مابيل حبيب
يبحث المنتخب البرازيلي عن تقليص الفارق بينه وبين منتخبي الأرجنتين والأوروغواي في عدد ألقاب بطولة كوبا أميركا، إذ يمتلك فريق "السامبا" 9 ألقاب، مقابل 15 لكل من "التانغو" و"لا سيليستي".
الجميع يرشح الأرجنتين بقيادة نجمها ليونيل ميسي للمحافظة على لقب البطولة للعام الثاني توالياً، نظراً للتشكيلة التي يمتلكها حامل لقب كأس العالم أيضاً في قطر 2022، إلا أنّ منتخب البرازيل له رأي آخر ويريد التأكيد أنه حاضر بقوّة منذ البداية، مع أولى مبارياته أمام منتخب كوستاريكا فجر الثلثاء.
لم تكن البرازيل يوماً غير مرشحة للقب كوبا أميركا، خصوصاً مع المنافسة الضعيفة في أميركا اللاتينية، إذ أقرب ملاحق للأرجنتين والأوروغواي والبرازيل هي منتخبات الباراغواي وتشيلي والبيرو برصيد لقبين فقط لكل منهم.
تاريخ البرازيل حافل على المستوى الدولي، هي التي تمتلك العدد الأكبر من ألقاب كأس العالم (5)، وتتصدّر الكثير من الأرقام والإنجازات على مستوى الكؤوس والأرقام الجماعية والفردية.
دفاع قوي بقيادة ماركينيوس
يُعتبر الخط الدفاعي في منتخب البرازيل قوياً، بقيادة قلب الدفاع الصلب ماركينيوس الذي يلعب في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي. يتمتع ماركينيوس بشراسة دفاعية هائلة، وغالباً ما يفوز بالتدخلات الثنائية. لا مهاجم في العالم يرتاح باللعب عندما يكون ماركينيوس خصماً أمامه.
بالإضافة إلى ماركينيوس، لدى "السيليساو" لوكاس بيرالدو، وبريمر ودانيلو وإيدر ميليتاو وغيرهم... كل هؤلاء قادرون على قيادة الخط الخلفي للبرازيل ومنع المنافس من الوصول إلى مرماهم.
فجوة في خط الوسط
نقطة ضعف المنتخب البرازيلي تكمن في خط الوسط، فهي لا تمتلك أسماء كبيرة تضبط إيقاع اللعب بين الخطوط، وهذه مشكلة كبيرة لمنتخب "السامبا" الذي يسعى لخطف اللقب من الأرجنتين.
الخلل في خط الوسط صعب معالجته، وهنا ستكون وظيفة المدرّب دوريفال جونيور معقدة لإيجاد "الخلطة السحرية" المناسبة والقادرة على تحريك اللعب كما يجب بين الخطوط.
يبرز في خط الوسط لاعب نيوكاسل برونو غيمارايس ولاعب أستون فيلا دوغلاس لويس ولاعب أتالانتا إيدرسون، ولا ننسى لاعب وست هام الذي أثار الجدل كثيراً، والحاضر الغائب هذا الموسم، لوكاس باكيتا، بعدما اتّهم في أيار (مايو) الماضي بانتهاك قواعد المراهنات في إنكلترا، بعد تحقيق في مزاعم حصوله عمداً على بطاقات صفراء، إلا أنّ اللاعب نفى هذه الاتهامات.
واستُبعد لاعب مانشستر يونايتد كاسيميرو عن القائمة المشاركة في كوبا أميركا بعدما خرج بموسم سيئ مع فريقه ولم يقدّم المستوى المنتظر منه لكي يحجز مكاناً بين زملائه.
هجوم ضارب
هنا يمكن القول إنّ البرازيل حاضرة بقوّة في كوبا أميركا، كونها تمتلك هجوماً فتاكاً بقيادة نجم ريال مدريد وأحد المرشحين لحصد جائزة الكرة الذهبية هذا العام فينيسيوس جونيور.
لم يكن موسم فينيسيوس عادياً، فهو قاد النادي الملكي للفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني هذا الموسم، من خلال مساهمته بـ35 هدفاً في 39 مباراة شارك فيها بمختلف المسابقات (24 هدفاً و11 تمريرة حاسمة).
فينيسيوس يتمتع بمهارات رهيبة وسرعة فائقة على الأطراف، ومعه نجم ريال مدريد الآخر رودريغو الذي ساهم بدوره بتسجيل 26 هدفاً مع "الملكي" (17 هدفاً و9 تمريرات حاسمة).
هذا الثنائي سيصنع فارقاً كبيراً في خط الهجوم، خصوصاً أنهما متعوّدان على اللعب مع بعضها البعض في مدريد، ويقدّمان سوياً أداءً مذهلاً ومُمتعاً.
كذلك، لا يمكن أن ننسى فعالية نجم أرسنال غابريال مارتينيلي، في الخط الأمامي، بالإضافة إلى لاعب برشلونة رافينيا الحاضر دائماً للمساعدة والتألق.
وستتجه الأنظار كثيراً إلى الجوهرة الصاعدة إندريك (17 عاماً)، المنتقل من بالميراس إلى ريال مدريد، حيث من المؤكد أنّ المدرّب دوريفال سيمنحه دقائق في المباريات، لأنه دائماً ما يحرّك اللعب عندما يدخل، ويقدّم مستويات لافتة.
ونظراً للترسانة الغنية للبرازيل في الهجوم، اضطرّ المدرّب لاستبعاد غابريال جيسوس وريشارليسون، اللذين تراجعا كثيراً هذا الموسم مع أرسنال وتوتنهام توالياً.
بالطبع، الهجوم القوي لا يمكنه وحده قيادة منتخب أو فريق إلى اللقب، لهذا أمام المدرّب الكثير من العمل من أجل إيجاد التركيبة الملائمة قبل فوات الأوان. والبرازيل ليست وحدها التي تعاني من ثغرات في تشكيلتها، فكل المنتخبات المشاركة في كوبا أميركا لديها مشاكل، حتى الأرجنتين، لهذا سيكون المستوى متقارباً بينهما، بالإضافة إلى منتخب الأوروغواي المرشح الآخر لحصد هذه الكأس.