النهار

هولندا لتجنّب الصفعة من رومانيا ومواجهة مثيرة بين النمسا وتركيا
المصدر: النهار العربي
يسعى المنتخب الهولندي لتجنّب تلقّي صفعة من المنتخب الروماني والخروج المبكر من كأس الأمم الأوروبية 2024، عندما يتواجهان اليوم في الدور الـ16 على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ.
هولندا لتجنّب الصفعة من رومانيا ومواجهة مثيرة بين النمسا وتركيا
هولندا تريد تجنّب إضاعة الفرص السهلة أمام رومانيا. (أ ف ب)
A+   A-
مابيل حبيب

يسعى المنتخب الهولندي لتجنّب تلقّي صفعة من المنتخب الروماني والخروج المبكر من كأس الأمم الأوروبية 2024، عندما يتواجهان اليوم في الدور الـ16 على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ.

تاريخياً، تتفوّق "الطواحين الهولندية" على رومانيا في المواجهات المباشرة، إذ فاز المنتخب البرتقالي في 10 من 14 مباراة جرت بينهما، لكن رومانيا تصدّرت مجموعتها في يورو 2024 أمام منتخبات بلجيكا وسلوفاكيا وأوكرانيا، بينما حلّت هولندا ثالثة خلف النمسا وفرنسا في المجموعة الرابعة.

لم يقدّم المنتخب الهولندي حتى اللحظة أداءً يرشحه ليكون بين الفرق القادرة على حصد اللقب هذا العام، حيث حقق فوزاً صعباً على بولندا، وتعادل مع فرنسا وسقط أمام النمسا.

مشكلة هولندا في مختلف الخطوط. ففي الخط الدفاعي، يبرز لاعب صلب وواحد من أفضل المدافعين في العالم، ألا وهو القائد فرجيل فان دايك، لكن وحده لا يمكنه إيقاف كل الهفوات الدفاعية التي ظهرت مرّات عدة في دور المجموعات، وكلّفت الفريق هدفاً عكسياً أماما النمسا.

الجبهة اليسرى في هولندا ممتازة مع فان دايك ونيثان آكي، لكن الجبهة اليمنى تعاني مع ستيفان دي فراي ودنزل دومفريس أو لوتشاريل غيرترويدا الذي كان أساسياً أمام النمسا.

أما خط الوسط، فأكثر سوءاً، حيث يترك المنتخب الهولندي الكثير من الفراغات، ويفتح المساحات أمام الخصم، ما يؤدّي إلى سهولة الوصول إلى مرماه وتلقّي الأهداف. مشكلة هولندا الأساسية أنها لا تمتلك لاعباً يحرّك اللعب في خط الوسط كما يجب، فتجد نفسها عاجزة أحياناً عن الربط بين خطي الدفاع والهجوم.

أما الخط الأمامي، فهو قوي مع لاعبين مميّزين مثل ممفيس ديباي وتشافي سيمونز وكودي غاكبو، لكن مشكلتهم في إضاعة الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى، وهي مشكلة يجب أن تُعالج في أدوار خروج المغلوب، إذا ما أرادت هولندا الذهاب بعيداً في البطولة.

ما يشفع بالمدرّب رونالد كومان هو أنه وقع في المسار الأسهل، ولن يواجه منتخبات قوية ومرشحة قبل نصف النهائي أقلّه، لأنه في حال تخطّى عقبة المنتخب الروماني، فسيصطدم بالفائز بين النمسا وتركيا في ربع النهائي.

في المقابل، ظهر المنتخب الروماني قوياً في مباراته الأولى أمام أوكرانيا عندما تغلب عليها بثلاثية نظيفة، لكنه سقط في المباراة الثانية أمام بلجيكا، ثم تعادل أمام سلوفاكيا.

أفضلية منتخب هولندا واضحة منطقياً على رومانيا، لكن الأخير لن يكون خصماً سهلاً أبداً في الدور الـ16، خصوصاً أنّ أخطاء هولندا كثيرة ومن الممكن أن يشكّل عائقاً كبيراً أمامها.

"الحصان الأسود" بين النمسا وتركيا
على ملعب لايبزيغ، ستتجّه الأنظار إلى مواجهة مثيرة بين النمسا وتركيا في الدور الـ16. هذا اللقاء، رغم أنه ليس قمّة بالنسبة إلى عشاق كرة القدم، لكنه سيكون قمّة على أرض الملعب، نظراً لما يقدّمه المنتخبان في يورو 2024.

ظهرت النمسا بقيادة المدرّب رالف رانغنيك من المنتخبات القادرة على الذهاب بعيداً في المسابقة. وتواجدها في المسار الأسهل سيُحفزها أكثر للقتال على مكان في الأدوار المتقدّمة، ولِمَ لا تحقيق المفاجأة وبلوغ النهائي.

تمتلك النمسا تشكيلة من اللاعبين المميّزين، على رأسهم المتألق مارسيل سابيتزر الذي يجيد اللعب في مختلف المراكز، ويساعد فريقه في الخروج بالكرة والتقدّم إلى الأمام بسلاسة وذكاء. سابيتزر وجد نفسه بشكل كبير هذا الموسم مع ناديه بوروسيا دورتموند، وأكمل هذا التألق مع منتخب بلاده. بإمكان سابيتزر التنقل بين الخطوط والتكيّف مع أساليب لعب مختلفة. فهو قادر على استلام زمام المبادرة في خط الوسط وتأمين الكرة بين خطي الدفاع والهجوم والاعتماد على التمريرات القصيرة، كما يمكنه أيضاً التواجد على الأطراف ولعب العرضيات بشكل مميّز لإيصال الكرة إلى منطقة جزاء الخصم. هذا التنوّع بأسلوب اللعب جعله قادراً على خلق المساحات لزملائه، وزيادة عدد الفرص والمحاولات لتسجيل الأهداف.

استحقت النمسا خطف صدارة مجموعتها، بعد فوزها على بولندا وهولندا وخسارتها أمام فرنسا بهدف عكسي.

أما تركيا، فتتطلع بقيادة الشاب أراد غولر لإيقاف حماس النمسا والذهاب أبعد من الدور الـ16. لكن مهمتها معقّدة، إذ انتظر منها الجميع أداءً أفضل في دور المجموعات، رغم فوزها بمباراتين (أمام جورجيا وجمهورية التشيك) وخسارتها مباراة أمام البرتغال.

تركيا قدّمت أداءً مميّزاً في مباراتها الأولى أمام جورجيا، لكنها تلقّت ضربة قوية أمام البرتغال بثلاثية نظيفة، وبدت عاجزة عن تدارك الموقف أمامها. أما بمواجهة تشيكيا، فشكّلت الأخيرة خطراً أكبر على المرمى التركي، لكن الهدف القاتل في اللحظات الأخيرة أهدى تركيا الفوز والنقاط الثلاث في اللقاء.

تعوّل تركيا في تشكيلتها على لاعب ريال مدريد الشاب أردا غولر، بالإضافة إلى القائد في خط الوسط هاكان تشالهان أوغلو والجناح المميّز كينان يلدز.

هذه المواجهة ستكون لها حسابات كثيرة في معركة التأهل إلى ربع النهائي، لكن المنتخبين قادران على تحقيق المفاجأة وبلوغ نصف النهائي، في حال لقاء هولندا أو رومانيا في الدور المقبل.

اقرأ في النهار Premium