مابيل حبيب
بلغ المنتخب الأرجنتيني بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي نصف نهائي بطولة "كوبا أميركا 2024"، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وعينه على تحقيق اللقب الثاني توالياً في المسابقة والـ16 في تاريخه.
قبل انطلاق البطولة، الجميع رشّح منتخب الأرجنتين لإحراز اللقب مجدداً هذا العام، نظراً للتشكيلة التي يمتلكها المدرّب ليونيل سكالوني، والثبات في المستوى مقارنةً ببقية المنتخبات المشاركة في "كوبا أميركا".
على أرض الواقع، لم تختلف الأمور كثيراً، حيث يقدّم منتخب "الألبي سيليستي" مستويات قوية، مُحققاً 3 انتصارات على كندا وتشيلي والبيرو في دور المجموعات، وتعادل أمام منتخب الإكوادور في ربع النهائي متفوّقاً عليه بركلات الترجيح.
صحيح أنّ ميسي بطل العالم و"كوبا أميركا" في نسختيهما الأخيرتين، لم يسجّل أي هدف بعد في النسخة الحالية، إلّا أنّ هناك من يقوم بهذه المهمّة على أكمل وجه، بدءاً من نجم إنتر ميلان لاوتارو مارتينيز الذي سجّل 4 أهداف في البطولة حتى الآن (في صدارة ترتيب الهدافين)، وصولاً إلى الحارس المتألق إيميليانو مارتينيز.
ميسي ليس سيئاً رغم صيامه عن التهديف في البطولة، بل على العكس، فقد منحه تطبيق "سوفاسكور" التقييم الأعلى بين زملائه، ما يؤكّد أهميته على أرض الملعب وهو في سن الـ37.
أما الحارس إيميليانو مارتينيز، فهو دائماً ما يتألق بقميص "التانغو"، ولا ننسى تصدّياته الخرافية في كأس العالم الأخيرة. والآن، لا يزال يقدّم هذا المستوى المميّز، إذ أنقذ الأرجنتين في ربع النهائي أمام الإكوادور، وتصدّى لركلتي جزاء متتاليتين، مانحاً منتخب بلاده العبور إلى نصف النهائي. واللافت أنّ مارتينيز "خبير" في ركلات الجزاء، حيث تعرّض لـ24 تسديدة من علامة الجزاء مع الأرجنتين و12 منها هزت مرماه بنسبة 50% فقط (تصدّى لـ9 ركلات، مقابل 2 خارج المرمى و1 في القائم).
لاوتارو مارتينيز الذي دائماً ما يُنتقد بإضاعة الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى، أثبت هذه المرّة أنه مهاجم لا يُستهان به في البطولات الكبرى، وقادر على قيادة منتخب بلاده إلى الأمجاد والألقاب.
كذلك، يتألّق في صفوف الأرجنتين ليساندرو مارتينيز وجوليان ألفاريز وألكسيس ماك أليستر وآنخيل دي ماريا، الذي مهما كبر في العمر يبقى جوهرة ثمينة يُعوّل عليها مع منتخب بلاده.
في المقابل، يبحث المنتخب الكندي عن تحقيق المفاجأة في مشاركته الأولى بكوبا أميركا، لكنّ المهمّة لن تكون سهلة إطلاقاً أمام الأرجنتين، الأمر الذي لا يؤكّده المنطق فحسب، بل أرض الواقع، إذ تواجها في دور المجموعات وفاز زملاء ميسي بثنائية نظيفة وبتفوّق واضح وكبير في الملعب.
لكنّ نجم بايرن ميونيخ، ألفونسو ديفيس، يأمل في تحقيق "معجزة" ما في المباراة، تذهب به إلى المباراة النهائية. ديفيس الذي تراجع مستواه بشكل ملحوظ هذا الموسم مع النادي البافاري، ليس الأفضل في منتخب بلاده أيضاً. إذ يتألق في كندا الحارس ماكسيم كريبو، والمدافعان أليستر جونستون وديريك كورنيليوس، بالإضافة إلى المهاجمين جوناثان ديفيد وجاكوب شافلبورغ.
فازت كندا بمباراة واحدة في طريقها إلى نصف النهائي أمام منتخب البيرو في دور المجموعات، وسقطت في فخ التعادل مرّتين أمام تشيلي في المجموعات أيضاً وفنزويلا في ربع النهائي، حيث تخطّت عقبتها بركلات الترجيح.
قمّة بين الأوروغواي وكولومبيا
من جهة أخرى، ينتظر الجميع المواجهة الكبيرة بين الأوروغواي، حاملة لقب "كوبا أميركا" 15 مرّة، ومنتخب كولومبيا الذي يبحث عن ثاني ألقابه في هذه المسابقة القارية.
فازت الأوروغواي بكل مبارياتها في دور المجموعات قبل بلوغ ربع النهائي، أمام بنما وبوليفيا والولايات المتحدة الأميركية، ثم تخطّت منتخب البرازيل بركلات الترجيح في ربع النهائي، في مباراة وصفت بـ"العنيفة" نظراً للتدخّلات الكثيرة التي حصلت بين الفريقين طوال دقائق اللقاء.
تعوّل الأوروغواي على نجمها في خط الوسط فيديريكو فالفيردي، بالإضافة إلى تألق لاعب الوسط الآخر ماكسيميليانو أراوخو والمدافع ماتياس أوليفيرا، ولا ننسى في الخط الهجومي داروين نونيز الذي سجّل هدفين في البطولة إلى جانب ماكسيميليانو أراوخو، وكذلك لاعب الوسط نيكولاس دو لا كروز.
تشكيلة الأوروغواي مدججة بالنجوم الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية الكبرى، وهم قادرون على قيادة منتخب بلادهم إلى اللقب والانفراد بصدارة ترتيب أبطال "كوبا أميركا" أمام الأرجنتين.
إلّا أنّ المهمّة ستكون معقّدة أمام كولومبيا التي تقدّم نسخة "محترمة" من المسابقة بقيادة المتألق خاميس رودريغيز الذي دائماً ما يظهر ويبدع بقميص منتخب بلاده.
سجّل خاميس رودريغيز هدفاً في البطولة وقدّم 5 تمريرات حاسمة، ليؤكّد مرّة جديدة أنه النجم الأوّل في كولومبيا مهما تراجع مستواه على مستوى الأندية. كما يبرز المهاجمان لويس دياز الذي سجّل هدفين وجون كوردوبا (هدفين وتمريرة حاسمة)، والمدافع دانيال نونيوز (هدفين وتمريرة حاسمة).
تمكنت كولومبيا من تحقيق الفوز بـ3 مباريات في طريقها إلى نصف النهائي، أمام الباراغواي وكوستاريكا في دور المجموعات وبنما في ربع النهائي، وتعادلت مرّة وحيدة أمام البرازيل في المجموعات.
هذه المباراة ستكون محتدمة ومرتقبة لأنها متكافئة جداً بين المنتخبين، واستحقا التواجد معاً في نصف نهائي المسابقة. وستتوجّه المعركة بشكل أساسي إلى المدرّبين مارسيلو بييلسا ونيستور لورينزو، لأنّ تفاصيل تكتيكية ستحسم المواجهة بينهما.