الحارس السويسري يان سومر. (أ ف ب)
لمدة عشر سنوات، وضعت سويسرا مصيرها بين يدي يان سومر، حارس المرمى الكامل في الملعب و"السيّد المثالي" خارج الملعب، والمتوقّع أن يكون في مقدّمة التشكيلة السبت ضد إنكلترا في دوسلدورف في ربع نهائي كأس أوروبا لكرة القدم 2024.
نتذكر صيف 2021... الحارس ذو الشعر البنّي الطويل والعقال الأسود أصبح تجسيداً للكابوس الفرنسي في ثمن النهائي (أمم أوروبا) بعد صدّه ركلة ترجيحية للنجم كيليان مبابي.
لا يزال حارس مرمى إنتر الإيطالي الذي اقترب من مباراته المئة مع منتخب "ناتي" (93 مباراة دولية)، يقود في سن الخامسة والثلاثين دفاعاً يحفظه عن ظهر قلب، مع ريكاردو رودريغيز ومانويل أكانجي وفابيان شار كشركاء على المدى الطويل.
وفي ألمانيا، يعمل حراسه الشخصيون المخلصون (رودريغيز وأكانجي وشار) بشكل جيّد جداً، حتى أنه لم يضطر إلى بذل مجهودات كبيرة في الدفاع عن عرينه.
يقول السويسري تييري بارنيرات، خبير الاتحاد الدولي (فيفا) لشؤون حراسة المرمى: "حتى الآن، لم يكن لديه موقف تمكن فيه من التصدّي بشكل حاسم للكرة"، لكنه أوضح لوكالة فرانس برس أنه "يحتاج إلى ذلك ليدخل في غمار المنافسة في البطولة".
وأضاف الرجل الذي يعمل أيضاً كمحلل فيديو شخصي لحارس مرمى ريال مدريد الإسباني الدولي البلجيكي تيبو كورتوا: "ومع ذلك، لا يوجد خطر على مركزه"، في إشارة إلى التاريخ كون سومر أصبح أساسياً في تشكيلة سويسرا عقب الخسارة أمام إنكلترا بالذات (0-2) في أيلول (سبتمبر) 2014 عندما كان وقتها فلاديمير بيتكوفيتش على رأس إدارتها الفنية. ولم يتغيّر وضعه منذ ذلك الحين، على الرغم من المنافسة الناشئة من غريغور كوبيل.
من جهته، أشار لوران فافر، صحافي في جريدة "لوتان" السويسرية، إلى أنّ "النقاش موجود، لكن يتم التطرّق إليه قليلاً من قبل أولئك الذين لا يفهمون كيفية العمل في المنتخبات الوطنية، حيث القيم الأساسية هي: التكامل والثقة والانسجام بين اللاعبين".
"السيّد الرجل اللطيف"
بعد ما يقرب من عقد من الزمن في بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، ثم 6 أشهر قضاها مع الغريم بايرن ميونيخ، أبحر سومر الصيف الماضي إلى إنتر الذي فاز معه ببطولة إيطاليا في نهاية موسم ناجح.
وأكد بارنيرات بحماس: "عندما نرى ثباته هذا العام في إنتر، فهذا أمر لا يصدّق".
ويرى بارنيرات بشكل خاص تأثير جانلوكا سبينيلي، مدرّب حراس المرمى في إنتر الذي عمل في باريس سان جيرمان الفرنسي، "الرجل الاستثنائي، العاطفي جداً والذي يعتبر الجانب الإنساني هو أوّل شيء يجب إدارته والعمل عليه والعناية به".
ولفت إلى أنّ سومر كان بحاجة إليها بعد فترة "معقدة ذهنياً" في ميونيخ، حيث كان الضغط محسوساً "كل يوم" من دون هوادة.
ويشيد الخبير بصفات حارس المرمى السويسري سومر، فهو "هادئ للغاية، شديد التركيز"، ويشرح بإسهاب ما يجعله مرجعاً في سويسرا وخارجها.
وأوضح أنه يتميّز "بقراءة رائعة (للمباراة) وتوقيت جيّد للتدخل، مما يسمح له بقطع التمريرة قبل أن يتمكن المهاجم من متابعتها"، بطريقة حارس مرمى فرنسا وميلان الإيطالي مايك مينيان، مضيفاً: "في المواقف الفردية، لن يأتي أبداً، ولن يقدّم الحل".
وأردف: "باختصار، سلوكه التكتيكي - بما يتعلق بزاوية التسديد، والموقع في المساحة، والوضعية - يتكيّف دائماً مع وضع اللعب. إنه لا يخطئ أبداً في هذا الأمر".
ونوّه إلى أنّ "مشكلة يان هي حجمه"، حيث أنّ طوله البالغ 1.81 م يمنعه في بعض الأحيان من "رؤية الكرة عند انطلاقتها إذا كان هناك شخص أمامه".
يستفيد الحارس الذي قدّم مستوى بطولي في كأس أوروبا 2021، في سويسرا من الصورة الجيّدة في البلاد. ويقول لوران فافر: "إنه يشبه إلى حد ما الشخص الذي حلّ محل (لاعب كرة المضرب) روجيه فيدرر، ليس من حيث النتائج لأنّ المتزلج ماركو أوديرمات هو المتفوّق، ولكن من حيث "السيّد اللطيف"، السيّد المثالي".
من جهته، يعتبر رئيس قسم الرياضة في جريدة "لوتان" أنه "لا توجد مشكلة معه أبداً، إنه ودود دائماً، ويتحدّث كل اللغات الوطنية"، متابعاً: "في أوقات فراغه، يعزف على القيثارة، ويطبخ مع بناته. إنه سلس بعض الشيء، لكنه مثالي".