النهار

دي لا فوينتي... العصا السحرية للمنتخب الإسباني
المصدر: النهار العربي
القليل من الطموحات دخل بها المنتخب الإسباني النسخة الحالية من يورو 2024 في ألمانيا، في ظل معاناة قائمة الفريق من الكثير من الغيابات وعدم تواجد الهداف القادر على حل مشاكل "لا روخا" التهديفية.
دي لا فوينتي... العصا السحرية للمنتخب الإسباني
دي لا فوينتي ويامال في يورو 2024. (أ ف ب)
A+   A-
علاء علي

القليل من الطموحات دخل بها المنتخب الإسباني النسخة الحالية من يورو 2024 في ألمانيا، في ظل معاناة قائمة الفريق من الكثير من الغيابات وعدم تواجد الهداف القادر على حل مشاكل "لا روخا" التهديفية.

الصحافة الإسبانية أكّدت أن المدرب لويس دي لا فوينتي دخل إلى يورو 2024 من دون لاعب بقيمة فيرناندو توريس أو ديفيد فيا في خط الهجوم، كما أن منتخب إسبانيا المرعب في السابق مع تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وسيرخيو راموس والكثير من الأسماء العملاقة، مختلف تماماً عن المنتخب الحالي الذي يعوّل على مجموعة من الشباب.

حالة من القلق
عنونت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكاتالونية قبل انطلاق يورو 2024 رأيها في تطلعات الجماهير، وأكّدت أن هناك حالة من التوتر بسبب فقدان "الماتادور" للنجوم في الخطوط الهجومية، إلى جانب كبر سن ثنائي مركز الظهير الأيمن داني كارفخال وخيسوس نافاس، بالاضافة إلى أن فابيان رويز وكذلك داني أولمو لم يقدّما المستوى المأمول منه مع أنديتهما في الموسم الماضي.

دي لا فوينتي صانع المعجزات
أثبت مدرب منتخب إسبانيا لويس دي لا فوينتي البالغ من العمر 63 عاماً أن كل مشكلة لها الحل المناسب، وهو ما دفعه للاعتماد على ثلاثي شاب بقيمة لامين يامال ونيكو ويليامز وداني أولمو في خط الهجوم، في ظل غياب العناصر التي تتمتع بجودة عالية مع خبرات في نفس الوقت في صفوف المنتخب الإسباني في الوقت الحالي.

ومع غياب بيدري ومعاناته من الإصابة في الدور ربع النهائي من يورو 2024، وجد الحل في تواجد أولمو بصفة أساسية بجوار فابيان رويز ورودري مع تواجد نيكو ويليامز ولامين يامال وألفارو موراتا في خط المقدمة، ولم يتأثر مطلقاً بغياب لاعب ماهر بارز بقيمة بيدري، مثلما لم يتأثر بغياب غافي نجم وسط برشلونة، وكذلك غياب الظهير الأيسر الشاب أليخاندرو بالدي.

الثقة في ثنائي دوري روشن
بالتحوّل إلى خط الدفاع، منح دي لا فوينتي الثقة إلى ناتشو فيرنانديز المنضم حديثاً إلى نادي القادسية السعودي، وبجواره قلب الدفاع إيمريك لابورت لاعب نادي النصر السعودي، وذلك في مواجهة أسماء بقيمة كيليان مبابي المنضم حديثاً إلى ريال مدريد، وكذلك لاعبين أمثال جمال موسيالا وتوماس مولر الثنائي البافاري في ربع النهائي، والكثير من النجوم الآخرين، ليبرهن الثنائي على قوة انتدابات الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، بينما أكّد دي لا فوينتي للجميع أن الأهم هو العطاء في الميدان وليس النادي الذي يلعب له أي لاعب.

البديل السحري
تميّز دي لا فوينتي في يورو 2024 بقدراته على منح الفرصة للبدلاء، حيث قرّر استبدال نيكو ويليامز ولامين يامال وألفارو موراتا أمام ألمانيا، ومنح الفرصة إلى ميكيل ميرينو الذي سجّل هدف فوز "لا روخا" برأسية رائعة في شباك مانويل نوير، كما ظهر ميكيل أويارزابال بشكل رائع هو الآخر.

ما يقدّمه ميرينو وأويارزابال ينطبق على حال اللاعب داني أولمو، الذي تحوّل من بديل في حسابات المدرب دي لا فوينتي إلى لاعب قادر على صناعة الفارق وتسجيل الأهداف، بل واحد من أبرز اللاعبين في الوقت الحالي في النسخة الحالية من يورو 2024.

تحويل يامال إلى نسخة من ميسي
منح المدرب دي لا فوينتي الجناح الأيمن لامين يامال الكثير من الثقة من الوهلة الأولى لتواجده كمدرب للمنتخب الإسباني، ليصبح عنصراً هاماً في حساباته، ويعوّل عليه بصفة أساسية على حساب لاعبين أمثال ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز وأسماء أخرى.

الثقة الكبيرة التي مُنحت ليامال رغم صغر سنه ساهمت بشكل كبير في تطوّر أداء اللاعب من لقاء إلى آخر، ليصبح في الوقت الحالي المرشح الأبرز للفوز بجائزة نجم كأس أمم أوروبا الأوّل، لا سيما بعد تسجيل هدف خرافي في شباك المنتخب الفرنسي في الدور نصف النهائي.

ما فعله دي لا فوينتي مع يامال ساهم في عقد مقارنات بين عشاق برشلونة بين نجمهم الشاب الحالي وبين الأسطورة ليونيل ميسي، الذي لطالما كان يصنع الفارق في البطولات الكبرى، حيث تأمل جماهير النادي الكاتالوني أن ينجح الفتى الصغير في تعويضهم عن رحيل ليونيل ميسي، وهو ما أخفق به انسو فاتي والكثير من الأسماء الأخرى في السنوات الماضية.

ويبدو أن يامال لاعب مختلف عن الآخرين، حيث تظهر الخطورة كلما لمس الكرة، ويجمع بين السرعة والمهارة والذكاء والقدرة على صناعة الأهداف، مثلما فعل أمام ألمانيا وهزّ الشباك أمام فرنسا.

المؤكّد أن دي لا فوينتي بات الرجل الذي يملك العصا السحرية مع المنتخب الإسباني في يورو 2024، والذي صنع الحل المثالي لكل مشكلة واجهت "لا روخا" في السنوات الماضية، ليرى الجميع نسخة مشابهة لبطل العالم عام 2010.

اقرأ في النهار Premium