النهار

نقاط قوّة وضعف المنتخب الألماني... والحل بيد ناغلسمان
المصدر: النهار العربي
أنهى المنتخب الألماني دور المجموعات لكأس الأمم الأوروبية 2024 المُقامة على أرضه، في صدارة المجموعة الأولى، وذلك بعدما انتزع تعادلاً ثميناً في الوقت القاتل أمام منتخب سويسرا الذي حلّ في المركز الثاني.
نقاط قوّة وضعف المنتخب الألماني... والحل بيد ناغلسمان
فولكروغ يحتفل بعد تسجيله هدف التعادل في مرمى سويسرا. (أ ف ب)
A+   A-
مابيل حبيب

أنهى المنتخب الألماني دور المجموعات لكأس الأمم الأوروبية 2024 المُقامة على أرضه، في صدارة المجموعة الأولى، وذلك بعدما انتزع تعادلاً ثميناً في الوقت القاتل أمام منتخب سويسرا الذي حلّ في المركز الثاني.

سجّل منتخب الماكينات في دور المجموعات 8 أهداف وتلقّى اثنين، أحدهما جاء عكسياً، وتجنّب مواجهة صعبة مبكرة في الدور الـ16.

المباراة الثالثة للمانشافت لم تكن كالأولى والثانية، حيث أنّ الاختبار كان معقّداً، وهذا ما كان ينتظره المدرّب يوليان ناغلسمان للدخول في الأجواء قبل انطلاق مباريات خروج المغلوب.

نقاط القوّة
نقاط قوّة المنتخب الألماني تكمن في مختلف الخطوط، بدءاً من حراسة المرمى مع الأسطورة مانويل نوير (38 عاماً) الذي يؤكّد للجميع يوماً بعد يوم أنه الأفضل في العالم، وأنه لا يزال يستحق اللعب أساسياً في تشكيلة منتخب بلاده على حساب مارك آندريه تير شتيغن.

في خط الوسط، مهندس الخطوط واللعب توني كروس، الذي ينتظر الجميع منه أن يُخطئ بتمريرة واحدة، لأنه قلّما يضيّع الكرات. عودته كانت ضرورية لإيجاد التوازن في الفريق بين خطي الدفاع والهجوم، لأن ألمانيا عانت كثيراً منذ اعتزاله، ولم تجد أي لاعب يقوم بهذه المهمّة على أكمل وجه، حتى عاد كروس لإنقاذ المنتخب على أرضه وأمام جمهوره.

أما في الخط الهجومي، فهناك الكثير من الأسماء القادرة على التهديف وصناعة الفرص، مثل جمال موسيالا وفلوريان فيرتز ونيكلاس فولكروغ وغيرهم...

نجح ناغلسمان في تنظيم اللعب وإدارة الفريق، والعودة بألمانيا بين المنتخبات المنافسة على اللقب، بعدما كانت تُحقق نتائج سيئة في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعدما أحرزت كأس العالم 2014 في البرازيل.

الأداء الذي قدّمته الماكينات أمام اسكتلندا والمجر كان مثالياً، لكن في الامتحان الأخطر أمام سويسرا وقعت ألمانيا في الفخ وبانت العيوب، وهنا يجب على ناغلسمان أن يستخلص العِبر والدروس.

نقاط الضعف
كان ينتظر ناغلسمان مباراة سويسرا بفارغ الصبر لمعرفة مدى قدرة فريقه على اللعب تحت الضغط قبل التأهل إلى الدور الـ16.

يُعتبر المنتخب السويسري اختباراً ممتازاً للألمان، لأنه فريق مُنظّم وجميع لاعبيه يلعبون في الدوريات الخمسة الكبرى، وهو من المنتخبات التي قد تشكّل حصاناً أسود في البطولة.

حصل ناغلسمان على مبتغاه، وخنقت سويسرا ألمانيا في خط الوسط، وأغلقت دفاعها جيّداً مع اعتمادها على المرتدات. السهولة في الوصول إلى المرمى لم يعد مُتاحاً أمام الألمان كما كان الحال أمام اسكتلندا والمجر، فوجدوا أنفسهم عاجزين عن التسجيل وتأكيد التفوّق والأفضلية.

تمكّنت سويسرا من تحقيق ما خطّطت له، والتقدّم بالنتيجة بعد هجمة مرتدّة ولعبة رائعة أنهاها دان ندويي في شباك نوير. في هذه اللقطة أخطأ المدافع جوناثان تاه في التعامل مع الوضعية، وترك ندويي مرتاحاً في التسديد بدل إغلاق المساحة أمامه. وهنا يكمن الخلل الأوّل، فجوناثان تاه ليس المدافع المناسب لمواجهة فريق مُنظّم وقوي في قلب الدفاع برفقة بطل أوروبا مع ريال مدريد أنطونيو روديغر. ويبدو أنّ غياب تاه عن الدور الـ16 لتلقّيه الإنذار هو الثاني له في المجموعات، سيصبّ في مصلحة فريقه، لأنّ نيكو شلوتربك وفالديمار أنتون أفضل منه.

أما في الخط الهجومي، فالمشكلة واضحة جداً. ألمانيا لا تستطيع أن تلعب بلا مهاجم صريح. وهو أمر معروف عن أسلوبها تاريخياً. وما زاد مشاكل الألمان في السنوات الأخيرة هو عدم إيجاد مهاجم صريح بعد اعتزال القناص والهداف ميروسلاف كلوزه.

أما الآن، فناغلسمان لا يزال مصرّاً على اللعب بمهاجم وهمي، وهو كاي هافيرتز. والمشكلة أنّ هافيرتز سيئ جداً في هذا المركز، وهو ما رأيناه أيضاً عندما لعب في صفوف تشيلسي والآن مع الجار أرسنال. هافيرتز لا يستحق التواجد في التشكيلة الأساسية بمواجهة المنتخبات الكبرى، لأنّ وجوده يُضعف الخط الهجومي وتصبح ألمانيا وكأنها تلعب بلاعب أقل في المباراة.

الغريب أنّ السلاح في الخط الأمامي موجود بيد ناغلسمان، وهو نيكلاس فولكروغ. هذا اللاعب رغم تأخّره في التألق، حيث يبلغ 31 عاماً، إلّا أنه هداف بارع ويمتلك كل الصفات ليقود هجوم الماكينات الألمانية. أرقام فولكروغ وحدها تتكلم عن أحقيته بالتواجد أساسياً، ففي 19 مباراة خاضها مع ألمانيا (6 منها فقط بدأ أساسياً)، تمكن من تسجيل 13 هدفاً، بالإضافة إلى تمريرتين حاسمتين، أي أنه شارك بهدف كل 50 دقيقة لعب، وهو رقم كبير جداً.

الآن، يجب أن يكون ناغلسمان قد تعلّم من درس سويسرا، لأنّ أي خطأ في المباريات القادمة سيُكلّفه الخروج من المسابقة. المفاتيح موجودة في الفريق، يبقى على المدرّب أن يوظفها بالشكل المناسب لكي يخرج بالنتيجة المُنتظرة، لأنّ ألمانيا مرشحة فوق العادة لإحراز اللقب للمرّة الرابعة في تاريخها.

اقرأ في النهار Premium