ظل خاميس رودريغيز بعيدًا عن مستوياته المميزة في كرة القدم لسنوات، حيث يتواجد حاليًا في صفوف ساو باولو البرازيلي منذ 2023، وكان كثيرون يعتقدون أن مسيرته بالفعل شارفت على النهاية لاسيما بعد الرحيل عن الدوريات الأوروبية، إلا أن بطولة كوبا أميركا 2024 أعادت اكتشافه من جديد، وأعادت له الحياة.
يحلم خاميس حاليًا بأن يحمل كأس كوبا أميركا 2024، بعد أن كان حلمه هو التواجد بقائمة منتخب كولومبيا؛ فقد أصبح الآن مرشحًا للتتويج بلقب البطولة والذي قال قبل انطلاقها: "أريد الفوز بكوبا أمريكا"، وبات على بُعد خطوة واحدة من تحقيق ذلك.
وصلت كولومبيا إلى نهائي كوبا أميركا بعد 23 عامًا من فوزها على المكسيك في نسخة 2001 بهدف سجله إيفان كوردوبا، وهي المرة الوحيدة التي توج فيها الفريق باللقب، والآن سيواجهون الأرجنتين، التي ستبدأ المباراة وهي المرشح الأول للقب، لكنها ستواجه خاميس رودريغيز "بثوبه الجديد" ورفاقه الذين لم يخسروا في 28 مباراة متتالية.
وغادر خاميس ريال مدريد في موسم 2019-2020 لينضم إلى إيفرتون، وهو النادي الذي لم يكن فيه سيئا (6 أهداف و4 تمريرات حاسمة في 23 مباراة)، لكن رحيل أنشيلوتي وقدوم بينيتيز أغلق أبواب الدوري الإنكليزي الممتاز.
رحل بعدها صانع الألعاب الكولومبي إلى قطر، ومر عبر أولمبياكوس وانتهى به الأمر أخيرًا في ساو باولو، وكانت للإصابات مع القليل من التكيف، دورًا على المسيرة التي بدا أن لها مصيرًا واضحًا وهو النهاية الحزينة.
مرت السنوات على رودريغيز، لكنها منحته الحكمة والخبرة والقدرة على معرفة ما يريده حقًا، وأراد أن يصبح بطلاً مع كولومبيا، وأن يترك بصمته مع بلاده وبالذهب.
في المباريات الودية مع كولومبيا وجولات التصفيات المؤهلة لكأس العالم منذ وصول المدرب نيستور لورينزو إلى مقاعد البدلاء، كان من الواضح بالفعل أنه كان مرتاحًا وسعيدًا في خطط المدرب القادم بوينس آيرس.
بعض الأحاسيس التي استعادها في كوبا أميركا، قادت كولومبيا إلى النهائي، المراوغات والتمريرات الحاسمة وغيرها من الفنيات الرائعة التي يمتلكها ويتميز بها عن غيره، فخاميس ليس مجرد لاعب كرة، لكنه أحد اللاعبين الذين تشاهد التلفاز أو تدفع تذكرة من أجل مشاهدتهم، حيث يفكر ويخترع وينفذ أفعالًا صعبة في الملعب لا يستطيع الآخرون حتى أن يحلموا بها.
ومع صناعة 6 تمريرات حاسمة وتسجيل هدف واحد في 5 مباريات، عاد اللاعب صاحب القدم اليسرى والذي أذهل العالم في كأس العالم 2014 بعد فترة طويلة من الصعود والهبوط، ليحطم منافسيه حيث كان يتمتع بدقة غير عادية بقدمه اليسرى، وسواء فاز بكأس كوبا أميركا أم لا، فإن بطولته أصبحت الآن تاريخية، وخير دليل على ذلك دموعه التي انهمرت بعد الفوز على أوروغواي في نصف النهائي والتأهل للنهائي.