النهار

إيطاليا تصطدم بالاختبار الأصعب... "الماتادور" الإسباني المنظم
المصدر: النهار العربي
تتجّه الأنظار مساء الخميس إلى القمّة المنتظرة والمبكرة بين منتخب إسبانيا ومنتخب إيطاليا، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لكأس أوروبا 2024 في ألمانيا.
إيطاليا تصطدم بالاختبار الأصعب... "الماتادور" الإسباني المنظم
إيطاليا أمام مهمّة صعبة خصوصاً بعد الأداء الضعيف في المباراة الأولى. (أ ف ب)
A+   A-
مابيل حبيب

تتجّه الأنظار مساء الخميس إلى القمّة المنتظرة والمبكرة بين منتخب إسبانيا ومنتخب إيطاليا، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لكأس أوروبا 2024 في ألمانيا.

ينتظر الجميع هذه المواجهة، كونها تحمل تاريخاً كبيراً على المستوى الدولي، حيث يمتلك المنتخبان 5 ألقاب في أمم أوروبا (3 لإسبانيا و2 لإيطاليا)، ما يؤكّد عظمة هذه المباراة وأهميتها بالنسبة إلى جميع عشاق كرة القدم.

وكانت إيطاليا قد حقّقت فوزاً صعباً على ألبانيا 2-1، في حين أن إسبانيا حقّقت انتصاراً مريحاً على كرواتيا 3-0.

تاريخياً، تُعتبر الكفة متكافئة بين المنتخبين، إذ تواجها 40 مرّة، فازت إسبانيا في 13 مناسبة، مقابل 11 لإيطاليا، وتعادلا 16 مرّة. أما أكبر نتيجة، فكانت لصالح "الماتادور" 7-1 في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1928.

إلّا أنه في الوقت الحاضر، تبدو أن الكفّة ليست متكافئة إلى حدّ كبير، رغم أنه لا توجد أي مباراة يمكن التنبؤ بها، خصوصاً بين منتخبين عريقين كإسبانيا وإيطاليا، لكن هناك أفضلية - أقلّه على الورق - لفريق على حساب الآخر.

إيطاليا لتحسين الأداء
قدّم المنتخب الإيطالي مستوى باهتاً جداً في الجولة الأولى من كأس أوروبا أمام ألبانيا، وهو الأسوأ بين المنتخبات الكبرى المشاركة في هذه المسابقة القارية.

لم نشاهد أي منتخب عريق آخر يقدّم هذا الأداء الهزيل، رغم انتهاء المباراة بالفوز بهدفين من توقيع أليساندرو باستوني ونيكولو باريلا.

يُعتبر قلب دفاع نادي إنتر ميلان باستوني (25 عاماً)، من اللاعبين المميّزين، هو مدافع صلب وشرس، وجاهز دائماً لتأمين المساعدة في الخط الأمامي أيضاً، إذ ساهم هذا الموسم مع ناديه بتسجيل 6 أهداف (هدفان و4 تمريرات حاسمة)، وهو يتطلّع للمزيد مع منتخب بلاده في يورو 2024.

من جهته، لا يقلّ لاعب خط الوسط باريلا (27 عاماً) شأناً عن باستوني أو أي لاعب آخر في تشكيلة منتخب "الأتزوري"، لا بل هو من أفضل اللاعبين في القائمة الحالية، وساهم مع ناديه إنتر ميلان أيضاً بتسجيل 10 أهداف هذا الموسم في مختلف المسابقات (3 أهداف و7 تمريرات حاسمة).

لم يأتِ فوز إنتر ميلان بلقب الدوري الإيطالي هذا الموسم من فراغ، وها هم لاعبو الفريق يؤدّون أفضل ما عندهم مع منتخب بلادهم أيضاً، رغم الخلل الواضح الذي ظهرت به إيطاليا في المباراة الأولى.

كل الإحصائيات والأرقام تُشير إلى أنّ إيطاليا تفوّقت على ألبانيا في المباراة، مع استحواذ لرجال المدرّب لوتشيانو سباليتي بلغ 69%، بالإضافة إلى 17 تسديدة (5 منها على المرمى). لكنّ أسلوب اللعب كان ضعيفاً، حتى أنّ ثغرات كبرى ظهرت بين الخطوط، خصوصاً مع لقطة هدف ألبانيا الذي هزّ الشباك بعد مرور 23 ثانية فقط على انطلاق اللقاء.

إيطاليا لم تعد تلك التي تُرعب الخصوم، وتحديداً في الخط الدفاعي، حتى أنها لا تظهر في الآونة الأخيرة بشخصية المرشحة لإحراز اللقب، رغم أنها فاجأت الجميع في يورو 2020 (أقيم عام 2021 بسبب جائحة كورونا)، وخطفت الكأس أمام إنكلترا بركلات الجزاء.

ينتظر عشاق المنتخب الإيطالي، صاحب الإنجازات والأرقام التاريخية، والذي يمتلك في خزائنه 4 ألقاب في كأس العالم، عودة فريقه إلى السكة، أقلّه على مستوى الأداء أمام منتخب صعب وصلب لا يرحم، هو المنتخب الإسباني.

إسبانيا لمواصلة التألق
ظهر المنتخب الإسباني، بقيادة المدرّب لويس دي لا فوينتي، بمستوى كبير جداً أمام المنتخب الكرواتي "العجوز" بقيادة لوكا مودريتش.

ظنّ الجميع أن هذه المباراة ستكون قوية، حيث صُنّفت كمباراة قمّة، خصوصاً لما قدّمه فريق نجم نادي ريال مدريد مودريتش في السنوات الماضية، لكن "الماتادور" عرف كيف يعطّل كرواتيا منذ البداية، مع تكتيك رائع من المدرّب لا فوينتي، وهذه المرّة من دون الاعتماد على الاستحواذ على الكرة.

خرجت إسبانيا من مباراة كرواتيا باستحواذ بلغ 46% فقط، وهو أمر لم نعتد عليه في السنوات الماضية، إذ إنّ الإسبان مشهورون بامتلاكهم الكرة لفترة طويلة قبل الدخول إلى منطقة جزاء الخصم لدكّ الشباك.

حتى أنّ إسبانيا سدّدت في المباراة الأولى لها بالبطولة، 11 تسديدة مقابل 16 لكرواتيا، و5 منها على المرمى ومثلها للخصم، وهو رقم ليس بكبير على منتخب يعشق الاستحواذ.

إسبانيا عرفت كيف تتعامل مع هذه المباراة بشكل خاص، ومع منتخب "مهترئ" لا يمكنه مجاراة خصم بهذه القوّة والفعالية.

صحيح أنّ "لاروخا" لا يزال يعوّل على جيل يمتلك الخبرة مثل ألفارو موراتا (31 عاماً) صاحب الهدف الأوّل، وداني كارفاخال (32 عاماً) صاحب الهدف الثالث، وناتشو في قلب الدفاع، لكنه يعتمد على جيل جديد ذهبي وواعد مثل لامين يامال (16 عاماً)، أصغر لاعب في المسابقة وصاحب التمريرة الحاسمة لكارفاخال في الهدف الثالث، بالإضافة إلى بيدري (21 عاماً)، ونيكو ويليامز (21 عاماً)، وفيران توريس (24 عاماً)...

العناصر التي تمتلكها إسبانيا في مختلف الخطوط، في التشكيلة الأساسية وعلى مقاعد البدلاء، تؤكّد حضورها القوي في البطولة، وأنها قادرة على مواجهة أي خصم قبل بلوغ المباراة النهائية.

بدت إسبانيا مرشحة كالعادة وفوق العادة في هذه النسخة لإحراز اللقب، لكن قبل التفكير بالخطوات القادمة، أمام منتخب لا فوينتي مهمّة معقّدة بمواجهة رجال سباليتي الذين لن يقدّموا المباراة للإسبان على "طبق من فضة"، وسيُقاتلون حتى النهاية من أجل إثبات قوّتهم وتوجيه رسالة إلى الجميع لعدم الحكم عليهم من مباراة واحدة فقط.

نظرياً، إسبانيا أفضل من إيطاليا، لكن على أرض الملعب كل الاحتمالات واردة، خصوصاً في مواجهة حاسمة على بطاقة التأهل الأولى إلى الدور الـ16... هي معركة يتطلّع الجميع لمشاهدتها على ملعب شالكه في مدينة غلسنكيرشن.

اقرأ في النهار Premium