سيد محمد
يتطلّع المنتخب البرازيلي إلى عهد جديد خلال الفترة المقبلة، بعدما عانى "السيليساو" من خيبة الأمل في بطولة "كوبا أميركا" والخروج من الدور ربع النهائي بشكل مخزٍ للجماهير، التي كانت تأمل في المنافسة على اللقب الغائب عن خزائن "السامبا" منذ 2019، والعودة إلى منصات التتويج من جديد. ويعاني الفريق الحالي من العديد من المشاكل التي يجب معالجتها خلال الفترة المقبلة.
صدقت نبوءه رونالدينيو
وقبل البطولة قال الأسطورة رونالدينيو: "إنّ البرازيل ليست جيّدة جداً، فهي ليست غير جيّدة فحسب، بل إنها أيضاً ليست جديرة بالمتابعة، لقد فقدت هذه الأمّة الكروية العظيمة التي فازت بكأس العالم 5 مرّات، سحرها، وكلها جاءت من خلال لعب متنوع في فنون كرة القدم الذي كان محل حسد بقية المنتخبات".
وأضاف أسطورة البرازيل: "أصبح من الصعب العثور على الروح اللازمة لمشاهدة المباريات، ربما يكون هذا أحد أسوأ الفرق في السنوات الأخيرة، فهو لا يضمّ قادة محترمين، بل لاعبين عاديين فقط بالنسبة إلى الغالبية".
كان ذلك في 15 حزيران (يونيو)، ورغم التشكيك في صدقية ادعاءاته منذ ذلك الحين، إلّا أن النقطة الأساسية ظلّت كما هي، البرازيل ليست التي عرفها العالم، وفي النهاية ثبتت صحة ادعاءاته، فقد تعثرت البرازيل في بطولة "كوبا أميركا"، حيث فازت في مباراة واحدة فقط من أصل 4 مباريات، وفشلت في التسجيل في اثنتين منها.
ولكن ما هو أسوأ من ذلك، كما توقّع رونالدينيو، أن هذا الفريق كان فريقاً غير قابل للمشاهدة على الإطلاق، فبالرغم من كل المواهب التي لديه، إلّا أن البرازيل ظهرت بأداء باهت إلى حدّ كبير، ولا يتمتع اللاعبون بأي ثقة في النفس، ورغم الفشل الذريع، كانت البطولة نفسها بمثابة هزيمة نكراء للمنتخب البرازيلي، فلم يكن هناك ما يضمن له الانتصار.
تحدّيات تنتظر البرازيل
التحدّي الحقيقي الأول الذي يواجه المدير الفني دوريفال جونيور هو تجديد دماء منتخب البرازيل من خلال ضمّ مجموعة جديدة من اللاعبين. فقد ضمّ فريقه المشارك في بطولة "كوبا أميركا" عدداً كبيراً من اللاعبين البرازيليين من الدرجة الأولى، والذين قدّموا أداءً متبايناً على مدار الأسابيع الثلاثة التي قضاها "السيليساو" في البطولة، لكنه اعتمد بشكل كبير على نجوم متقدّمين في السن، تجاوزوا أفضل مستوياتهم وحان الوقت للاستغناء عنهم.
سيشكّل رودريغو وفينيسيوس وإندريك خطاً هجومياً رائعاً، إلى جانب جويلينتون وغيماريش ولوكاس باكيتا ونيمار، في حال عاد إلى لياقته الكاملة، كلهم خيارات مثيرة للاهتمام في خط الوسط، وعلى الرغم من أن الدفاع ربما يفتقر إلى الأطراف، فإن ماركينيوس ولوكاس بيرالدو وإيدير ميليتاو هم مدافعون مركزيون أوروبيون من المستوى الأول، إلى جانب أليسون وإيدرسون في حراسة المرمى.
التحدّي الثاني، يتعيّن على دوريفال أن يجد طريقة لإعادة بث الحماس في نفوس هذه المجموعة، فبالرغم من أنهم يتمتعون بالموهبة اللازمة والتي ظهرت في مباراة الباراغواي، إلّا أنهم يفتقدون الحماس الذي يتواجد مثلاً عند لاعبي الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي.
أما التحدّي الثالث، فهو ثقة اللاعبين في المدرب، فلم يكن دوريفال يتمتع بالثقة خارج خطوط الملعب، حيث كان يقضي معظم وقته ينظر من على مقاعد البدلاء، ويشاهد الكارثة تحدث أمامه، وكانت تغييراته متأخّرة للغاية، ولم يتمكن قط من تجميع خطة تكتيكية واضحة.
ومن الأمور اللافتة للنظر، والتي كانت محل انتقادات كبيرة، هو أنه أُجبر على الخروج من التجمع قبل ركلات الترجيح الأخيرة ضدّ الأوروغواي، وتمّ تصويره وهو يكافح من أجل الحصول على كلمة، بينما بدا أن القائد ماركينيوس يختار منفّذي ركلات الترجيح، وقد رسم ذلك صورة قاتمة للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، الذي لم يجد بديلاً موثوقاً به بعد المدرب السابق تيتي بعد استقالته في أواخر عام 2022.
تقبّل دوريفال المسؤولية، لكن من الصعب إلقاء اللوم عليه كثيراً، فقد تمّ تسليمه فريقاً ضعيفاً بشكل غير معتاد، ولم يكن لديه الكثير من الوقت لتشكيله، ومن المؤكّد أن البرازيل من المفترض أن تنافس دائماً في البطولات الدولية، لكن هذه الأسابيع القليلة لم تكن أبداً سهلة، ومن المنطقي إذاً أن يختار الاتحاد الاحتفاظ بالمدرب حتى كأس العالم 2026.