أحمد علي
فشل المنتخب الفرنسي بقيادة مديره الفني ديدييه ديشان في الوصول إلى المباراة النهائية لبطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، المقامة حالياً في ألمانيا وتستمر حتى يوم 14 تموز (يوليو) الجاري، بعد خسارته أمام نظيره المنتخب الإسباني، بهدفين مقابل هدف، في دور نصف النهائي البطولة، والذي أقيم على ملعب "أليانز أرينا"، معقل نادي بايرن ميونيخ.
وعلى الرغم من امتلاك المنتخب الفرنسي أحد أقوى التشكيلات في بطولة يورو 2024، بقيادة كيليان مبابي نجم ريال مدريد، إلّا أنه فشل في تخطّي عقبة المنتخب الإسباني في نصف النهائي، ليواصل منتخب "الديوك" سلسلة إهدار الألقاب مع المدير الفني ديشان، منذ تتويجه بلقب كأس العالم 2022 في روسيا.
فشل ديشان
وظهر منتخب فرنسا في مواجهة نصف نهائي يورو 2024، من دون أي نسق تكتيكي، فعلى الرغم من تقدّمه بالهدف الأول عن طريق كولو مواني من عرضية كيليان مبابي، إلّا أنّ منتخب "الديوك" انهار سريعاً، وتلقّى هدفين من المنتخب الإسباني، وفشل طوال المباراة في تشكيل خطورة كبيرة على مرمى أوناي سيمون، حارس منتخب "لا روخا"، رغم التعديلات التي أجراها ديشان على الفريق خلال أحداث الشوط الثاني من اللقاء.
وأصبح مستقبل المدير الفني لمنتخب "الديوك"، ديدييه ديشان، غامضاً، بعد خسارة لقب يورو 2024، على الرغم من أن عقده يستمر مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتى كأس العالم 2026، لكن خسارة الألقاب المتتالية تضع المدير الفني في مرمى انتقادات المشجعين والإعلام الفرنسي، في ظل الفشل الذي يلاحق الفريق منذ التتويج بلقب مونديال 2018.
حان وقت زيدان
وبدأت الأصوات ترتفع داخل فرنسا، من أجل ضرورة إجراء ثورة كبيرة على مستوى القيادة الفنية للمنتخب الفرنسي خلال الفترة المقبلة، من أجل أن يكون الفريق جاهزاً لخوض غمار نهائيات كأس العالم 2026. وبدأ العديد ينادي بضرورة وصول زين الدين زيدان إلى منصب المدير الفني لمنتخب "الديوك"، وهو الذي يعدّ حلماً لمدرب ريال مدريد السابق.
ورفض زين الدين زيدان العديد من العروض لتولّي تدريب أندية أوروبية كبيرة منذ رحيله عن تدريب ريال مدريد في صيف عام 2022، على أمل تولّي تدريب المنتخب الفرنسي بدلاً من ديدييه ديشان، الذي يقود المنتخب منذ عام 2012، والذي نجح في التتويج معه بلقب كأس العالم 2018، بالإضافة إلى كأس الأمم الأوروبية خلال 12 عاماً قضاها مع الفريق.
وسيحظى وصول زين الدين زيدان إلى منصب المدير الفني لمنتخب فرنسا بقبول كبير من قبل وسائل الإعلام والجماهير الفرنسية، خصوصاً أن "زيزو" يلقى قبولاً كبيراً في الشارع الفرنسي، منذ أن كان لاعباً، وقاد الفريق لتحقيق أول لقب له على مستوى كأس العالم عام 1998، بالإضافة إلى مشوار رائع حققه مع منتخب "الديوك" طوال مسيرته الدولية.
كما يمتلك زيدان كل الأدوات من أجل النجاح مع المنتخب الفرنسي، خصوصاً بعد مسيرته التدريبية المميزة مع ريال مدريد خلال الفترة الماضية، وتحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا خلال 3 مواسم متتالية، وهو قادر على ضخ المزيد من اللاعبين الشباب إلى الفريق خلال الفترة المقبلة، لتصحيح مسار منتخب "الديوك".
ثورة بقائمة "الديوك"
لم يقدّم المنتخب الفرنسي خلال النسخة الحالية من بطولة كأس أمم أوروبا المستوى المنتظر منه، على الرغم من القائمة المدججة بالنجوم التي جاء بها إلى ألمانيا، حيث كان هدف كولو مواني في شباك المنتخب الإسباني أوّل هدف من اللعب المفتوح خلال البطولة، إذ وصل منتخب "الديوك" إلى نصف نهائي البطولة معتمداً على الأهداف العكسية من المنافسين، إلى جانب ركلات الترجيح.
وأصبح واضحاً للجميع أن المنتخب الفرنسي يحتاج إلى ثورة فنية كبيرة سواء على مستوى المدير الفني للفريق أو عدد من اللاعبين المتواجدين في القائمة، وذلك قبل عامين من انطلاق منافسات بطولة كأس العالم 2026 المقبلة، حتى يكون منتخب "الديوك" منافساً بقوة على إحراز اللقب.
كما أن العديد من نجوم المنتخب الفرنسي خيّبوا الآمال خلال بطولة يورو 2024، ويأتي في مقدمتهم كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، والذي لم يسجّل سوى هدف وحيد عن طريق ركلة جزاء في شباك منتخب بولندا، خلال مرحلة المجموعات، وسار على نهجه العديد من اللاعبين الآخرين مثل عثمان ديمبيلي، لاعب باريس سان جيرمان، وأنطوان غريزمان، نجم أتلتيكو مدريد الإسباني.