النهار

هل وقع ساوثغيت بفخّ جيرارد ولامبارد؟
المصدر: النهار العربي
أثار منتخب إنكلترا الكثير من الانتقادات عقب أدائه المخيب في مباراتي صربيا والدنمارك، حيث بدت الصحف الإنكليزية غير مرتاحة لما قدمه الفريق قياساً بالتوقعات
هل وقع ساوثغيت بفخّ جيرارد ولامبارد؟
غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنكلترا (أ ف ب)
A+   A-
هاني سكر
 
أثار منتخب إنكلترا الكثير من الانتقادات عقب أدائه المخيب في مباراتي صربيا والدنمارك، حيث بدت الصحف الإنكليزية غير مرتاحة لما قدمه الفريق قياساً بالتوقعات، خاصة أن الإنكليز يدخلون البطولة بأغلى قائمة، من حيث القيمة السوقية للاعبين، بين المنتخبات المشاركة بالبطولة، إضافة لاتخاذ غاريث ساوثغيت العديد من القرارات قبل البطولة أبرزها الاستغناء عن جاك غريليش قبل الاعتماد على فودِن كجناح أيسر.
 
أكثر الأشياء التي يتحمل ساوثغيت الانتقاد بسببها حتى الآن هي وضع ألكسندر أرنولد في الوسط، وإقحام فودن بأقل مركز يرتاح فيه هجومياً وهو الجناح الأيسر، فالكل يعرف خطورة نجم مانشستر سيتي، الفائز بلقب أفضل لاعب بالدوري هذا الموسم، حين يلعب خلف المهاجم وبنسبة أقل على الجهة اليمنى، لكن فودِن تقل خطورته على اليسار، ورغم ذلك لم يأبه المدرب بتغيير مكان اللاعب، وصحيح أن فودِن حاول تقديم أداء جيد ضد الدنمارك لكن كان ذلك يتسبب بكل مرة بتفريغ الجهة اليسرى من الهجوم بسبب رغبته بالانتقال للمكان الذي يعرف كيف يتحكم بالكرة فيه وهو العمق، بالتالي كان الدنماركيون يجدون الفرصة لإغلاق مناطقهم أكثر لتمركز لاعبي الخصم بمكان واحد.
 
صحيح أن أرنولد قد صنع 3 فرص ضد الدنمارك، لكن بالمقابل لم يحقق المطلوب من لاعب محور يحتاج فريقه للسيطرة على اللعب، لنتخيل مثلاً أن أرنولد لعب 35 تمريرة صحيحة في 54 دقيقة بالوقت الذي كان فيه كروس يلعب 70 تمريرة بشوط واحد في مباراة ألمانيا والمجر، وحين تلعب بمنتخب يملك الحلول والقوة الهجومية فأنت تحتاج للمسات أكثر وسيطرة أكثر لتمنع الخصم من الارتداد السريع وكسر إيقاع فريقك وتقليل خطورته، لكن ساوثغيت لم يفكر مثلاً بإعادة بيلينغهام للمركز الذي كان يشارك فيه مع دورتموند كلاعب محور واستعمال فودن أمامه لتشكيل ثلاثية عظيمة بالوسط مع رايس، بل أراد لاعب قادر على تقديم تمريرات جميلة لكن بالمقابل غير قادر على التحكم بالوسط.
 
مشكلة ساوثغيت الأساسية أنه يريد وضع أفضل الأسماء بالملعب ويؤمن بأنهم سيجدون الحلول سوياً، هذه الأفكار كان سفين غوران إيريكسن يحاول تطبيقها مع المنتخب ذاته قبل 20 عاماً أثناء سعيه لإشراك جيرارد ولامبارد وسكولز وبيكهام سوياً بالملعب، واستمرت محاولات إشراك لامبارد وجيرارد وبيكهام في 2006 ومن بعدها السعي لإيجاد توليفة بين جيرارد ولامبارد في 2008 التي لم يتأهلوا فيها لليورو وخرجوا من التصفيات، و2010 حين خرج الفريق من الدور الثاني بعد أداء مخيب جداً بالدور الأول من المونديال.
 
الآن يبدو أن ساوثغيت يريد تكرار أخطاء إيريكسن ومكلارين وكابيللو وهودسون الذين بحثوا جميعاً عن الحل، لكن بدا وضع جيرارد ولامبارد بالملعب سوياً أمراً مستحيلاً، والأمر ذاته ارتبط بسعيهم المستمر لوضع أفضل الأسماء بغض النظر عن مراكزهم لكن الفكرة فشلت تماماً، وحتى الآن ما زال المدرب يرغب بتكرار المعادلة ذاتها وإيجاد مكان لأرنولد حتى لو كان مركزه غير متاح بوجود كايل ووكر، إضافة لعدم إمكانية إشراك فودِن بأي مكان فقط لكسب وجوده بالملعب فلا بد من أن يكون بمركز قادر على تقديم أفضل ما لديه فيه.
 
حتى بغياب غريليش، ما زال بإمكان ساوثغيت إشراك جناح نيوكاسل المتألق هذا الموسم غوردون الذي سجل 11 هدفاً وصنع 10 أخرى في 35 مباراة خاضها بالبريميرليغ هذا الموسم.
 
اللافت أن ساوثغيت في المباراتين استبدال أرنولد، وإن كان قد منحه 69 دقيقة لعب ضد صربيا، فإن مشاركته ضد الدنمارك انتهت بالدقيقة 54، وهو ما يوحي بأن المدرب بدأ يفهم فكرة أن هذه الطريقة لا تنجح ولا بد من البحث عن حلول أخرى بالمباريات القادمة، وهو ما ننتظر أن نراه ضد سلوفينيا بآخر مباراة بدور المجموعات بالنسبة للإنكليز والتي ستكون مهمة جداً لأن تحقيق المركز الأول ضروري بهذه المجموعة، فتحقيق الوصافة يعني مواجهة متصدر المجموعة الأولى، ومن ثم مواجهة محتملة مع إسبانيا بحال تصدرها المجموعة الثانية في ربع النهائي، وبعد ذلك مواجهة محتملة مع متصدر المجموعة الرابعة التي تضم فرنسا وهولندا، وببساطة يمكنك تفادي هذا المسار بالفوز في المباراة الأخيرة لتحصل على مسار أكثر راحة.
 
قبل البطولة قال ساوثغيت إنه سيغادر بحال فشله في تحقيق لقب أمم أوروبا، وهو تصرف مسؤول من مدرب وصل لنهائي النسخة الماضية وأضاع فيها اللقب بركلات الترجيح، بعدما كان متقدماً في ويمبلي بهدف وحيد على الطليان ببداية اللقاء، وحينها أيضاً واجه ساوثغيت انتقادات كثيرة بسبب التراجع الكبير للخلف، تحديداً بالشوط الثاني ضد إيطاليا، لذا إن كان ساوثغيت يريد تفادي تكرار الفشل فأول ما عليه فعله هو ألا يعود للوراء ويستفيد من الإمكانيات التي يملكها ليقدم أداء أقوى يمنع الخصوم من إيقاف خطورة الإنكليز.

اقرأ في النهار Premium