محمد يوسف
في ساعة مبكرة يوم الجمعة تقصّ الأرجنتين شريط مباريات "كوبا أميركا" حين تواجه كندا في المباراة الافتتاحية في ملعب "مرسيدس بنز" في ولاية أتالانتا، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضمّ أيضاً تشيلي وبيرو.
قطعت الأرجنتين رحلة طويلة من الإخفاق حتى التصق بها اسم حامل لقب "كوبا أميركا"، وبعد أقل من عام اقتنصت مونديال 2022 في قطر، لتمحو سنين حرمان استمرّت منذ عام 1986.
وتدخل الأرجنتين نسخة "كوبا أميركا" على أمل الاحتفاظ باللقب للمرّة الثانية على التوالي، بعدما أدمنت مذاق التتويج بالبطولات أخيراً، وشعر الجمهور أنّ ترياق الحياة أنعش شرايين "راقصو التانغو".
ميسي... أيدي جرّاح
يخوض ليونيل ميسي تجربة "كوبا أميركا" في الولايات المتحدة ولديه خبرة الجرّاحين الذين مرّوا بمئات الحالات حتى اكتسبوا خبرات متراكمة تمنحهم حرّية التصرّف في أوقات الأزمات.
مرّ ميسي برحلة طويلة من الإخفاق مع الأرجنتين، حتى عثر على الشيء المفقود في تجربته وحقق النجاح، لذلك ستكون نسخة الولايات المتحدة بمثابة فرصة لخوض منافسات البطولة من دون أي ضغوط، وقبلها مرّ برحلة لممارسة كرة القدم والاسترخاء في نادي إنتر ميامي الأميركي، بعيداً من صخب برشلونة وباريس سان جيرمان.
وستكون مباراة كندا بمثابة رسالة قوية سترغب الأرجنتين في إطلاقها أمام المنافسين. فالفوز بنتيجة كبيرة سيبث الرعب في قلوب المنافسين، ولكن المنافس لديه الكثير من عناصر القوّة، حيث فشلت فرنسا في الفوز على الأرجنتين ودّياً في مباراة انتهت بالتعادل السلبي.
كندا... وعناصر القوّة
تملك كندا بين صفوفها الظهير الأيسر المميّز ألفونسو ديفيز، الذي يملك السرعة والقوّة اللازمتين، من أجل أن يصبح أحد أهم اللاعبين في مركزه حول العالم، ويحاول ناديه بايرن ميونيخ تجديد عقده، حتى يضمن عدم انتقاله مجاناً في صيف 2025.
كما تضمّ كندا بين صفوفها المهاجم المميّز جوناثان ديفيد لاعب ليل الفرنسي، والذي يخضع لمراقبة من أندية كثيرة في الدوري الإنكليزي، وقد يصبح محور الاهتمام في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.
ويعدّ إسماعيل كوني لاعب وسط كندا المتحدر من أصول أفريقية، بمثابة عنصر القوّة الذي يجري الاعتماد عليه في التوازن، وحماية الفريق من الهجمات، لذلك فإنّ الأرجنتين لن تكون في نزهة حين تلعب المباراة الافتتاحية.
تشيلي تترقب
لا تنسى الأرجنتين الذكريات السيئة أمام تشيلي في نسختي 2015 و2016، حين خسرت في النهائي بركلات الترجيح، ويبدو أنّ هناك حساباً معلّقاً يجب تصفيته على الأقل في نسخة الولايات المتحدة.
ولكن تشيلي قد تكون مفاجأة، حيث يدرّبها الأرجنتيني ريكاردو غاريكا، الذي يدرك قدرات بلاده جيّداً، ونقاط القوّة والضعف، وفي الوقت نفسه قد تكون أمامه فرصة ذهبية لصناعة جيل جديد.
وكانت تشيلي تحظى بجيل ذهبي مميّز، حصد بطولتي "كوبا أميركا" عامين متتاليين، ولكن لم يتبق منهم سوى أربعة لاعبين هم حارس المرمى كلاوديو برافو والجناح المخضرم ماوريسيو إيسلا والعجوز أليكسيس سانشيز والمهاجم إدواردو فارغاس.
سكالوني... للقصة بقية
يحظى ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، بثقة شعب بلاده، ورغم حداثة تجربته في عالم التدريب، فإنه حقق "كوبا أميركا" وكأس العالم، وهو يدرك أن عشاق الكرة في وطنه لا يقبلون بأنصاف الحلول إذا تعلّق الأمر بكرة القدم.
ويدخل سكالوني البطولة ولديه الكثير من عناصر القوّة، أهمها لاوتارو مارتينيز نجم إنتر ميلان، ورغم تعرّضه لانتقادات لاذعة بسبب الأداء الباهت في كأس العالم التي استضافتها قطر، فإنّ مستواه مع ناديه وحصده لقب الدوري الإيطالي أعاداه إلى الواجهة من جديد.
ويخوض أنخيل دي ماريا بطولة "كوبا أميركا" وهو على مشارف اعتزال اللعبة، ولكن لا أحد ينسى دوره في التتويج بآخر لقبين لبلاده، حيث كان حاسماً في الأوقات الصعبة، سواءً في المونديال أو نسخة بطولة قارة أميركا الجنوبية التي استضافتها البرازيل 2021.
ويعيش جوليان ألفاريز مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي في مفترق طرق، حيث من المحتمل أن يغادر ناديه من أجل لعب المزيد من الدقائق، لا سيما أنّ مركز رأس الحربة يشغله حالياً النجم النرويجي إرلينغ هالاند.
وقد تكون "كوبا أميركا" بمثابة فرصة لألفاريز الذي إذا تألّق مجدّداً، فإنّ ذلك قد يفتح له آفاقاً جديدة، سواءً بالحصول على مقعد أساسي في تشكيلة بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي، أو ينتقل إلى فريق كبير أخر يكون فيه بطل الرواية.
مغامرة بيرو
يدرك الأوروغوياني خورخي فوساتي المدير الفني لمنتخب بيرو، أنّ المجموعة التي وقع فيها ليست سهلة على الإطلاق، لكنه يعوّل على سلسلة من العناصر في قائمته، قد تكون عاملاً في ترجيح كفته.
ويعدّ جيانلوكا لابادولا جناح كالياري الإيطالي بمثابة عنصر الخبرة، في قائمة بيرو، بالإضافة إلى الثنائي أندري كاريو وكريستيان كويفا، فيما جرى استبعاد لاعب وسط سيلتا فيغو ريناتو تابيا.