النهار

بفضل الجيل الجديد... الأرجنتين لا تخشى اعتزال ميسي
المصدر: النهار العربي
أظهرت الأرجنتين في بطولة كوبا أميركا أنّ حقبة ما بعد ليونيل ميسي قد لا تكون مخيفة كما يعتقد البعض، لا سيما في ظل وجود جيل رائع يتمتع بثبات مستوى، بعد أن حصد لقب البطولة في النسخة الماضية ومن بعده لقب كأس العالم 2022 بقطر، لذا حتى في غياب الأيقونة الأرجنتينية، لا يظهر الـ"ألبي سيليستي" بمستوى سيئ كما كان في السابق.
بفضل الجيل الجديد... الأرجنتين لا تخشى اعتزال ميسي
لا خوف على الأرجنتين بعد حقبة ميسي. (أ ف ب)
A+   A-
أظهرت الأرجنتين في بطولة كوبا أميركا أنّ حقبة ما بعد ليونيل ميسي قد لا تكون مخيفة كما يعتقد البعض، لا سيما في ظل وجود جيل رائع يتمتع بثبات مستوى، بعد أن حصد لقب البطولة في النسخة الماضية ومن بعده لقب كأس العالم 2022 بقطر، لذا حتى في غياب الأيقونة الأرجنتينية، لا يظهر الـ"ألبي سيليستي" بمستوى سيئ كما كان في السابق.

قد يقول المتفائلون إنّ ليونيل ميسي سيشارك في كأس العالم 2026، ويقول آخرون إنّ بطولة كوبا أميركا هذه هي آخر بطولة كبيرة له مع الأرجنتين، لكن مهما حدث، فالحقيقة هي أنّ المنتخب الأرجنتيني يمر بالفعل بفترة مميّزة، حتى قبل أن يعلق الأسطورة رقم 10 حذاءه، ويبدو الأمر جيّداً.

الأرجنتين جيّدة بلا ميسي
كانت هناك فترة من الفترات بالنسبة إلى الأرجنتين حيث بدا أنّ كل شيء يعتمد على ميسي وحده. ورغم أنه بلا شك أفضل لاعب على أرض الملعب عندما يكون متاحاً، إلا أنّ الفريق كان يعاني كثيراً بغيابه. فقد وصلت الأرجنتين إلى 3 نهائيات في 3 سنوات (كأس العالم 2014 وكوبا أميركا 2015 و2016) بفضل ميسي، وتأهلت إلى كأس العالم 2018 بفضل قدراته العالمية.

خلال غالبية مسيرته مع المنتخب الوطني، لم يكن أمام الأرجنتين سوى بدائل قليلة، ومن المستحيل بالطبع أن يحل محله أحد، ولكن حتى التعديلات التكتيكية لتعويض غيابه لم تنجح، وكان السن مشكلة أخرى، فلم يكن هناك سوى عدد قليل للغاية من النجوم الصاعدين.

لكنّ الفوز بكأس كوبا أميركا 2021 وكأس العالم 2022 أظهرا شيئاً مختلفاً. فقد بدت الأرجنتين وكأنها فريق واحد وكان هناك شعور بأنّ هناك مجهودات وراء ذلك، وكان النهج دائماً هو تسهيل الأمر قدر الإمكان بالنسبة إليه للقيام بسحره، ولكن كان لا بد من وجود خطة بديلة.

في كأس العالم 2022، كان ميسي أفضل لاعب مع الأرجنتين، حيث سجل 7 أهداف، وصنع 3 أهداف، وسجل في كل ركلات الترجيح، لكنّ مساهمات الحارس العملاق إيميليانو مارتينيز أو جوليان ألفاريز كانت لا تقل أهمية.

وقد ظهرت هذه الديناميكية أيضاً في بطولة كوبا أميركا، فلم يسجل ميسي أي هدف حتى الآن قبل دخول الدور نصف النهائي، ولم يكن يلعب بشكل جيّد، وسواء كان ذلك بسبب العمر أو اللياقة البدنية، فإنّ الواقع هو أنّ اللاعب رقم 10 على الرغم من كونه اللاعب الأكثر ذكاءً في الملعب، إلا أنه لم يعد قادراً على مراوغة نصف الفريق المنافس.

ولهذا السبب، تحوّل الفريق إلى الخطة ب، مستفيداً من ثروة اللاعبين الممتازين الآخرين المتاحين، وحتى عندما غاب ميسي خلال مباراة البيرو في مرحلة المجموعات، بدا الفريق متماسكاً .

جيل جديد رائع
والآن، تمتلك الأرجنتين لاعبين من الطراز الأوّل في كل مركز، فبداية من الحارس "ديبو" الذي يجلب قيمة هائلة للفريق في حراسة المرمى؛ وهناك أيضاً ليساندرو مارتينيز وروميرو من بين أفضل المدافعين في الدوري الإنكليزي الممتاز.

كما يوجد رودريغو دي باول، إنزو فرنانديز، أليكسيس ماك أليستر ولياندرو باريديس في وسط الميدان، والذين يصبحون أفضل عندما يلعبون للأرجنتين. في غضون ذلك، أثبت لاوتارو مارتينيز وألفاريز نفسيهما بالفعل في الهجوم، وسيصل بعض هؤلاء اللاعبين إلى كأس العالم 2026 في ذروة مسيرتهم المهنية، إلى جانب ذلك، هناك شباب آخرين واعدين، مثل أليخاندرو غارناتشو وفالنتين كاربوني.

ويبدو أنّ الوضع على أرض الملعب تحت السيطرة بالنسبة إلى الأرجنتين، ورغم أنّ لا حياة أفضل من الحياة مع ميسي، فإنّ عصر ما بعد "ليو" يبدو أفضل مما كان متوقعاً، أما خارج الملعب، فالوضع سيكون مختلفاً، فلا أحد يستطيع أن يأتي بقائد مثل ميسي للفريق ولزملائه الحاليين، كل شيء يدور حول ميسي، وعندما يرحل، سيصبح لا يمكن تعويضه في هذا الأمر.

اقرأ في النهار Premium