هاني سكر
يستعد منتخب ألمانيا لخوض مباراته الثانية في أمم أوروبا حين يواجه نظيره المجري، مساء الأربعاء، الساعي إلى تعويض خيبة هزيمته من سويسرا في الجولة الأولى، وخوض لقاء شبيه بالمواجهات الثلاث الأخيرة التي خاضها ضدّ مانشافت.
منتخبا ألمانيا وهنغاريا تواجها في النسخة الماضية من أمم أوروبا وتعادلا يومها، في لقاء كاد أن يشهد على إقصاء الألمان من دور المجموعات، ثم تواجه المنتخبان مجدداً في دوري الأمم، حيث فاز المجريون بلقاء وتعادلوا في الثاني، مما يعني أن منتخب ألمانيا الذي كان يحتاج للمباراة الافتتاحية لفك عقدته مع اللقاءات الافتتاحية بآخر 3 بطولات كبرى خاضها، واليوم يريد الألمان فك عقدة عدم الفوز على المجر بآخر 3 مباريات في آخر 3 سنوات، علماً أن حصيلة المواجهات بين المنتخبين تاريخياً متقاربة جداً مع 13 فوزاً لألمانيا و12 تعادلاً، و12 فوزاً للمجر، ومن ينسى في تاريخ مواجهات الفريقين فوز المجر 8-3 في دور المجموعات في كأس العالم 1954، قبل أن تتحقق معجزة بيرن ويفوز الألمان بالنهائي 3-2.
ظروف الألمان في البطولة تبدو مستقرة، حيث قالت "بيلد" أن ناغيلسمان لن يجري أي تغيير على التشكيلة التي بدأت لقاء اسكتلندا، الذي انتهى بفوز ألمانيا 5-1، حيث يبدو أن المدرب سيتبع مبدأ "لا تغيّر فريقاً ناجحاً"، في ظل التفوق الكبير للفريق، خاصةً مع ثنائية كروس وغندوغان في الوسط، وهو ما ظهر بلعب كروس 101 تمريرة صحيحة من أصل 102 مع 8 تمريرات طويلة صحيحة بنسبة دقة 100%، في حين نجح كل الثلاثي الهجومي بالتسجيل في اللقاء، فكان فيرتز هو من افتتح التسجيل، قبل أن يعزز موسيالا، ثم جاء دور هافيرتز من ركلة جزاء، قبل أن يتكفّل البديلان فولكروغ وتشان بوضع بصمتهما، وبدا أمراً ملفتاً أن يعتمد المدرب على تشان الذي كان إلى ما قبل يومين يستمتع بعطلته إلى أن أصيب بافلوفيتش وحلّ مكانه.
على الطرف الآخر، يملك المجريون أصغر قائد لمنتخب في البطولة، وهو نجم ليفربول سوبوزلاي، إضافة للعديد من لاعبي الخبرة في الفريق مثل حارس لايبزيغ غولاكشي وزميله في النادي ويل أوربان، الزميلين السابقين لسوبوزلاي في لايبزيغ، قبل انتقاله لليفربول، وبالمجمل يتواجد 6 لاعبين في المجر ينشطون بالدوري الألماني.
وإن كان الألمان يدخلون البطولة بمدرب جديد، فعلى غرار مواجهته لستيف كلارك، المتواجد مع اسكتلندا منذ 5 سنوات، سيواجه ناغيلسمان المدرب الإيطالي باولو روسي الذي تولّى تدريب المجر منذ 2018 ونجح فعلاً بإحداث نقلة نوعية في المنتخب مع تحقيقه 32 انتصاراً في 64 مباراة مقابل 14 تعادلاً.
وأيضاً، بشيء شبيه بلقاء اسكتلندا، يعتمد المجريون على اللعب بثلاثي دفاعي، ويحصل سوبوزلاي وسالاي على حرّية التحرك خلف رأس الحربة فارغا القوي بمتابعة العرضيات وصاحب الهدف الوحيد في مرمى سويسرا.
في المقابل، دخل منتخب ألمانيا اللقاء الماضي بتشكيلة معدل أعمارها 29.1 عاماً، وهو أعلى معدل لتشكيلة لألمانيا منذ يورو 2000، لكن خبرة لاعبيه امتزجت بوجود شبان مثل موسيالا وفيرتز اللذين أقنعا الجميع بأن ثقة المدرب بإشراكهما، ولو كان ذلك يعني اللعب من دون أجنحة، سيكون خياراً ناجحاً.
يعلم الألمان أن هذه هي مجرد البداية فقط، وأن طريق الفوز باللقب طويل جداً، لكن فوزاً آخر على المجر سيعني مبدئياً ضمان التأهل والبحث بهدوء في معطيات خصوم الأدوار المقبلة.