سيد محمد
يبدو أن النجم الإنكليزي جود بيلينغهام نقل معه الحمض النووي الخاص به في ريال مدريد إلى منتخب الأسود الثلاثة في بطولة يورو 2024، بعدما واصل هوايته المفضّلة في تسجيل الأهداف بعد الدقيقة 90، ليقود الإنكليز إلى الدور ربع النهائي بعد الفوز 2-1 في مباراة غاية الصعوية ضدّ سلوفاكيا.
وقبل أن يسجّل بيلينغهام هدفه القاتل، واجه العديد من الانتقادات في بطولة كأس أمم أوروبا 2024، لكن نجم ريال مدريد ظهر عندما كان المنتخب الإنكليزي يحتاجه، وكان على وشك الخروج من مباراة دور الـ16 أمام سلوفاكيا.
في الدقيقة الخامسة من الدقائق الست المضافة (وقت بدل من الضائع) تسلّم لاعب ريال مدريد الكرة في منطقة الجزاء ليسجّل ركلة مقصية غير عادية، وهو الهدف الذي منع وصيف بطل أوروبا من الخروج المبكر، ثم في الوقت الإضافي، أكمل هاري كاين العودة برأسية مميزة، وأصبحت النتيجة 2-1 لينتهي اللقاء المثير على ملعب شالكه في غيلسنكيرشن.
بيلينغهام يواصل هوايته المفضلة
ونظراً لأهمية الهدف وجماله، يعدّ مرشحًا جدّيًا ليتمّ اختياره كأفضل هدف في يورو 2024، وهو الهدف الذي واصل من خلاله لاعب ريال مدريد هوايته المفضّلة بتسجيل الأهداف +90 الذي اعتاد عليها مع ريال مدريد الاسباني، وأنقذ الفريق الملكي في العديد من المباريات في الموسم المنقضي، وهو موسمه الأول في نادي العاصمة الإسبانية.
وفي إحصائية نشرتها شبكة "أوبتا"، سجّل جود بيلينغهام 6 أهداف في الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الثاني فقط خلال موسم 2023/24 المنقضي (4 لريال مدريد و2 لإنكلترا)، وجميع تلك الأهداف المذكورة كانت أهداف تقدّم بالنتيجة أو تعادل.
وتوضح هذه الإحصائية مدى أهمية جود بيلينغهام في الأوقات الحاسمة من المباريات، والتي دائمًا ما يظهر فيها، بخاصة في المباريات الكبيرة الذي يحتاجه فيها فريقه أو منتخب بلاده.
ساوثغيت يحتفظ به رغم الانتقادات
حاول بيلينغهام في المباراة ضدّ سلوفاكيا منذ البداية أن يلعب بشكل أكبر في مركز خط الوسط، حيث لا يشعر بالراحة التامة في خطة المدرب غاريث ساوثغيت عندما يتقدّم للأمام، لكن المدرب الإنكليزي الذي يتعرّض لإنتقادات عنيفة، حافظ على ثقته به حتى بعد أن طالبت صحيفة "غارديان" بإبقائه على مقاعد البدلاء، بعدما رأت أن هذا من شأنه أن يحلّ بعض المشكلات.
لكن اللاعبين العظماء دائماً ما يظهرون في اللحظات الحاسمة؛ وكان بيلينغهام مرّة أخرى هو الفارس المنتظر، ففي ريال مدريد تألّق كثيراً وزاد من إنتاجه التهديفي المذهل، على الرغم من حقيقة أن كارلو أنشيلوتي كان يضعه في المركز رقم 10، وهو مركز جديد بالنسبة للاعب.
بيلينغهام كانت جميع أهدافه مهمّة لريال مدريد في الموسم المنقضي، حيث سجّل 19 هدفاً، بما في ذلك 3 في الكلاسيكو ضدّ برشلونة، و2 في مونتغويك (1-2) والنهائي 3-2 في الوقت الإضافي في برنابيو، وقاد فريقه ليحسم لقب الدوري.
بيلينغهام يعتبره أفضل أهدافه
وأعرب جود بيلينغهام عن سعادته بعد تسجيله هدف التعادل أمام سلوفاكيا، قبل "20 أو 30 ثانية متبقية" من النهاية، مشيراً إلى إنها لحظة رائعة، على الرغم من اعترافه بأن قيمة هذا الهدف ستتحدّد بناءً على ما إذا كان منتخب بلاده هو بطل البطولة.
ويقول بيلينغهام: "كانت هناك 20 أو 30 ثانية متبقية حتى نخرج من كأس أوروبا، وانظر إلى مزاجنا الآن، هناك فرق كبير، وما يمكن أن يعنيه ذلك للفريق في المستقبل، إنها لحظة رائعة، ولكن هناك الكثير". وواصل: "سنعرف إذا فزنا بالكأس في الأسبوعين المقبلين مدى أهمية هذا الهدف".
وتابع لاعب ريال مدريد: "إنه أحد الأهداف الأكثر أهمية. هناك بعض الأهداف الجيدة، والتي تعني الكثير بالنسبة لي شخصياً، كان هذا الهدف مهمّاً للغاية، إنه من بين الأهداف الأكثر أهمية". وأضاف أن اللعب لمنتخب إنكلترا "أمر رائع، لكنه يمثل أيضاً الكثير من الضغط".
وأشار بيلينغهام إلى أن "التواجد في الملعب وتسجيل الأهداف هو بمثابة تحرّر بالنسبة لي، إنها لحظة سعيدة للغاية".
ولم يكن بيلينغهام سعيداً أثناء احتفاله بالهدف الغالي الذي سجّله في شباك سلوفاكيا، وبدا غاضباً أثناء احتفاله بالهدف، إذ لم تظهر أي ابتسامة على وجهه أثناء الاحتفال، واكتفى بنظرة تحدٍ واضحة، مع الصراخ بعبارة "من أيضاً؟".