النهار

"الديوك" بمواجهة "الطواحين"... معركة هجومية مرتقبة في يورو 2024
المصدر: النهار العربي
ينتظر الجميع مساء الجمعة معركة كروية من الطراز الرفيع بين المنتخب الفرنسي والمنتخب الهولندي، في الجولة الثانية ضمن منافسات المجموعة الرابعة لكأس الأمم الأوروبية 2024.
"الديوك" بمواجهة "الطواحين"... معركة هجومية مرتقبة في يورو 2024
فرنسا تريد تأكيد أفضليتها أمام هولندا. (أ ف ب)
A+   A-
مابيل حبيب

ينتظر الجميع مساء الجمعة معركة كروية من الطراز الرفيع بين المنتخب الفرنسي والمنتخب الهولندي، في الجولة الثانية ضمن منافسات المجموعة الرابعة لكأس الأمم الأوروبية 2024.

هذه المباراة ليست عادية، إذ أن المنتخبين يمتلكان تاريخاً عريقاً في المسابقات الدولية، كما أن الفريقين لديهما قائمة غنية بالنجوم في مختلف الخطوط.

تسعى "الطواحين"، التي تمتلك لقباً واحداً في أمم أوروبا، لكسر "النحس" الذي يلازمها، إذ بلغت نصف النهائي 5 مرّات، ووصلت إلى النهائي مرّة واحدة محرزةً الكأس عام 1988، وحلّت ثالثة 4 مرّات.

لا ترغب هولندا هذه المرّة بأن تكون مرشحة عادية على اللقب، بل مرشحة فوق العادة، والمهمّة صعبة عليها أمام منتخبات تتفوّق عليها أقله من ناحية الأسماء مثل فرنسا وإنكلترا وألمانيا وإسبانيا.

أما فرنسا، فبحوزتها لقبين أوروبيين وتتطلّع لإضافة اللقب الثالث لتتشارك مع ألمانيا وإسبانيا في صدارة المنتخبات التي تحمل كأس أوروبا. ويُعتبر "الديوك" من المرشحين الأساسيين لتحقيق ذلك هذا العام.

تاريخياً، فرنسا تتفوّق على هولندا في المواجهات المباشرة، حيث تواجه المنتخبان 30 مرّة، فازت فرنسا 16 مرّة وهولندا 11 مرّة وتعادلا 3 مرّات.

فرنسا لتأكيد الأفضلية
يريد رجال المدرّب ديدييه ديشان تأكيد أفضليتهم على هولندا وعلى الجميع في هذه المسابقة من خلال هذه المواجهة، إذ أن المباراة الأولى لهم لم ترتقِ إلى مستوى التوقعات، حيث عجز "الديوك" عن هزّ شباك النمسا والفوز جاء بهدف عكسي سجّله ماكسيميليان فوبر في الدقيقة 38.

لم تُظهر فرنسا قوّتها الحقيقية في هذا اللقاء، إذ صبّ الاستحواذ على الكرة في صالح النمسويين بنسبة 52% مقابل 48% للفرنسيين، كما أن الفريقين سدّدا الكرة باتجاه المرمى 3 مرّات، مع 14 تسديدة خارجه لفرنسا مقابل 6 للنمسا.

تعتمد فرنسا على بناء الهجمات على الأطراف، مع هجوم ضارب مؤلف من الجناحين عثمان ديمبيلي وماركوس تورام وأنطوان غريزمان خلف النجم كيليان مبابي الذي يلعب كمهاجم صريح مع "الديوك".

هذه المرّة، مشاركة مبابي مشكوك في أمرها، وفي حال تواجد أساسياً أو احتياطياً، من الممكن ألّا يقدّم المستوى المتوقّع منه، نظراً لصعوبة وضعه، بعدما تعرّض لكسر في أنفه أمام النمسا.

لا ننسى مهمّة أفضل لاعب في مباراة النمسا، نغولو كانتي (33 عاماً)، الذي يحرّك خط الوسط بالطريقة التي يريدها، وأظهر أداءً مميّزاً في المباراة الأولى أعادنا به إلى أفضل مستوياته عندما كان يلعب مع تشيلسي الإنكليزي قبل أن ينتقل إلى الاتحاد السعودي.

مع تألّق كانتي في هذا اللقاء، من الصعب أن يضعه ديشان على دكّة البدلاء أمام هولندا، وفي حال أراد المدرّب إجراء تغيير في خط الوسط، سيكون بين أدريان رابيو وإدواردو كامافينغا.

ثغرة فرنسا الوحيدة تكمن في خط الدفاع، وتحديداً مع قلب الدفاع دايو أوباميكانو، الذي كثيراً ما يُخطئ في المواجهات الثنائية ويتسبّب بأهداف قاتلة لفريقه، الأمر الذي رأيناه يتكرّر مراراً مع ناديه بايرن ميونيخ، ما دفع المدرّب توماس توخيل إلى وضعه على دكّة البدلاء والاعتماد على الثنائي إريك داير وماتيس دي ليخت.

هولندا لترجمة الفرص إلى أهداف
في المقابل، تأمل هولندا في أن تكون أكثر فعالية أمام فرنسا، لأنّ "الديوك" ليسوا بولندا، وإهدار الفرص أمامهم سيُكلّف كثيراً.

تمكّنت هولندا من التفوّق على بولندا في المباراة الأولى بشق الأنفس بنتيجة 2-1، بعدما أضاع منتخب "الطواحين" الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى.

امتلكت هولندا الكرة بنسبة استحواذ بلغت 66% مقابل 34% لبولندا، كما سدّد رجال المدرّب رونالد كومان 21 تسديدة، 4 منها على المرمى، في حين أنّ بولندا سدّدت 12 تسديدة و7 منها جاءت بين الخشبات الثلاث.

إهدار الفرص بالجملة كان عنوان هذا اللقاء، خصوصاً من المهاجم ممفيس ديباي وكودي غاكبو، بالإضافة إلى تشافي سيمونز. لكنّ كومان يعوّل على هذا الثلاثي في الخط الأمامي بشكل كبير، مع التمني بألّا يضيّع الفرص كما فعل أمام بولندا، لأنّ المنتخب الفرنسي لا يرحم.

سلاح هولندا يكمن في هذا الخط الهجومي، بالإضافة إلى اللاعب المخضرم على مقاعد البدلاء فوت فيغورست الذي أنقذ فريقه بتسجيله هدف الفوز بعد دخوله بديلاً في الدقائق الأخيرة.

كذلك، يعوّل كومان على خطه الدفاعي بقيادة فيرجيل فان دايك ونيثان آكي، لكنّ الضعف يكمن في الجهة اليمنى مع ستيفان دي فراي ودنزيل دومفريس، هذه الجهة التي سيُركّز عليها منتخب "الديوك" في انطلاقاته لتهديد المرمى "البرتقالي".

يُعدّ ماتيس دي ليخت من أفضل المدافعين في العالم حالياً، لكنّ المشكلة معه ليست فقط في بايرن ميونيخ، حيث كان احتياطياً في القسم الأوّل من الموسم، بل أيضاً في منتخب بلاده، إذ أنّ المدرّب لا يثق به أساسياً رغم أنه أثبت أحقيته باللعب مع العملاق البافاري.

دي ليخت أفضل من دي فراي مع فان دايك في مركز قلب الدفاع، لكن يبدو أنّ المدرّب كومان غير معجب بسلوكه أو مستواه في التدريبات.

خط وسط المنتخب الهولندي يجب أن يكون حذراً جداً، بغض النظر عمّن سيلعب أساسياً مساء الجمعة، لأنّ خط الوسط الفرنسي يتفوّق من ناحية المستوى والأسماء، وهو عامل مهمّ يصبّ في صالح ديشان في هذه المباراة المُنتظرة.

إذاً، منطقياً، فرنسا تتفوّق على هولندا حتى بغياب مبابي، لكن فعلياً، "الطواحين" قادرة على خطف النقاط الثلاث إذا ما ترجمت قوّتها الهجومية إلى أهداف... لكنّ الأكيد أنّ عشاق كرة القدم سيكونون على موعد مع معركة ممتعة بين منتخبين يعتمدان الأسلوب الهجومي ويقدّمان كرة قدم جميلة ومميّزة.

اقرأ في النهار Premium