المنتخب الإسباني كان الأكثر متعة بين المنتخبات المشاركة في يورو 2024. (أ ف ب)
يستعد منتخب إسبانيا ومنتخب إنكلترا لمواجهة بعضهما البعض في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، غداً الأحد، على الملعب الأولمبي ببرلين، حيث يحلم كل منتخب منهما بالتتويج بلقب القارة في نهاية شهر مثير من كرة القدم.
كان المنتخب الإسباني هو الفريق الأفضل فنياً في البطولة، حيث انتصر بكل مبارياته في الطريق إلى نهائي برلين، من خلال الفوز على كرواتيا وإيطاليا المدافعة عن اللقب وألمانيا المضيفة وفرنسا المرشحة بقوّة للقب.
من ناحية أخرى، استغرقت إنكلترا وقتاً طويلاً قبل أن تستعيد قوّتها في ألمانيا، حيث تعثرت في عبور مرحلة المجموعات، قبل أن تحتاج إلى أهداف متأخرة لمعادلة النتيجة ضد سلوفاكيا وسويسرا، ثم تسجل هدف الفوز في وقت متأخر ضد هولندا لتحجز مكانها في المباراة النهائية.
وباستثناء منتخب إسبانيا، فقد فشلت الفرق الكبرى في تقديم المنتظر منها خلال البطولة وقدمت نسخة مملة جداً من خلال المشاركة في يورو 2024، وعلى رأسها منتخب فرنسا الذي وصل إلى الدور نصف النهائي من دون أن يتمكن أي من لاعبيه من تسجيل أي هدف من اللعب المفتوح.
هل كانت يورو 2024 أسوأ بطولة كبرى؟ إليكم الأسباب:
جفاف تهديفي
بعد بداية واعدة للبطولة عندما تغلبت ألمانيا المضيفة على اسكتلندا 5-1 في اليوم الافتتاحي ليورو 2024، وهو أكبر فارق انتصار لأي فريق في المباراة الافتتاحية في تاريخ البطولة، شعر البعض أنّ المسابقة ستكون مثيرة تهديفياً، لكن جاءت بقية المباريات لتكون مخيبة للآمال.
على سبيل المثال، نجح منتخب إنكلترا المتأهل إلى النهائي في تسجيل متوسط 0.93 هدفاً في المباراة الواحدة، وهو أقل من متوسط 1.14 هدفاً و1.08 هدفاً و1.03 هدفاً في المباراة الواحدة، الذي حققه لوتون تاون وبيرنلي وشيفيلد يونايتد الهابطون في موسم الدوري الإنكليزي الممتاز 2023-24.
واعتبر البعض أنّ مرحلة المجموعات في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 ستكون مثيرة وممتعة في نظرهم، لكن مع تسجيل 81 هدفاً خلال هذه المرحلة من المنافسة بمعدّل 2.25 هدفاً في المباراة الواحدة، فإنّ هذا يُصنف على أنه ثاني أدنى معدّل في أي بطولة أوروبية هذا القرن، فقط بطولة يورو 2016 سجلت متوسطاً أسوأ بلغ 1.92 هدفاً في المباراة الواحدة.
أما بالنسبة إلى كأس العالم، فإنّ نسخة 2010 في جنوب أفريقيا فقط سجلت معدّلاً أقل، حيث بلغ 2.1 هدفاً في المباراة الواحدة.
دور الـ16
أما بالنسبة إلى دور الـ16، فقد شهدت المباريات الثماني 19 هدفاً، وهو أدنى رقم في بطولة أوروبية تضم 24 فريقاً في القرن الحادي والعشرين، لكنه أعلى من نفس المرحلة في نهائيات كأس العالم في 2002 و2006 و2014.
ومع ذلك، ورغم أنّ دور الـ16 لم يكن مرتفعاً بشكل خاص من حيث الأهداف، فإنّ البيانات تشير إلى أنه كان من المفترض أن يتم تسجيل حوالى 24 هدفاً، وربما يمكن إلقاء اللوم على سوء إنهاء الهجمات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ فرقاً مثل فرنسا وإنكلترا كان من الصعب مشاهدتها بلا شك، حيث سدّد الثنائي أربع تسديدات فقط على المرمى، منهم ثلاث فرص كبيرة خلال 210 دقيقة من اللعب.
الدور ربع النهائي
كان من الممكن أن تكون مباريات الدور ربع النهائي أكثر إثارة بالتأكيد، لكن جرى تسجيل سبعة أهداف فقط في المباريات الأربع، وهذه هي أقل ثماني مباريات من حيث عدد الأهداف في أي بطولة لكأس أمم أوروبا في القرن الحادي والعشرين، على الرغم من أنه يجب أن نذكر أنها كانت أعلى من حيث عدد الأهداف في نهائيات كأس العالم في 2014 و2006 و2002.
ونجح المنتخب الفرنسي ومنتخب إنكلترا مرّة أخرى في إزعاج المشاهدين بأدائهما المتواضع، ولم يسدّدا سوياً سوى ست تسديدات على المرمى خلال 180 دقيقة من الوقت الأصلي.
نصف النهائي
وأسفرت مواجهات الدور نصف النهائي عن ستة أهداف، وهو ثاني أعلى رقم في بطولة أوروبية في القرن الحادي والعشرين. ومنذ عام 2000، لم يتم تحسين هذا الرقم إلا في نهائيات كأس العالم 2014 و2022.
ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الأهداف الثمانية التي سجلت في نصف نهائي كأس العالم 2014 كلها جاءت في فوز ألمانيا 7-1 على البرازيل المضيفة، في حين انتهت مباراة نصف النهائي الأخرى بالتعادل السلبي قبل أن تُحسم بركلات الترجيح.
بطولة غير مسليّة
من الناحية الإحصائية، فإنّ بطولة كأس أمم أوروبا 2024 لم تكن البطولة الدولية الأكثر تسلية في القرن الحادي والعشرين، لكنها لم تكن البطولة الأكثر مللاً.
ولعل العروض الجيّدة والمواجهات الممتعة التي شهدتها البطولة طغت على العروض الباهتة التي قدّمتها منتخبات كبرى مثل فرنسا وإنكلترا، والتي على الرغم من المواهب الكبيرة لديها؛ فقد أصابت الجماهير بالملل بأسلوب لعبها.
ومع ذلك، فإنّ الأداء الممتع الذي قدّمته فرق مثل إسبانيا نجح إلى حد ما في إنقاذ البطولة من وصفها بأنها البطولة الأكثر مللاً في هذا القرن.