النهار

مسار الحلم الجديد: الرباعي الباحث عن مقعد في النهائي
المصدر: النهار العربي
في الوقت الذي يتواجد فيه 4 أبطال سابقين "ألمانيا- إسبانيا- فرنسا- البرتغال" بمسار واحد نحو نهائي أمم أوروبا، فإن المسار الثاني يمكن تسميته بمسار الحالمين.
مسار الحلم الجديد: الرباعي الباحث عن مقعد في النهائي
من لقاء تركيا وهولندا بتصفيات كأس العالم 2022. (إكس)
A+   A-
هاني سكر

في الوقت الذي يتواجد فيه 4 أبطال سابقين "ألمانيا- إسبانيا- فرنسا- البرتغال" بمسار واحد نحو نهائي أمم أوروبا، فإن المسار الثاني يمكن تسميته بمسار الحالمين. فحصيلة ما حققته المنتخبات الأربعة الموجودة في هذا المسار هو لقب واحد عن طريق هولندا في 1988، في الوقت الذي ما زال فيه الإنكليز يبحثون عن كسر عقدة البطولة التي وصلوا فيها إلى النهائي للمرّة الأولى في النسخة السابقة، قبل أن تضيع فرصة تحقيق اللقب أمام إيطاليا، كما يريد الأتراك الوصول لنصف النهائي للمرّة الثانية بتاريخهم بعد نسخة 2008 التي انتهت رحلتهم فيها أمام ألمانيا بالمربع الذهبي، أما سويسرا فتبحث عن بلوغ نصف نهائي بطولة كبرى للمرّة الأولى بتاريخها.

رحلة السويسريين لمربع الكبار تمرّ بعقبة المنتخب الأغلى من حيث القيمة السوقية في البطولة، فبعد أن أقصى لاعبو مورات ياكين حامل اللقب إيطاليا، سيكون عليهم إقصاء وصيفه إنكلترا السبت، في حال أرادوا الذهاب لنصف النهائي، ومسار المواجهات الأخيرة بين المنتخبين تمنح "الأسود الثلاثة" أفضلية واضحة، مع فوزهم في آخر 5 مواجهات جمعت المنتخبين، وعدم تعرّضهم لأي هزيمة في آخر 13 مباراة، حيث يعود تاريخ آخر فوز سويسري إلى تصفيات كأس العالم 1982، وهو واحد من 3 انتصارات سويسرية مقابل 19 فوزاً إنكليزياً و5 تعادلات.

تأهّل الإنكليز لربع النهائي جاء بفضل هدف إنقاذ من بيلينغهام في الدقيقة "90+5" بلقاء سلوفاكيا، قبل أن يسجّل كين هدف الفوز في الأشواط الإضافية، وما زال هذا الثنائي يمثل أفضل المخيبين في المنتخب، حيث سجّل كل منهما هدفين موقعين على الأهداف الأربعة للمنتخب بالبطولة حتى الآن بحصيلة 2 لكل منهما، في الوقت الذي فشل فيه لاعبون مثل فودين وساكا بالمساهمة بأي هدف، والمشكلة الأساسية هي أن المنتخب لم يُظهر أنيابه ولم يسيطر في المباريات الماضية، بل بدا ثقيلاً في الملعب معظم الأوقات، ويسهل السيطرة على الكرة أمامه كما فعل منتخبا صربيا، خلال الشوط الثاني، والدنمارك. وبهذه الناحية تحديداً يمكن لمنتخب سويسرا أن يصنع الكثير من الخطورة، فضدّ إيطاليا بدا حامل اللقب مشلولاً وغير قادر على إخراج الكرة من نصف ملعبه بسبب الضغط السويسري، ليكتفي بتسديدة وحيدة خلال 45 دقيقة، ولو أن الفارق هنا يكمن بامتلاك الإنكليز لمدافعين مثل ستونز ووكر، الذين اعتادوا على بناء اللعب بجودة عالية كما يفعلون عادة مع مانشستر سيتي، وأمام إيمبولو وأبيشير سيكون الاختبار الحقيقي لمنظومة ساوثغيت وقدرته على استغلال قدرات مدافعيه بالخروج من الضغط.

قدّم السويسريون أوراق اعتمادهم أمام ألمانيا وإيطاليا مستغلين وجود ثلاثي دفاعي خبير أمام الحارس والقائد يان سومر، وبالوسط يحمل شاكا دور القائد الحقيقي الذي يتدخّل ببناء كل هجمة ويساهم في تنظيم فريقه، لكنه في المقابل سيواجه ديكلان رايس الذي تزامن وصوله لأرسنال مع رحيل شاكا عن ليفركوزن، بالتالي قد يكون تألقه في هذه المباراة بمثابة شيء من ردّ الاعتبار بالنسبة له.

في اللقاء الآخر، يواجه الهولنديون تركيا، وللمفارقة فإن ثالث المجموعة الرابعة يجد نفسه بهذا الدور ليواجه من أقصى متصدّر مجموعته النمسا، وممكن توقع لقاء ناري سلفاً بين الطرفين، كون مواجهاتهما لطالما تركت هامشاً للمفاجأة، ففي تصفيات مونديال 2022 فاز الأتراك بنتيجة 4-2 ذهاباً ثم خسروا إياباً بـ6 أهداف لهدف، وبالحصيلة فاز الهولنديون 6 مرّات مقابل 4 تعادلات و4 هزائم، ولو أنّها المرّة الأولى التي يلتقيان فيها في بطولة كبرى.

رحلة مونتيلا مع منتخب تركيا كانت مليئة بالمطبات، فقبل البطولة لم ينجح في الفوز بأي من مبارياته الخمس الأخيرة، لكن وجد برصيده 3 انتصارات بعد 4 مباريات في البطولة، وخسارته الوحيدة كانت بثلاثية من تركيا بلقاء بدا فيه أن مونتيلا قد تعلّم الكثير بعد أن اختار وضع الشابين غولر ويلماز ضدّ "برازيل أوروبا"، لكنه لتعديل شكل فريقه ليبدأ بنجميه الشابين ضدّ النمسا بمباراة لعب فيها التوفيق دوراً كبيراً في إنقاذ مرمى الأتراك من فرص كثيرة، لكنهم في النهاية تمكنوا من خطف لقب "الحصان الأسود" من المرشح الأبرز لنيله.

من جانبه، لا يبدو أن كومان قد وجد الثبات بمستوى فريقه حتى الآن، فضدّ رومانيا فاز الفريق بثلاثية، واستفاد من تألق غاكبو الذي سجّل الهدف الأول وصنع الثاني، إضافة لسيمونز الذي صنع هدفين، ومالين الذي سجّل هدفين بعد مشاركته بديلاً، فاتحاً المجال لكومان لإعادة ترتيب الأوراق، بخاصة أنه يواصل التغيير باستمرار بمركز الجناح الأيمن، حيث شارك فريمبونغ بهذا المركز ضدّ فرنسا، ومالين ضدّ النمسا، وبيرخفاين ضدّ رومانيا، وبالوقت الذي افتقد فيه الفريق لخدمات دي يونغ في البطولة، فإن نجم وسط آيندهوفن شوتين، إضافة لثنائية فان دايك ودي فري التي جعلت دي ليخت حبيس الدكة منذ بداية البطولة وحتى الآن.

حلم واحد لأربعة منتخبات، وفي النهاية سيكون الوصول للنهائي أمراً تاريخياً لأي منهم، لينتظر بعدها ما يمكن أن يحدث في 90 دقيقة ضدّ أحد أفراد مسار الأبطال.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium