النهار

يعد المنتخب الإسباني أفضل الفرق من بين الكبار الذين أظهروا بأنهم مرشحين حقيقيين للفوز بلقب كأس أمم أوروبا 2024، حيث أنّ الأداء الرائع قاد "الماتادور" نحو تحقيق المركز الأوّل في مجموعته والوصول بشكل مريح إلى الدور الـ16، ليس ذلك فحسب، بل كان الأمر تاريخياً.

قبل يورو 2024، لم تتمكن إسبانيا مطلقاً من إنهاء المرحلة الأولى من بطولة كأس أمم أوروبا أو كأس العالم بانتصارات كاملة وشباك نظيفة، ولم يتمكن "لاروخا" حتى في جيله الذهبي الأكثر شهرة بين عامي 2008 و2012، أو بطل العالم في جنوب أفريقيا 2010، من تحقيق مثل هذا الرقم القياسي المثير للإعجاب.

لعب المنتخب الإسباني 12 بطولة أوروبية منذ أن توّج باللقب عام 1964 عندما أقيمت مباراتي نصف النهائي والنهائي فقط في ملعب النهائي، وساهم وقتها هدف مارسيلينو في الفوز على الاتحاد السوفييتي 2-1 في أوّل لقب له، ومهد الطريق لرحلة طويلة استمرّت حتى عام 2008.

وفي 2008، أعاد المدرّب السابق لويس أراغونيس إحياء إسبانيا ليأخذها إلى نخبة كرة القدم، وعلى الرغم من قوّة المنتخب الاسباني في ذلك الوقت، إلا أنّ شباكه استقبلت في كل من المباريات الثلاث من دور المجموعات ضد روسيا (4-1)، السويد (2-1) واليونان (2-1)، لكنّ الحارس التاريخي إيكر كاسياس وضع حداً لذلك، حتى لا تتمكن إيطاليا (0-0 وركلات الترجيح)، روسيا (4-0) وألمانيا (1-0) من التسجيل، ومن ثم التتويج باللقب.

وفي نهائيات كأس العالم 2010 التي لعبها الإسبان، لم تكن الهزيمة أمام سويسرا في البداية (0-1) تبشر بالخير، لكنّ الطريق استقام أمام هندوراس (2-0) وتشيلي (2-1)، ومنذ ذلك الحين، كما حدث في عام 2008، لم يتم تسجيل أهداف، وسقطت البرتغال والباراغواي وألمانيا وهولندا بنفس النتيجة: 1-0.

وبالمثل في اللقب الرابع تاريخاً والفوز بكأس أمم أوروبا الثالثة، كان هناك قدر كبير من الأمن الدفاعي، وتعادلت إسبانيا أمام إيطاليا في مباراتها الأولى (1-1) في بولندا وأوكرانيا 2012 لتواصل انتصاراتها على جمهورية أيرلندا (4-0) وكرواتيا (1-0)، وتكرّر تاريخ النجاحات السابقة مع كاسياس كبطل وحافظ على سجله خالياً من الهزائم أمام فرنسا (2-0)، البرتغال (0-0 وركلات الترجيح) وإيطاليا (4-0).