لويس دي لا فوينتي. (أ ف ب)
رأى مدرّب المنتخب الإسباني لكرة القدم لويس دي لا فوينتي أنّ النتيجة التي فاز بها فريقه على جورجيا 4-1 أمس الأحد في ثمن نهائي كأس أوروبا ألمانيا 2024، خادعة لأنه "كان بإمكاننا الفوز 9-1".
وتقدّمت جورجيا، التي حققت مفاجأة ببلوغها ثمن النهائي في أوّل مشاركة لها في بطولة كبرى، عبر النيران الصديقة بعدما سجل روبان لو نورمان عن طريق الخطأ في مرمى فريقه (18)، قبل أن يرد "لا روخا" برباعية تناوب عليها رودري (39)، فابيان رويس (51)، نيكو وليامز (75) وداني أولمو (83).
وتلعب إسبانيا الجمعة المقبل في شتوتغارت مع صاحبة الأرض ألمانيا التي أقصت الدنمارك 2-0 في دورتموند.
وصرّح دي لا فوينتي بعد اللقاء للتلفزيون الإسباني: "نحن سعداء جداً لأننا نعرف ما يتطلبه الأمر للتواجد هنا، وهذا ما ظهر من خلال ما مرّت به المنتخبات الأخرى"، في إشارة على الأرجح إلى خروج إيطاليا حاملة اللقب من ثمن النهائي على يد سويسرا (0-2) وتخلف إنكلترا الأحد أمام سلوفاكيا حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع قبل أن تدرك التعادل بفضل جود بيلينغهام ثم تحسم المواجهة 2-1 بعد التمديد.
واعتبر دي لا فوينتي أنّ الأداء الذي قدّمه "لا روخا" ضد جورجيا كان يخوّله تحقيق انتصار كاسح وأنّ النتيجة النهائية "كانت خادعة لأنه كان من الممكن أن تكون 8-1 أو 9-1... لم يتمكنوا (جورجيا) من تسديد أي كرة على المرمى فيما نجحنا نحن في التسجيل، وبالتالي نحن سعداء للغاية".
وستكون موقعة الجمعة مع البلد المضيف مواجهة بين المنتخبين الأكثر فوزاً باللقب القاري، بواقع ثلاثة ألقاب لكل منهما.
وكانت ألمانيا بوابة عبور إسبانيا إلى لقبها القاري الثاني عام 2008 حين تغلبت عليها بهدف وحيد لفرناندو توريس في النهائي، ثم إلى لقبها العالمي الأوّل والوحيد عام 2010 حين تخطتها في نصف النهائي بهدف وحيد أيضاً سجله كارليس بويول.
ولن ينسى الألمان ما حصل معهم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 حين تلقوا هزيمة مذلة بسداسية نظيفة أمام "لا روخا" في دور المجموعات لدوري الأمم الأوروبية، كانت الأسوأ لهم منذ أيار (مايو) 1931 حين سقطوا على أرضهم أمام الجار النمسوي بالنتيجة ذاتها.
"التفاصيل ستحسم الأمور"
تواجه بعدها المنتخبان في مونديال قطر 2022 حين تعادلا 1-1 في نتيجة ساهمت بخروج "دي مانشافت" من الباب الصغير بعدما حل ثالثاً في المجموعة الخامسة خلف اليابان و"لا روخا".
وتوقع دي لا فوينتي مباراة متقاربة أمام الفريق المضيف في شتوتغارت، مضيفاً: "ألمانيا فريق عظيم يضم أفراداً رائعين على مستوى مرتفع، بين الأفضل في العالم. إنهم منظمون ومنضبطون جيّداً، لكن سيكون أمامهم فريق مشابه جداً يتمتع بالكثير من الالتزام والتنظيم ويُصعب الفوز عليه. فريق متعطش وطموح جداً".
وتابع: "ستكون مباراة متوازنة جداً. وعلى هذا المستوى، التفاصيل هي التي ستحسم الأمور لصالح فريق على حساب الآخر. علينا أن نواصل العمل الذي نقوم به وأن نواصل التركيز على نقاط قوّتنا والتحسن. نحن لسنا مثاليين".
وأشاد دي لا فوينتي، الذي قاد إسبانيا العام الماضي إلى لقب دوري الأمم الأوروبية في أوّل تتويج لها منذ كأس أوروبا 2012، بلاعبيه بعدما حافظوا على رباطة جأشهم رغم تخلفهم، وواصلوا محاصرتهم للجورجيين في لقاء سدّدوا خلاله 35 مرّة على المرمى، مقابل 4 محاولات فقط للمنافس.
وبدا دي لا فوينتي واثقاً بقدرات فريقه لدرجة القول: "لا أريد الإساءة إلى أحد، لكنني أعتقد أننا نملك أفضل فريق وأفضل اللاعبين. هل يعني ذلك أننا سنفوز (بالبطولة)؟ كلا، لكننا سنقاتل من أجل ذلك".
ورأى أنّ ما قدّمه فريقه حتى الآن "لا يضمن أي شيء ونحن نعلم ذلك. لكن لدينا قوّة كروية بفضل الموهبة والجودة والالتزام... وهذا شيء مهم جداً".
وواصل لامين يامال، الذي يحتفل في 13 الحالي بميلاده السابع عشر، تألقه في هذه النهائيات حيث فرض نفسه من أبرز نجومها، لكن دي لا فوينتي وجد أنه ما زال بحاجة إلى الكثير من التحسن، قائلاً: "قدّم مباراة رائعة لكن كان بإمكانه تقديم أداء أفضل بكثير والتروي في بعض اللحظات. يجب أن ندعوه للتحلي بمزيد من الهدوء".
واستطرد: "لكنه يبلغ من العمر 16 عاماً وهو في فترة تعلم، وهذه المباراة ستساعده في ذلك. إنه محظوظ لأنه يعيش هذه المرحلة في هذا العمر الصغير، وهو محاط بلاعبين رائعين يساعدونه كثيراً".