محمد عرفة
حفلت منافسات "كوبا أميركا" عبر تاريخها الطويل بمشاركة العديد من حراس المرمى الاستثنائيين، الذين قدّموا مستويات رائعة وتركوا بصمات خالدة لا تنسى مع منتخبات بلادهم، في أقدم بطولة قارية للمنتخبات على مستوى العالم.
وتُعتبر منتخبات أميركا الجنوبية موطناً لحراس المرمى العظماء الذين صنعوا التاريخ وتمكنوا من حفر أسمائهم بحروف من ذهب في سجلات بطولة "كوبا أميركا" منذ انطلاقها في عام 1916 حتى الآن.
وتشهد النسخة الحالية من البطولة القارية التي تحمل رقم 48 المقامة حالياً في الولايات المتحدة وتستمر حتى 14 تموز (يوليو) المقبل، مشاركة عدد من حراس المرمى المتميزين والمتألقين مع منتخباتهم.
وإليكم في التقرير التالي أبرز المنتخبات التي قدّمت حراس مرمى عظماء في بطولة "كوبا أميركا".
الأرجنتين
يتمتع منتخب الأرجنتين بطل العالم وحامل لقب بطولة "كوبا أميركا"، بوجود واحد من أفضل حراس المرمى في العالم خلال الفترة الحالية، وهو إيميليانو مارتينيز حارس نادي أستون فيلا الإنكليزي.
وأصبح مارتينيز الملقّب بـ "ديبو"، يملك قوة كبيرة في التصدّي للتسديدات بشكل رائع، وبطلاً في ركلات الترجيح مع "راقصي التانغو"، حيث ساهم في تتويج منتخب بلاده بلقب البطولة في النسخة الماضية 2021، كما حافظ على شباكه نظيفة في أول مباراتين من النسخة الحالية أمام منتخبي كندا وتشيلي على التوالي.
وقبل مارتينيز، يأتي الحارس الأرجنتيني سيرجيو غويكوتشيا، الذي يُعتبر من أبرز الحراس في تاريخ "كوبا أميركا"، بعدما ساهم في تتويج منتخب بلاده باللقب مرّتين عامي 1991 و1993.
ويأمل حارس أستون فيلا الحالي في السير على خطى غويكوتشيا والفوز باللقب القاري الثاني على التوالي، بخاصة بعدما تأهل مع المنتخب الأرجنتيني لأدوار خروج الخاسر في النسخة الحالية.
ويُعتبر الحارس الراحل أميريكو تيسوريير صاحب دور فعّال في فوز منتخب الأرجنتين بأول لقبين لها في "كوبا أميركا" الأول في عام 1921 ثم نسخة 1925.
البرازيل
أنتجت البرازيل حراس مرمى أصحاب جودة عالية على مدار تاريخها الحافل بالألقاب والإنجازات في مختلف البطولات الكبرى، حيث تملك في صفوف لاعبيها حالياً اثنين من أفضل حراس المرمى في العالم، هما أليسون بيكر المحترف في صفوف ليفربول الإنكليزي، وإيدرسون حارس مانشستر سيتي، حيث فازا باللقب في نسخة 2019.
وبرز في قائمة أساطير حراس مرمى "السيليساو" جوليو سيزار، أسطورة نادي إنتر ميلان الإيطالي السابق، الذي قاد منتخب بلاده للفوز باللقب عام 2004، بالإضافة إلى ديدا الذي تألّق في مشوار البرازيل نحو حصد لقب نسخة 1999.
كما كان كلاوديو تافاريل، مدرب حراس مرمى منتخب البرازيل الحالي، أحد العناصر الأساسية التي ساهمت في تتويج السامبا بلقبي البطولة القارية عامي 1989 و1997.
كولومبيا
يعود الفضل في اللقب الوحيد الذي تُوّج به منتخب كولومبيا في تاريخ مشاركاته في "كوبا أميركا" إلى الحارس الأسطوري أوسكار كوردوبا، الذي قدّم نسخة تاريخية عام 2001، والتي استضافتها بلاده على ملاعبها، حيث لم يستقبل أي هدف في مشواره نحو الفوز بالبطولة.
وفي تاريخ المنتخب الكولومبي يتواجد العديد من الحراس المتألّقين الآخرين، في مقدمتهم رينيه هيغيتا الذي يُعتبر فريداً من نوعه، حيث اشتهر بحركاته الأكروباتية وتصدّي "العقرب"، لكن لم يحالفه الحظ في الفوز باللقب القاري، واكتفى بالحصول على المركز الثالث مع منتخب بلاده في نسختي 1993 و1995.
أوروغواي
ساهم العديد من حراس المرمى في صناعة تاريخ حافل لمنتخب أوروغواي في بطولة "كوبا أميركا"، حيث يتقاسم "السيليستي" صدارة الأكثر تتويجاً باللقب على مرّ العصور برصيد 15 لقباً بالتساوي مع منتخب الأرجنتين.
ويُعتبر الأوروغوياني كايتانو سابوريتي أحد أبرز أساطير حراسة المرمى في أميركا الجنوبية، حيث كان عنصراً أساسياً في الفوز بأول نسختين من بطولة "كوبا أميركا" عامي 1916 و1917، والتي كانت تُعرف آنذاك باسم بطولة أميركا الجنوبية لكرة القدم.
كما يملك حارس منتخب أوروغواي الراحل اندريس مازالي إنجازاً تاريخياً، بعدما حصد اللقب ثلاث مرّات مع منتخب بلاده في نسخ 1923، 1924، و1926.
تشيلي
ظهر العديد من الحراس البارزين في تاريخ منتخب تشيلي، يتقدّمهم المخضرم كلاوديو برافو الذي أصبح أكبر لاعب يخوض مباراة في بطولة "كوبا أميركا" خلال مشاركته في النسخة الحالية في عمر الـ41 عاماً، كما ساهم في فوز منتخب بلاده باللقب عامي 2015 و2016 على حساب الأرجنتين.
باراغواي
يُعتبر الحارس روبرتو فرنانديز أحد الأسباب الرئيسية في تتويج منتخب باراغواي بلقب "كوبا أميركا" في نسخة 1979 على حساب منتخب تشيلي، حيث يُعدّ أحد أفضل حراس المرمى في أميركا الجنوبية في الثمانينيات، وحفر اسمه ضمن أبرز نجوم البطولة القارية عبر التاريخ.