ناديا كومانتشي: العلامة الكاملة
بعمر الرابعة عشرة فقط، أصبحت الرومانية ناديا كومانتشي أول لاعبة جمباز تحصد العلامة الكاملة 10، بعد نيلها هذا التقدير من سبعة حكّام في أولمبياد مونتريال 1976.
أربع علامات كاملة في مسابقة العارضتين مختلفتي الارتفاع وثلاثٌ في عارضة التوازن، فحصدت الذهب في المسابقتين زائد ذهبية المسابقة الكاملة.
بقيت تنافس حتى العام 1981 عندما فرّت من رومانيا قبل سقوط حكم الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو في 1989، لتستقر في الولايات المتحدة.
من هناك، استخدمت أرشيف الشرطة السرية المرعبة في الحقبة الشيوعية للكشف عن الضرب والإذلال الذي عانت منه، حتى أثناء تكريمها على أمجادها الرياضية.
كارل لويس: أيقونة ألعاب القوى
كان كارل لويس أسطورة لألعاب القوى في القرن العشرين، إذ أحرز الأميركي تسع ميداليات ذهبية وتوّج بطلاً للعالم ثماني مرات.
اشتُهر برشاقته، ابتسامته العريضة، ساقيه الطويلتين وقصّة شعره القصيرة. غاب عن أولمبياد موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده أثناء الحرب الباردة.
لكن في لوس أنجليس 1984، ضرب موعداً مع الانتصارات، معادلاً رقم الأسطورة جيسّي أوينز في برلين 1936، مع إحرازه أربع ذهبيات في سباقي 100م و200م، الوثب الطويل وأربع مرات 100 م.
تابع نجاحاته في سيول 1988، مع تتويجه في سباق 100 م بعد تجريد اللقب من الكندي المتنشّط بن جونسون، ليصبح أول رجل يحتفظ بلقب السباق الأشهر في أم الألعاب.
حصد ذهبيتين في برشلونة 1992 ثم اختتم مشواره الرائع في أتلانتا 1996، بإحرازه ذهبية الوثب الطويل للمرة الرابعة توالياً بعمر الخامسة والثلاثين، بعد عودته من الإصابة.
لم يكن لويس نجماً فقط على المضمار، بل رجل أعمال من أوائل الرياضيين الذين أطلقوا مجموعة ملابس رياضية خاصة بهم.
فلورنث غريفيث-جونيور: أظفار ومجد
عُرفت "فلو-جو" بالألوان المتعدّدة لأظفارها الطويلة وملابسها الجذّابة. لا تزال الأميركية فلورنث غريفيث-جونيور أسرع امرأة على وجه الأرض، بعد أكثر من ثلاثة عقود على تحطيمها الرقم القياسي في سباقي 100م و200م.
حصدت ثلاثية رائعة في أولمبياد سيول مع تتويجها بذهبيات 100م، 200م، وأربع مرات 100م، بعد تسجيلها 10.49 ثوان في التصفيات الأولمبية لسباق 100م، محققة رقماً عالمياً لا يزال صامداً.
وفي 200م، سجّلت في سيول زمن 21.34 ثانية لا يزال صامداً بدوره.
أشعلت إنجازاتها على المضمار والتطوّر اللافت لبنيتها العضلية تكهنات حيال تناولها منشطات، بيد أنها لم تقع يوماً في فخ الفحوص.
اعتزلت في قمة مسيرتها، بعد خمسة أشهر من ألعاب سيول.
لم يُكتب لها العمر الطويل، إذ توفيت الطفلة السابعة في عائلة من 11 ولداً، في 21 أيلول/سبتمبر 1998، عن 38 عاماً، بعد تعرّضها لنوبة صرع أثناء نومها.
ستيف ريدغرايف: مُجذّف رائع
المجذّف البريطاني "السير" ستيف ريدغرايف هو الرياضي الوحيد في مسابقات التحمل الذي توّج عنقه بخمس ميداليات ذهبية في خمس دورات أولمبية متتالية: 1984 (رباعي مع قائد دفة)، 1988 و1992 و1996 (زوجي) و2000 (رباعي).
بعد نيله الميدالية الذهبية الرابعة في ألعاب أتلانتا، أعلن ريدغرايف، الذي عانى لسنوات من التهاب القولون التقرّحي المنهك، اعتزاله.
بعد فترة وجيزة من تشخيص إصابته بمرض السكري من النوع الثاني، قرّر إخضاع جسده البالغ من العمر 38 عاما حينها لنظام تدريب عقابي للمرة الأخيرة في عام 2000 ونجح في رهانه بفوزه بالمعدن الأصفر للمرة الخامسة في سيدني.
سرّه؟ تحدث عنه قائلاً "قرّرت أن مرض السكري يجب أن يعيش معي، وليس أن أعيش معه".
كاثي فريمان: نجمة السكان الأصليين
في لحظة جسّدت روح المصالحة بين السكان الأصليين في أستراليا وأحفاد المهاجرين الأوروبيين، أوقدت أسطورة سباقات السرعة من السكان الأصليين كاثي فريمان، وهي ترتدي بذة فضية بيضاء تم تصميمها خصيصا لها، الشعلة الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني عام 2000.
وبعد عشرة أيام، أصبحت أول مواطنة أسترالية من السكان الأصليين تفوز بميدالية ذهبية فردية بتتويجها بسباق 400 م، وهذه المرة مرتدية بذة رياضية مع غطاء للرأس.
اختبرت فريمان المجد الأولمبي عقب فوزها بفضية سباق 400 متر في دورة ألعاب أتلانتا عام 1996. لكن الفوز بالميدالية الذهبية أمام جماهيرها وعلى أرضها منحها شعورا مغايراً.
بعد عبور خط النهاية، جثت على ركبتيها قبل أن تكمل جولة النصر ملفوفة بعلمي أستراليا والسكان الأصليين.
اعتزلت فريمان بعد ثلاث سنوات وتفرّغت لتأسيس منظّمة غير ربحية تعتني بأطفال السكان الأصليين في أستراليا.
مايكل فيلبس: عملاق السباحة
كان فيلبس في سن الـ 15 عاما فقط عندما شارك في أول أولمبياد له في سيدني عام 2000، ليدّون اسمه كأصغر سباح أميركي في الألعاب منذ عام 1932.
احتل المركز الخامس في سباق 200 م فراشة، ولكن على مدى السنوات الثلاث التالية أطاح عدداً كبيراً من الأرقام القياسية العالمية ليصبح أحد أشهر السباحين على الإطلاق.
وفي أولمبياد أثينا 2004، فاز فيلبس المكنّى "رصاصة بالتيمور" بست ذهبيات وبرونزيتين.
وفي بكين بعد أربع سنوات، رفع رصيده إلى ثماني ذهبيات، سبع منها تزامنت مع أرقام قياسية عالمية. حتى يومنا هذا، يبقى فيلبس الرياضي صاحب أكبر عدد من الميداليات الذهبية في نسخة واحدة من الألعاب الصيفية.
بحلول موعد اعتزاله في عام 2016، كان السباح الأولمبي الأكثر تتويجاً على الإطلاق بإجمالي 28 ميدالية (23 ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتان).
أوسين بولت: بسرعة البرق
حطّم الجامايكي الهادئ المعروف "لايتنينغ بولت" الأرقام القياسية العالمية في أولمبياد بكين عام 2008 في سباقي 100 م و200 م، وواصل تحطيم ارقامه الشخصية بعد عام، ليصبح حامل الرقم القياسي في المسافتين كلتيهما.
كان أول عدّاء يشارك في سباقي 100 م و200 م في الألعاب منذ الأسطورة الأميركي كارل لويس في عام 1984، وأصبح أول عداء في تاريخ الألعاب الأولمبية يكرّر الثنائية، في لندن 2012 وريو 2016.
ساهم أيضاً بفوز فريق جامايكا في سباق التتابع 4×100 م في النسخ الاولمبية الثلاث، على الرغم من تجريد بلاده لقب 2008 بسبب المنشطات التي تورط فيها عداء آخر.
اعتزل بولت، الذي تم تخليد طريقة احتفاله "وضعيه الصاعقة" التي كان يؤديها بعد انتصاراته المدوية داخل المضمار بوضع تمثال له في مسقط رأسه في كينغستون، في عام 2017 وفي سجله ثماني ذهبيات أولمبية و14 ميدالية عالمية.
كوهي إيتشيمورا: النقلة الجميلة
عرف الياباني كوهي اوتشيمورا، أحد أعظم لاعبي الجمباز في التاريخ، أحصنة القفز، العوارض الثابتة وأجهزة الحلق مذ كان بعمر الثالثة بجواره والديه اللاعبين.
ساعياً إلى الكمال في كل نقلة، أحرز البطل القومي المكنّى "الملك كوهي" ذهبيتين متتاليتين في المسابقة الكاملة بنسختي 2012 و2016.
في نسخة ريو دي جانيرو 2016، انتزع الذهب بشكل درامي على الجهاز الأخير، بعد أداء رائع على العارضة الثابتة، في عودة وصفها لاحقاً بالمعجزة.
أصبح أول لاعب جمباز في 44 سنة يحرز ذهبيتين متتاليتين في المسابقة الكاملة.
انتهت حقبته عندما سقط عن العارضة أمام أبناء بلده خلال تصفيات أولمبياد طوكيو.
أليسون فيليكس: تخمة الميداليات
تُعدّ الأميركية أليسون فيليكس العداءة الوحيدة تحرز سبع ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية.
مع 11 ميدالية في رصيدها، هي الأكثر تتويجاً على الساحة الأولمبية في رياضة أم الألعاب.
أحرزت أولى ميدالياتها، فضية 200م، في أولمبياد أثينا 2004، والأخيرة، برونزية 400م، في طوكيو صيف 2021. بينهما، حصدت ذهبية 200م في لندن 2012 ومجموعة من الذهبيات في سباقات التتابع.
شاركت في طوكيو بعد ثلاث سنوات على انجاب طفلتها اثر عملية قيصرية طارئة.
مدافعة قوية عن حقوق الامهات العاملات، انفصلت عن راعيها لفترة طويلة، شركة نايكي، بعد تقليص إيراداتها خلال حملها.
كايتي ليديكي: ملكة السباقات الحرّة
تهدف ابنة السابعة والعشرين إلى كتابة التاريخ هذه السنة في باريس، بأن تصبح أول سباحة تحرز ذهبيات في أربع نسخ متتالية في نفس السباق (800م حرة).
كانت بعمر الخامسة عشرة عندما توّجت مرّة أولى في 800م عام 2012 في لندن، وكرّرت ذلك في ريو ثم طوكيو.
لم تخسر لمدة 13 عاماً في مسافتها المفضلة، لكن في شباط/فبراير تفوّقت عليها الكندية اليافعة سامر ماكنتوش (17 عاماً) في حدث في فلوريدا.
مهما حصل، دخلت ليديك يالتاريخ. في عام 2023، حصدت لقبها الـ16 الفردي في بطولة العالم، أكثر بلقب من حامل الرقم القياسي مواطنها الأسطوري مايكل فيلبس.
سيمون بايلز: موهبة خارقة للطبيعة
ستتركّز الأنظار في باريس على سيدة تُعدّ أفضل لاعبة جمباز في التاريخ، أعادت تعريف هذه الرياضة على غرار ما فعلت مواطنتها سيرينا وليامس في كرة المضرب.
تألقت ابنة السابعة والعشرين في أولمبياد ريو 2016، محرزة أربع ذهبيات، المسابقة الكاملة، حصان القفز، الحركات الأرضية ومسابقة الفرق.
لكن بعد خمس سنوات، انسحبت بشكل دراماتيكي من معظم المسابقات في طوكيو، بعدما عانت من فقدان التوازن وادراك المكان في الهواء عُرف باسم "الالتواءات" (تويستيز).
حققت عودة استعراضية إلى الساحة الدولية في بطولة العالم للجمباز في تشرين الأول/أكتوبر 2023 حيث حصدت أربع ذهبيات.