سيد محمد
في عالم كرة القدم سريع الوتيرة، يعدّ الوقت سلعة ثمينة، حيث يعمل المدرّبون واللاعبون وموظفو الأندية في بيئة قاسية، إذ يمكن أن يؤثر كل قرار على نتيجة المباراة أو الموسم، ومع الضغط من أجل زيادة أداء اللاعبين إلى أقصى حدّ، وتحسين اختيار الفريق، وتحديد أفضل المواهب، أصبحت الحاجة إلى حلول مبتكرة أكبر من أي وقت مضى.
برز الذكاء الاصطناعي (AI) كتقنية غيّرت قواعد اللعبة، حيث تقدّم رؤى وكفاءات لا تقدّر بثمن لمحترفي كرة القدم، من خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، يمكن للمدرّبين الحصول على رؤى أعمق حول أداء اللاعب، وتقييم المستوى الموسمي، واتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن اختيار الفريق والانتقالات، وهذا لا يعزز الأداء على أرض الملعب فحسب، بل يساعد أيضاً في تخفيف المخاطر المرتبطة بالإصابات أو مغادرة اللاعبين.
الذكاء الاصطناعي ويورو 2024
تحتوي الكرة الرسمية للمباريات في بطولة كأس أمم أوروبا المقامة في ألمانيا خلال الوقت الحالي وتستمر حتى 14 تموز (يوليو)، والمصممة من شركة Adidas، على شريحة ذكية توفّر معلومات غير مسبوقة عن حركة الكرة، حيث يتمّ تثبيت المستشعر أو الشريحة الذكية في منتصف الكرة بواسطة نظام تعليق خاص، ويرسل البيانات إلى غرفة عمليات الفيديو بمعدّل 500 مرّة في الثانية، مما يسمح بالكشف الدقيق عن موقع الكرة عند الركل.
ويتمّ تشغيل المستشعر بواسطة بطارية قابلة لإعادة الشحن، وتتميّز كرات بطولة يورو 2024 بجلد من مادة البولي يوريثين في صورة أنسجة دقيقة وغطاء خارجي مكوّن من 20 قطعة لتعزيز حركة الكرة في الهواء.
كما تمّ اعتماد "تكنولوجيا خط المرمى" بصورة رسمية في البطولة، وتحدّد هذه التقنية على الفور ما إذا كانت الكرة بأكملها قد عبرت خط المرمى أم لا، مما يثبت فائدتها في الوقائع التي لا يمكن للعين البشرية المجرّدة رؤيتها بسبب سرعة حركة الكرة.
كما أن هناك نظاماً ذكياً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي يساعد حكام المباراة في اتخاذ القرار الصحيح بسرعة من دون التسبّب في ضياع وقت من المباراة، وتقوم التقنية بتتبع أطراف اللاعبين لاكتشاف ما إذا كانوا في وضعية تسلّل، وترسل تنبيهاً إلى حكم الفيديو المساعد (VAR).
ويحتوي كل ملعب من ملاعب يورو 2024 على 10 كاميرات مثبتة، تقوم بجمع البيانات على ما يصل إلى 29 نقطة بيانات على جسم كل لاعب، ويتمّ جمع البيانات 50 مرّة في الثانية، وتنتشر نقاط البيانات هذه من أطراف قدمي اللاعب إلى ذراعيه وحتى أعلى رأسه.
الذكاء الاصطناعي والأولمبياد
أخيراً، كشفت شركة "إنتل"، الشريك الأولمبي العالمي، عن مجموعة من الابتكارات، مدفوعة بالذكاء الاصطناعي (AI)، والتي ستقدّمها لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية باريس 2024 والتي ستنطلق يوم 26 تموز (يوليو) إلى 11 آب (أغسطس)، لتعزيز مشاركة المشجعين والمنظمين والرياضيين والمشاهدين في كل أنحاء العالم.
ستوفّر هذه التقنيات الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والمدعومة بأجهزة وبرامج "إنتل"، تجارب غامرة وتفاعلية، بينما تساعد أيضاً في تحسين إمكانية الوصول الشامل وإظهار كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إثراء تغطية البث الأولمبي.
وخلال الألعاب، ستظهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المدعومة بمعالجات "إنتل" والحلول البرمجية؛ إمكانات التكنولوجيا لصالح الرياضيين والمدرّبين والمتفرّجين، وسيعمل الذكاء الاصطناعي على إمكانية الوصول الشامل لضعاف البصر، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي المبني على Intel Xeon، والنماذج ثلاثية الأبعاد.
وستكون باريس 2024 هي النسخة الأولى من الألعاب الأولمبية التي تستخدم معالجات Intel Xeon لعرض تجربة بث مباشر بدقة 8K شاملة، مما يوفّر لمحة عن مستقبل البث المباشر عالي الدقة وزمن الوصول المنخفض عبر الإنترنت.
وستشهد باريس 2024 أيضاً استخدام أتمتة الذكاء الاصطناعي، لتمكين المذيعين من تقديم المزيد من المحتوى الرقمي المخصّص للمشاهدين بشكل أسرع من أي وقت مضى.
كذلك، يتمّ استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من "إنتل" للمساعدة في الحفاظ على تراث الألعاب الأولمبية، مع استنساخ الكائنات العصبية لتحويل لقطات الفيديو من المصنوعات اليدوية في المجموعات الأولمبية إلى نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد، ويجري اختبار هذا الحل، الذي طوّره مختبر الذكاء الاصطناعي الناشئ التابع لشركة "إنتل"، لتمكين المتحف الأولمبي من جلب بعض مجموعاته إلى بيئات رقمية تفاعلية، حيث يمكن للمشاهدين تدوير واستكشاف قطع من التاريخ الأولمبي، كما لو كانوا بين أيديهم.