مانشستر يونايتد الموسم في دور أكثر تقدمًا لناديه بعد تسجيله سبعة أهداف في تصفيات كأس أوروبا 2024، بينها ثنائية الفوز على إسبانيا 2-0.
سجّل ماكغين ثلاثة أهداف في التصفيات وتألق في لعب دور قيادي في الملعب وخارجه في غرفة الملابس.
وقال مهاجم اسكتلندا ليندون دايكس الذي ظلّ مع المنتخب رغم استبعاده من الكأس القارية بسبب الإصابة: "إنه حياة وروح الأولاد".
يملك ماكغين تصميماً فولاذياً على النجاح، وهو ما ميّز تألق اسكتلندا في عهد كلارك.
بعد أن تجاهله عملاقا غلاسكو، سلتيك ورينجرز، صنع اسمه في سانت ميرين وهيبرنيان قبل أن ينضم إلى أستون فيلا بينما كان لا يزال في المستوى الثاني (تشامبيونشيب) في إنكلترا.
بعد أن شقّ طريقه إلى القمة مع ناديه ومنتخب بلاده، تنتظره الآن أكبر مباراة في مسيرته الجمعة ضد ألمانيا.