مباراة لا يمكن نسيانها بين ألمانيا وإيطاليا عام 2012. (إكس)
كانت مباريات نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية مليئة بالمنعطفات والتقلبات والدراما على مر السنين، بدءاً من أوّل مباراة في الدور نصف النهائي في عام 1960، حتى النسخ الأخيرة من البطولة، فدائماً ما تشهد تلك المباريات العديد من الأحداث المثيرة.
ومع اقترب مباراتي الدور نصف النهائي من بطولة يورو 2024، حيث تلعب فرنسا مع إسبانيا وإنكلترا مع هولندا، نرصد لكم المباريات الأبرز في نصف النهائي عبر التاريخ.
فرنسا 4-5 يوغوسلافيا (1960)
كانت المباراة الأولى على الإطلاق في نهائيات كأس الأمم الأوروبية مثيرة للغاية والتي جمعت فرنسا صاحبة الأرض مع يوغوسلافيا. كان الفريقان متعادلان 1-1، لكنّ فرانسوا هويت سجل ثنائية لـ"الديوك"، كما سجلت فرنسا ويوغوسلافيا في الدقيقتين 53 و54 وأصبحت النتيجة 4-2.
وبدا الأمر وكأنّ يوغوسلافيا قد هُزمت، ولكن بدلاً من ذلك، كانت المفاجأة في انتظار الفريق المضيف، حيث سجل ثلاثة أهداف في غضون خمس دقائق، لتكون أعلى مباراة في البطولة من حيث عدد الأهداف.
يوغوسلافيا 2-4 ألمانيا الغربية (1976)
كان حامل اللقب ألمانيا الغربية يتجه إلى الهزيمة في بلغراد حتى أجرى المدرّب هيلموت شون أحد أكثر التبديلات إلهاماً على الإطلاق، فقد نجح الثنائي دانيلو بوبيفودا ودراغان دغايتش في منح أصحاب الأرض التقدّم بهدفين نظيفين، بعد أن سجلت ألمانيا أوّلاً.
ولكن كل ذلك تغيّر عندما أشرك شون اللاعب غير الدولي ديتر مولر قبل 11 دقيقة من نهاية المباراة، فبلمسته الأولى للكرة، أرسل اللاعب الذي ظهر للمرّة الأولى في البطولة المباراة إلى الوقت الإضافي، ثم سجل هدفين آخرين ليقود فريقه للانتصار، كما سجل في المباراة النهائية عندما خسرت ألمانيا الغربية بركلات الترجيح أمام تشيكوسلوفاكيا.
فرنسا 3-2 البرتغال (1984)
بعد أن أخفق الفرنسيون في الوصول إلى النهائي في عام 1960، تمكنوا في النهاية من الوصول إلى النهائي الأوّل لهم بعد 24 عاماً. وبفضل تفوّقهم لفترات طويلة بفضل براعة ميشيل بلاتيني، تمكنوا من تسجيل الهدف الأوّل عن طريق جان فرانسوا دوميرج، وبدا أنهم على استعداد لتحقيق فوز سهل حتى سجل روي جورداو هدف التعادل في الدقيقة 74.
وسجل نفس اللاعب هدف التقدّم للبرتغال في الوقت الإضافي، لكنّ بلاتيني مرّر الكرة إلى دوميرجي ليعادل النتيجة، ثم سجل هدف الفوز بنفسه قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة ليشعل ستاد فيلودروم.
ألمانيا الغربية 1-2 هولندا (1988)
ربما يتذكر الناس هدفه المذهل في المباراة النهائية بشكل أفضل، لكنّ مباراة الدور نصف النهائي التي حسمها ماركو فان باستن كانت لها أهميتها الخاصة. ففي ظل تصميمهم على الانتقام من الهزيمة أمام غريمهم اللدود في نهائي كأس العالم لكرة القدم 1974، وجد المنتخب الهولندي نفسه يواجه هزيمة مؤلمة أخرى أمام "المانشافت" عندما سجل لوثار ماتيوس من ركلة جزاء في هامبورغ.
لكنّ "الطواحين" ردّوا بالتعادل عن طريق رونالد كومان، ومع اقتراب الوقت بدل من الضائع من نهايته، نجح فان باستن في تسجيل هدف دراماتيكي في اللحظات الأخيرة من المباراة.
ألمانيا 3-2 تركيا (2008)
وبعد أن أصبحت تركيا "سيّدة" الأهداف المتأخرة في البطولة التي أقيمت في النمسا وسويسرا، تذوّقت أخيراً طعم الخسارة القاتلة في مباراة كلاسيكية مثيرة. ورغم غياب عدد كبير من لاعبيها، تقدّم فريق فاتح تيريم للمرّة الأولى عن طريق أوغور بورال، لكنّ باستيان شفاينشتايغر أدرك التعادل بسرعة، ثم منح ميروسلاف كلوزه ألمانيا التقدّم قبل 11 دقيقة من نهاية المباراة.
وردّت تركيا بالتعادل عبر سميح شنترك، لكنّ الكلمة الأخيرة كانت لفيليب لام، الذي قتل المباراة بهدف مذهل في الدقيقة 90.
ألمانيا 1-2 إيطاليا (2012)
كان المنتخب الألماني قد تأهل بسهولة إلى الدور نصف النهائي بعد فوزه بكل مبارياته الأربع في بولندا وأوكرانيا، وكان لا بد من القيام بشيء خاص لوقف هذا العملاق، ثم جاء دور ماريو بالوتيلي، الذي سجل هدفه الأوّل في نصف نهائي بطولة أوروبا بضربة رأسية بعد تمريرة عرضية من أنطونيو كاسانو، ثم سجل الهدف الثاني في مرمى مانويل نوير في الدقيقة 36.
ولم تتمكن ألمانيا، التي حققت 15 انتصاراً متتالياً في مباريات تنافسية، من العودة إلى اللقاء، حيث منحها هدف مسعود أوزيل في الوقت المحتسب بدل الضائع الأمل القليل قبل انتهاء اللقاء.