هاني سكر
تأهل منتخب فرنسا لربع نهائي أمم أوروبا محمَّلاً بسيل من الانتقادات نتيجة استمرار إحصائياته السلبية، فخلال 4 مباريات سجل الفرنسيون 3 أهداف 2 منها جاءت بشكل عكسي وهدف من ركلة جزاء، ولو أنهم بالمقابل تلقوا هدفاً وحيداً أيضاً كان من ركلة جزاء خلال لقاء بولندا ليكونوا أصحاب الإحصائية الأغرب ربما في اليورو الحالي.
وبالوقت الذي يسهل فيه انتقاد ديشامب، كونه يملك تشكيلة ذهبية، وكونه اعتاد على عدم تقديم متعة هجومية بالبطولات السابقة، فإن هناك وقائع لا يمكن تجاهلها بمباريات المنتخب الفرنسي وتحكي لنا عن خلل كبير يصيب المنتخب حتى الآن.
خلال 4 مباريات لعب غريزمان 299 دقيقة موزعة على 3 مشاركات كأساسي وواحدة كبديل ضد بولندا، وشارك ماركوس تورام أساسياً في 3، لكن كلا المهاجمين لم يتمكنا من المساهمة بأي هدف لا بالصناعة ولا التسجيل، وحال مبابي ليس أفضل بكثير فهدفه الوحيد كان من ركلة جزاء، ويبدو أن ما قاله له ليفاندوفسكي بأن الرؤية لن تكون سهلة بالقناع ربما حدث فعلاً، وتسديداته الخمس بلقاء بلجيكا كانت دليلاً جيداً حيث اصطدمت واحدة منها فقط بالدفاع وذهبت 4 خارج المرمى ولم يتمكن من توجيه أي كرة نحو مرمى كاستيلز.
وضعف التهديف الذي يصيب مبابي يلخص حال الفرنسيين الذين سددوا 19 مرة بلقاء الدور الثاني، 13 منها من داخل منطقة الجزاء، لكن رغم ذلك كانت حصيلة المحاولات على المرمى هي 2 فقط وحصيلة الأهداف المتوقعة هي 1.02 وهذه أرقام منخفضة جداً قياساً لعدد المحاولات.
يملك الفرنسيون خامس أعلى معدل تسديد بالبطولة "16.8" خلف إسبانيا "20.5" وألمانيا "18" والبرتغال "17.7" وتركيا "17" لكن رغم ذلك سجل الفرنسيون ما يقل عن ثلث أهداف إسبانيا أو ألمانيا، وحتى الآن مازال عدد أهدافهم أقل من منتخب جورجيا "5 أهداف" الذي يمتلك ثاني أضعف معدل تسديد بالبطولة "7.5".
يبدو ديشامب مطمئناً تماماً لدفاع فريقه بوجود صليبا الذي يقدم بطولة ممتازة حتى الآن الذي لم يكتفي بإبعاد 4 كرات خلال لقاء بلجيكا بل أيضاً قدم 64 تمريرة صحيحة من أصل 66 محاولة، إضافة لتميز مايك ماينان الذي أنقذ مرمى فريقه 3 مرات، وليس من المبالغة القول أن تميز هذا الثنائي كان السبب لألا يعاقب الفرنسيون على الرعونة التي حضرت في الأمام.
يلعب ديشامب بأسلوب فيه بعض التحفظ، فضد بلجيكا شاهدنا تشواميني ورابيو وكانتي أصحاب الأدوار المتشابهة منذ البداية، وأمامهم غريزمان البعيد عن مستواه بهذه البطولة، وزاد هذا من الصعوبات التي يعيشها الفرنسيون بالوقت الذي يملك فيه المدرب أسماءً قادرة على زيادة سرعة الفريق مثل الموهبة الرائعة باركولا لكنه بقي وفياً للأسماء التقليدية.
يحتاج ديشامب للتفكير بحلول أكثر والتخلي عن مفاتيحه التقليدية، لأن المباريات القادمة ستكون أكثر صعوبة وسيكون من الصعب على ماينان أن ينجي الفريق من عقوبة إهدار الفرص وإلا فإن الحلم الأوروبي سيتبخر من جديد!