هاني سكر
يُسدل الستار على منافسات المجموعة السادسة والأخيرة من أمم أوروبا اليوم الأربعاء بلقاءي البرتغال مع جورجيا، وتشيكيا مع تركيا، وتتركّز الأضواء على اللقاء الثاني الذي من المفترض أن يحسم هوية صاحب الوصافة في المجموعة، في ظل صعوبة توقّع فوز جورجيا على البرتغال التي ضمنت سلفاً صدارة المجموعة، وحتى لو أراد المدرب روبيرتو مارتينيز إجراء مداورة في التشكيلة فإن القائمة البرتغالية مليئة بالنجوم، ويكفي أن نتذكر بأن لاعبين بحجم دييغو جوتا، مهاجم ليفربول، وغونزالو راموس، مهاجم سان جيرمان، لم يجدا مكاناً للمشاركة ولا حتى كبدلاء باللقاء الذي فاز فيه رونالدو وزملاؤه على تركيا بثلاثية نظيفة.
منتخب التشيك دخل البطولة بطموحات عالية جداً، بعدما وصل لربع نهائي النسخة الماضية، محققاً واحدة من أكبر مفاجآت البطولة حين أقصى هولندا بثنائية نظيفة قبل أن يخرج من الدنمارك بدور الثمانية، وبوجود المدرب الخبير إيفان هاشيك يتطلّع المنتخب للذهاب للأدوار الإقصائية مرّة أخرى، لكنه يعلم أن الحظ لم يحالفه بهذه البطولة حتى الآن، فالتعادل مع البرتغال ضاع بالوقت القاتل، وطموحات تحقيق الفوز الأول تصدّى لها حارس جورجيا وفالنسيا مامارداشفيلي الذي أبعد 11 كرة خلال لقاء الفريقين، منها 6 تسديدات من داخل منطقة الجزاء، ليغيّر حسابات المجموعة ويقود بلاده لحصد النقطة الأولى في أول مشاركة في تاريخ جورجيا ومبقياً بذلك أيضاً على آماله بالتأهل.
على الطرف الآخر تعرّض مدرب تركيا لانتقادات كثيرة بعد اختياره البدء من دون الشابين أردا غولير، لاعب ريال مدريد، وكنان يلدز، مهاجم جوفنتوس، في لقاء تركيا قبل أن ينهار ويفقد السيطرة تماماً على اللقاء لينهي الشوط الأول متأخّراً بهدفين للا شيء بفضل هدف عكسي درامي من أكايدين.
ما يجمع 3 من مدربي منتخبات المجموعة هو أنهم جاءوا من بيئة مليئة بالانتقادات، فرحلة روبيرتو مارتينيز في منتخب بلجيكا كانت موضع انتقاد مستمر، واستلامه لمنتخب البرتغال فتح الباب لكمّ هائل من التساؤلات حول سبب اختيار الاتحاد البرتغالي لمدرب فشل في تحقيق أي إنجاز مع أفضل جيل في تاريخ بلجيكا، لكن المدرب الإسباني نجح بتحقيق بداية جيدة في البطولة حتى الآن بحسم الصدارة وتسجيل 5 أهداف في أول مباراتين مقابل تلقّي هدف وحيد.
على الطرف الآخر تسلّم مونتيلا تدريب تركيا بداعي أن الاتحاد التركي غير مقتنع بأداء المنتخب مع المدرب الألماني شتيفان كونتز، رغم أن النتائج كانت جيدة ببداية رحلته، لكن زيادة الضغط على المدرب أدّت في النهاية لانهيار العلاقة بين الطرفين، وحين تسلّم مونتيلا حقّق المنتخب الفوز على ألمانيا، وبدا ذلك كأنها بداية لحقبة جديدة، لكن ما حدث بعد ذلك هو العكس تماماً، حيث لم يفز المدرب إلّا بمباراة واحدة من أصل 6، وكانت على حساب جورجيا في أولى مباريات الأتراك بالبطولة، والملفت أنه اختار وضع صاحب الهدف الذي صنع الفارق، أردا غولير، على الدكة باللقاء التالي، وفي حال فشل مونتيلا بتجاوز دور المجموعات فإن ذلك سيضعه بالتأكيد تحت مقصلة الإقالة السريعة.
أما حكاية إيفان هاشيك فتبدو مختلفة لحدّ كبير، فهذه هي المرّة الثانية التي يدرب فيها منتخب بلاده بعد أن تولاه موقتاً عام 2009 بذات الفترة التي كان يشغل فيها منصب رئيس الاتحاد، قبل أن يقرّر الاستقالة من منصبيه عقب الإخفاق في التأهل لكأس العالم 2010، ومن ثم تفرّغ للعمل في المنطقة العربية، وآخر تجاربه كانت تدريب منتخب لبنان بين تموز (يوليو) 2021 وآذار (مارس) 2022 قبل أن يعود لتدريب تشيكيا بداية العام الحالي، بما بدا كأنه حل إسعافي بعد استقالة ياروسلاف سيلافي وسط الانتقادات التي تعرّض لها من الجمهور الذي لم يبد مقتنعاً أيضاً بإعادة هاشيك.
أما الاستثناء الوحيد في المجموعة فهو ويلي سانيول، نجم منتخب فرنسا وبايرن ميونيخ السابق، والذي يعرف أن منتخب بلاده لا يملك تشكيلة بقوة باقي فرق المجموعة لكنه يتمسك بتميز حارسه المطلوب من قِبل العديد من الأندية الكبرى إضافة لتميز جناح نابولي كفاراتسخيليا، عدا عن تصدّر مهاجمه ميخاوتازدي لقائمة هدافي البطولة بالتساوي مع موسيالا بعد انتهاء الجولة الثانية من الدور الأول بهدفين لكل منهما.
وعلى صعيد الحديث مع المدربين، نجح مارتينيز حتى الآن بتحويل رونالدو من رأس الحربة الذي يريد أخذ دور البطولة للاعب محطة يجيد مساعدة الفريق ويتفرّغ لهذا الدور إلى أقصى حدّ، بدليل نجاح رونالدو بمساعدة زملائه في أول مباراتين، وهو ما زاد من الثقة بعمل المدرب، رغم التوقعات بأن يكون الدون على قائمة بدلاء الفريق ضدّ جورجيا لإراحته قبل الأدوار الإقصائية، حيث يملك منتخب البرتغال حتى الآن 6 نقاط برصيده مقابل 3 لتركيا ونقطة لكل من منتخبي تشيكيا وجورجيا المتمسكين بأمل إحداث التغيير في الجولة الأخيرة.