نجح منتخب ألمانيا بتحقيق فوزه الثاني في أمم أوروبا بتفوقه على المجر بهدفين للا شيء في مباراة لم تكُن سهلة لأصحاب الأرض بظل تمكن الضيوف من خلق عدة فرص بأول شوط لكن جماعية الألمان والدور المهم لخبرة نوير وكروس وغندوغان كانت المفتاح الأساسي لفك شيفرة المباراة بعد 3 مواجهات بائسة ضد المجريين بآخر 3 سنوات انتهت واحدة منها بفوز الأخير والتعادل في لقاءين.
حافظ ناغيلسمان على ذات التشكيلة التي بدأت لقاء اسكتلندا مع ذات الأفكار التي اعتمد عليها ففي الحالة الهجومية ينزل كروس للخلف ليصبح بمثابة قلب دفاع ثالث تاركاً الفرصة للظهيرين للصعود للأعلى بالمقابل يأخذ غندوغان الاتجاه الآخر ويتحول لما يشبه المهاجم الثاني ويخلق المزيد من الكثافة للأعلى تاركاً المزيد من الحرية لفيرتز وموسيالا اللذان كانا مقيدان لحد كبير نتيجة القوة البدنية للاعبي المجر وتقاربهم دفاعياً.
بالمقابل كانت خطورة المجر واضحة منذ أول دقيقة، فالمنتخب الذي لم يخسر أمام ألمانيا بآخر 3 مواجهات بين الفريقين دخل بنفس تعويض هزيمته بأول جولة من سويسرا، وكانت الحلول ترتبط بشكل رئيسي بسوبوزلاي الذي كان يتحرك بحرية كبيرة ويهرب من الضغط وكاد المجريون أن يسجلوا بأكثر من لقطة لولا التمركز الجيد لأندريش والتألق الاعتيادي لنوير.
بالشوط الثاني قرأ ناغيلسمان المشكلة الأساسية وهو أن هافيرتز الذي فاز بجميع التحاماته ضد اسكتلندا أصبح غير قادر على الاحتفاظ بالكرة فأخرجه ووضع فولكروغ القوي بدنياً مكانه لكن لدقائق كانت مشكلة الألمان أن اللاعبون لا يجدون بعضهم ولمحات الهجوم أصبحت أكثر فردية بالوقت الذي كان فيه المجريون هم الأكثر جماعياً بنقلاتهم إلى أن جاءت اللحظة الأهم واستفاد الألمان من تركيبة فريقهم فوجود موسيالا وساني البديل بعمق الملعب فتح المجال لتخفيف الضغط على الأظهرة ومن نقلة سريعة لميتشلتيدت حول الكرة لغندوغان الذي أخذ مرة أخرى دور المهاجم الثاني وتمركز بشكل صحيح بالمساحة الخالية مسجلاً الهدف الثاني.
خيارات ناغيلسمان كانت واسعة على الدكة مرة أخرى، وحتى بديل الغفلة تشان الذي كان بمنزله قبل أسبوع وجد نفسه في الملعب للمرة الثانية في البطولة مع منح الشاب فروريش الفرصة أيضاً لأخذ مكان موسيالا وبالدقائق الأخيرة بدا أن الفريق يستمتع بما يقوم به بالملعب وهو شكل مغاير تماماً للمنتخب الذي كانت ثقته معدومة تماماً بالسنوات الماضية.
عاش الألمان بهذه المباراة مواقف أكثر صعوبة من مباراة اسكتلندا لكنها كانت مهمة لإظهار تركيبة الفريق خاصة بالناحية الدفاعية لكن هناك ناحية سيحتاج ناغيلسمان للتفكير بها هي أن قلبي الدفاع تاه وروديغير ومن أمامهما أندريش والظهير ميتلشتيدت جميعهم سيلعبون تحت ضغط الإنذار بالمباريات القادمة بعد تلقي كل منهم بطاقة صفراء بأول مباراتين.