داني أولمو. (أ ف ب)
علاء علي
إشادة كبيرة يحظى بها نجوم كرة القدم في صفوف المنتخب الإسباني بسبب الأداء الرائع في يورو 2024 حتى الآن، وهو ما نتج عنه بلوغ الدور نصف النهائي من المسابقة، بل وتقديم كرة قدم وُصفت بالأمتع من الناحية الفنية.
من دون شك فإنّ الجميع، مع أي فوز لمنتخب "لا روخا"، يتجهون فوراً للإشادة بما قدمه الشاب المهاري لامين يامال، لا سيما مع صغر سن اللاعب ومهاراته الرائعة وانطلاقاته السريعة، وهناك من تعاطف معه كونه اصطحب معه إلى ألمانيا واجباته الدراسية.
الأمر نفسه ينطبق على الجناح الأيسر البالغ من العمر 21 عاماً، وهو لاعب أتلتيك بلباو نيكو ويليامز، اللاعب المطلوب بقوة من قبل العديد من الأندية الأوروبية الكبرى مثل برشلونة ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأرسنال وتشيلسي. كل تلك الأندية تخطط لكسر عقده مع الفريق الباسكي والفوز بخدماته وتعزيز صفوفها بشكل قوي في فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
تجاهل كبير
نعم، يستحق كل من ويليامز ويامال الكثير من المديح بسبب ما يقدمانه مع "الماتادور" في النسخة الحالية من يورو 2024، لكن هناك شخصاً يصنع الفارق بجودة عالية وكان له دور بارز في تخطي منتخب بلاده عقبة صاحب الأرض منتخب ألمانيا في الدور ربع النهائي، وهو المهاري داني أولمو.
أولمو هو من سجل الهدف الأول في مرمى مانويل نوير وساهم بتمريرة سحرية في صناعة الهدف الثاني للبديل ميرينو، وهو اللاعب الذي يعد بمثابة محطة للاعبي المنتخب الإسباني بسبب ما يمتلكه من مهارات في تسلّم وتسليم الكرة والتمرير الدقيق والهدوء.
لاعب لايبزيغ الألماني هو من خريجي مدرسة "لامسيا" في برشلونة، وهي المكان الذي عرف في العالم بما يقدمه من جواهر كروية باستمرار على غرار ليونيل ميسي وأندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز ونخبة من ألمع النجوم.
ما يميز أولمو البالغ من العمر 26 عاماً هو أنه في 21 مباراة في الدوري الألماني مع فريقه سجل 5 أهداف فقط، بينما في يورو 2024 مع منتخب إسبانيا ساهم في 4 أهداف بتسجيل هدفين وصناعة هدفين في 4 مباريات لعب فقط بواقع 265 دقيقة لعب.
ويبدو أن أولمو يشعر بالكثير من الثقة والراحة مع أسلوب المدرب دي لا فوينتي، وبالتواجد بجوار لاعبين بقيمة رودري وفابيان رويز في الوسط الدفاعي والثنائي نيكو ويليامز ولامين يامال في الوسط الهجومي، ليصبح في الوقت الحالي أحد أبرز النجوم المظلومين إعلامياً في بطولة يورو 2024 المقامة في ألمانيا.
أولمو شارك في 3 مباريات فقط في التشكيلة الأساسية لمنتخب إسبانيا في يورو 2024، ونجح في الفوز بجائزة رجل المباراة في مباراتين، وهو ما لم يتفوق عليه أي لاعب آخر في البطولة حتى الآن، لكن المدهش أن اللاعب لم يحقق جائزة رجل اللقاء سوى فقط في لقاء وحيد مع لايبزيغ الألماني في مختلف المسابقات في الموسم الحالي.
الحقيقة أن النسخة الحالية من أولمو تحت قيادة لا فوينتي هي نسخة سحرية تمتلك مهارة الاختراق والمراوغة وكذلك التمرير الدقيق بنسبة بلغت 81% نجاح، إلى جانب صناعة وتسجيل الأهداف بنسبة 4 مساهمات تهديفية في 3 مشاركات أساسية، وهو أمر مختلف تماماً عما يقدمه اللاعب في الدوري الألماني الموسم المنقضي.
وكان أولمو ارتبط بالعودة إلى صفوف برشلونة في صيف 2023، لكن النادي الكاتالوني لم ينجح في التوصل لاتفاق من الجانب المالي مع ناديه الألماني، وفي ظل معاناة "البلوغرانا" من الناحية المالية، اضطر خوان لابورتا رئيس النادي للبحث عن خيارات أخرى أقل تكلفة لتوفير الأموال.
أولمو وارتفاع القيمة التسويقية
بلغت القيمة التسويقية للاعب الوسط الإسباني الدولي في الوقت الحالي 50 مليون يورو بسبب ما يقدمه اللاعب من عطاء كبير في النسخة الحالية من يورو 2024.
وكان لايبزيغ يطلب الحصول على 15 مليون يورو فقط للموافقة على بيع اللاعب في صيف 2023، مما يعني أن ما يقدمه اللاعب في ألمانيا مع منتخب بلاده ساهم بشكل كبير في زيادة قيمته التسويقية. وتشير التقارير الصحافية أن هناك الكثير من الأندية باتت مهتمة بخدمات اللاعب رغم ما يحدث من ارتفاع لقيمته التسويقية في الفترة الماضية.
المؤكد أن أولمو وجد نفسه نفسياً وفنياً تحت قيادة المدرب دي لا فوينتي، وقدم عطاءً يستحق الإشادة به ليصبح حتى الآن أحد أبرز نجوم البطولة على غرار نجوم آخرين لا تتوقف الصحافة العالمية عن منحهم ما يستحقون من المديح.