نجح منتخب ألمانيا باختباره الأول بأمم أوروبا بالفوز على اسكتلندا بخمسة أهداف لهدف مسجلاً الانتصار الأكبر بتاريخ مواجهات الفريقين ليكسر عقدته مع المباريات الافتتاحية حيث خسر المانشافت لقاءهم الأول بآخر 3 بطولات كبيرة لعبوها سواء في مونديالي 2018 و2022 ويورو 2020 ليؤكد ناغيلسمان أن صفحة الماضي قُلبت والمنتخب قادر على السير بثقة ومعنويات أكبر في البطولة.
أول خطوة للتغيير فعلها ناغيلسمان كانت الاعتماد على تشكيلة ثابتة وواضحة فتقريباً منذ وديتي آذار (مارس) ضد هولندا وفرنسا بدت ملامح تشكيلة ألمانيا واضحة ولم يجري المدرب أي تغيير عن التشكيلة المتوقعة معتمداً على الثلاثي القوي بالوسط بين أندريش الذي أعاد ذكريات دور خضيرة كلاعب مقاتل بالوسط إضافة لكروس وغندوغان.
سيطر الألمان منذ الدقيقة الأولى لكن التسديدة الأولى لم تأتِ حتى الدقيقة العاشرة وكانت هي تسديدة الهدف الأول لفيرتز، بمعنى آخر لم يكن المنتخب عشوائياً بتسديداته بل كان يبحث عن تدوير الكرة بشكل جيد وخلق المساحة للفرصة وما دل أكثر على ذلك هو أن ثاني تسديدة بالمباراة كانت هي كرة الهدف الثاني الذي سجله موسيالا دقيقة 19 علماً أن نسبة استحواذ ألمانيا على الكرة حتى تسجيل أول هدف كانت 83%، وهنا يكمن السؤال هل حصيلة تسديدتين بأول 19 دقيقة هي رقم مرتفع؟ بالتأكيد لا لكن أن تسيطر بهذا الشكل المتكامل على المباراة وتكون دقيقاً بمحاولاتك هو أمر جيد جداً خاصة وأنك حرمت خصمك تماماً من أي محاولة حتى لبناء اللعب لأن الضغط المتقدم كان ناجحاً بشكل ممتاز.
الأمر الثاني الذي تغير هو أن المنتخب أصبح أكثر نجاحاً بالمساحات الضيقة وهو ما كان يعاني منه بالبطولات الأخيرة حيث كان يصعب عليه خلق فرص ضد كل منتخب يغلق الملعب بالخلف ولنا بمكسيك 2018 ويابان 2022 دلائل واضحة، لكن وجود موسيالا وفيرتز بمهارتهما كان المفتاح الأساسي لهذا الفارق.
أما الأمر الثالث فكان كروس الذي ينزل باستمرار بين قلوب الدفاع لحد جعلنا ننسى عمليات إعادة الكرة المستمرة لنوير كي يبني اللعب لأن اللاعب القادر على ضبط الإيقاع وتغيير شكل الهجمة أصبح موجوداً.
النقطة التي دفعت المدرب لبعض القلق هي أندريش فوجوده مهم جداً بالملعب لكنه أيضاً كان عنيفاً بعدة لقطات وهو أمر سلبي أن تتلقَ إنذاراً بمباراة كهذه لأنك ستعيش تحت ضغط الإنذار الآخر والخوف من الحرمان حتى نصف النهائي.
أما الأمر الخامس هو أن الفريق لم يحتاج لجهد كبير من المدافعين كي يمنع الخصم من خلق المحاولات حيث سدد الاسكتلنديون مرة وحيدة فقط طوال 90 دقيقة وكانت بلقطة هدف التقليص ولو أنه احتُسب باسم روديغير كهدف عكسي.
إضافة لكل هذا يمتلك ناغيلسمان خيارات جيدة جداً ومنوعة على الدكة حيث استعمل غروس فور شعوره أن أندريش فقد التحكم بنفسه، وغروس قدم أداء جيداً جداً بالوديات أمام أوكرانيا واليونان، ورغم استخدام مولر وساني كبدلاء بقي هناك شبان مميزين على الدكة مثل فروريش وباير عدا عن نزول فولكروغ وتسجيله هدفاً يعبر عن الصفات الناجحة لرأس الحربة الصريح وهو ما يحتاجه المنتخب.
بالمقابل لم يظهر الاسكتلنديون بشكل جيد أبداً فكان من المتوقع أن يتحرك روبيرتسون ويخلق الخطورة كجناح متأخر كما هي العادة بمباريات المنتخب لكن الفريق لم يبادر بأي محاولة للتقدم للأمام وظهر بصورة المستسلم طوال اللقاء حتى قبل الطرد.
بالمجمل تجاوز المانشافت الاختبار الأول بكل ثقة وأقنع ناغيلسمان مبكراً بخياره الاعتماد على الشابين فيرتز وموسيالا على حساب غنابري وبراندت المستبعدين وساني الذي شارك بديلاً والذي يبدو أنه لن يحصل على فرصة للمشاركة أساسياً قياساً على مستواه اليوم.