علاء علي
بدأ منتخب كرواتيا مشواره في يورو 2024 بأسوأ شكل ممكن، بسبب تلقّي الخسارة بثلاثية نظيفة أمام منتخب إسبانيا.
عشاق كرة القدم تعودوا في السنوات الماضية على ظهور مميز لمنتخب كرواتيا في المحافل الكبرى، لاسيما في ظلّ ما يمتلكه المنتخب الكرواتي من النجوم. لكن يبدو أن الوضع سوف يكون مختلفاً تماماً في النسخة الحالية من كأس أمم أوروبا.
وسبق وأن بلغ منتخب كرواتيا نهائي كأس العالم 2018، حيث خسرت أمام فرنسا، وأنهت مشوارها في مونديال 2022 في المركز الثالث، لكن مشوار زملاء مودريتش في كأس الأمم الأوروبية مختلف تماماً، إذ خرج من الدور الـ16 في النسختين الأخيرتين عامي 2016 و2021 توالياً، والآن مهدّد بعدم التأهل لهذا الدور في نسخة 2024 الحالية من اليورو.
كرواتيا العجوزة
تميّز منتخب كرواتيا بظهور رائع في المواعيد الكبرى، لكن يبدو أن النسخة الحالية من المنتخب الكرواتي تعاني بسبب كبر سن العديد من اللاعبين، لاسيما في خط الوسط.
ودخل منتخب كرواتيا النسخة الحالية من يورو 2024 مع الاعتماد على لوكا مودريتش الذي يبلغ من العمر 38 عاما، وكذلك كراماريتش 30 عاماً، وبوديمير 32 عاماً، وبروزوفيتش 32 عاماً وماتيا كوفاسيتش لاعب وسط مانشستر سيتي الذي يبلغ من العمر 30 عاماً.
ورغم كبر سن اللاعبين، لكن المدرب زلاتكو داليتش لا يمكنه أن يتخلّى عن خدماتهم، كون بلادهم لم تولّد أسماء أفضل منهم بعد، وهم عناصر خبرة لا يزالون قادرين على قيادة فريقهم لتحقيق نتائج جيدة.
بالنظر إلى منتخب إسبانيا بقيادة المدرب دي لافوينتي، اعتمد في الوسط على نيكو ويلياميز صاحب الـ 21 عاماً ولامين يامال 16 عاماً، وعلى مستوى الأجنحة مع تواجد داني أولمو بعمر 26 عاماً، وهو أمر منح منتخب اللاروخا التفوق في الصراعات الثنائية على مستوى السرعة واللياقة البدنية.
ويمتلك منتخب إسبانيا بجانب صغر سن عناصره، مجموعة من الخبرات أمثال ألفارو موراتا وفابيان رويز ورودري وناتشو وداني كارفخال، وهو ما جعل تشكيلة منتخب الماتادور متوازنة، عكس التشكيلة التي يمتلكها المنتخب الكرواتي.
وبلغ متوسط أعمار منتخب كرواتيا في يورو 2024 (29.1) عاماً، بينما منتخب إسبانيا بمتوسط أعمار بلغ (26.6) عاماً، وهو ما منح منتخب الماتادور التفوق من الناحية البدنية طوال أحداث اللقاء، لاسيما في ظل التشكيلة المتوازنة بين عناصر الشباب والخبرة التي يمتلكها دي لافوينتي.
أجنحة تفتقد إلى السرعة
كان من السهل على ظهيري المنتخب الإسباني داني كارفخال وأليكس غريمالدو إيقاف أجنحة منتخب كرواتيا، والتي غابت عنهم الخطورة طوال أحداث اللقاء، وهو ما تسبّب في اخفاق المنتخب الكرواتي في هزّ شباك الحارس أوناي سيمون.
وظهر على ايفان برسيتش البالغ من العمر 35 عاماً التأثر بسبب كبر السن، وهو ما منعه من القيام بأي مراوغة ناجحة على حساب كارفخال طوال اللقاء، لاسيما أن لاعب ريال مدريد يقدّم أبرز مستوياته مؤخّراً وكان له دور كبير في فوز ناديه بلقب دوري أبطال أوروبا.
كارفخال لم يكتف فقط بالحدّ من خطورة برسيتش بل تمكن من تقديم الدور الهجومي ونجح في هزّ شباك كرواتيا بهدف.
ما حدث في الرواق الأيسر الهجومي لمنتخب كرواتيا تكرّر في الجانب الآخر بسبب ما يقدّمه أندريا كراماريتش، اللاعب الذي يحتفل بعامه الـ33، وهو ما تسبّب في تأثر منتخب كرواتيا نتيجة فقدان السرعات على مستوى الأجنحة، عكس حال اللاروخا في تواجد الثنائي المهاري السريع لامين يامال ونيكو ويليامز.
وبالنظر إلى الأرقام، فإن المنتخب الإسباني فاز في 68% من الصراعات الثنائية في مواجهته مع كرواتيا مقابل 32%، وهو ما منح الأفضلية بثلاثية نظيفة لرفاق موراتا في اللقاء.
ويواجه منتخب كرواتيا مهمّة صعبة في التأهل للدور المقبل من يورو 2024، لاسيما مع تواجد منتخب إيطاليا حامل اللقب في نفس المجموعة، وهو ما قد يطيح بالكروات من البطولة بشكل مبكر من دون التأهل إلى دور الـ16.
المؤكّد الآن أن كرواتيا باتت مطالبة بالبحث عن جيل جديد من الشباب في حال أرادت مواصلة العطاء بنفس القوة في البطولات الكبرى المقبلة، وإلّا سوف تتحول طموحات الجماهير المرتفعة إلى كوابيس، على غرار ما يمكن أن يحدث في النسخة الحالية من يورو 2024 في حال الخسارة أمام ايطاليا في دور المجموعات.